التعميم الصادر من الاتحاد البحريني لكرة القدم بشأن إلزامية تطبيق معايير الاتحاد الآسيوي في تعيين المدربين بالأندية بدئاً من الموسم المقبل يحمل في طياته الكثير من الآمال والكثير من الصعوبات.
الآمال في بناء جيل كروي مختلف للمستقبل، والصعوبات في توفير المدربين المؤهلين لجميع الأندية.
وجود المدربين الأكفاء والمؤهلين مطلب رئيسي غير أن عملية التطبيق العملي قد تصطدم بالكثير من العوائق في ظل استمرار عملية التدريب بالخبرة أكثر منها بالتأهيل.
كرة القدم تتغير من حولنا وفي العالم ككل ولم يعد من المجدي السير بالطريقة القديمة نفسها في العمل خصوصاً في ظل تدخل الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد القاري في إعادة تنظيم مختلف القطاعات في اللعبة.
إلزامية التطبيق وإلغاء الاستثناءات أبرز تعابير التعميم الصادر، ما يعني أن الأندية ستكون تحت الضغط لتوفير المدربين المناسبين لفرقها وحتى المساعدين.
الشهادات التدريبية باتت شرطاً أساسياً للتعيين في الأندية، ومن الموسم المقبل لن يستطيع مدرب تدريب فئة الشباب من دون شهادة (A) في حين أن الكثير من المدربين في هذه الفئة لا يمتلكون هذه الشهادة.
على مستوى الناشئين والأشبال والبراعم باتت الشروط أيضاً أكثر تعقيداً ولم يعد من الممكن التدريب بالخبرة فقط.
كرة القدم لم تعد عملية وراثية وإنما باتت علماً قائماً يتطلب الدخول فيها التأهيل اللازم الأكاديمي والعملي حسب الشروط القارية والدولية.
وجود الخبرات لا شك أنه يمثل قيمة وإضافة نوعية إلا أنه لن يغني لوحده عن وجود التأهيل العلمي، خصوصاً وأن الشروط في المواسم المقبلة ستكون أكثر تشدداً.
في البحرين نمتلك الكثير من الخبرات المميزة ولكننا بحاجة أكثر إلى تفعيل العمل الأكاديمي في مختلف القطاعات الرياضية، إذ لا يمكن الاستمرار في إدارة الأمور بالخبرات المتوارثة بين الأجيال والتي لن تعطي جديداً في الوقت الذي يتقدم الآخرون من حولنا.
في أوروبا هناك تشديد كامل على تأهيل المدربين، حتى أن أفضل لاعب في العالم سابقاً الفرنسي، زين الدين زيدان واجه الكثير من الصعوبات والعقبات قبل أن يتمكن من التدريب في الفئات العمرية لريال مدريد ومن ثم تولي مسئولية الفريق الأول.
الرخصة الدولية مطلب أساسي لا يمكن تجاوزها لأفضل لاعب في العالم، فهل من المجدي بعد اليوم أن ندير أنديتنا بالخبرات والأسماء؟.
العدد 4987 - الإثنين 02 مايو 2016م الموافق 25 رجب 1437هـ