قريباً سيحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو/ أيار) إلا أن الأمر قد يختلف مع بلداننا العربية. فالمشهد الإعلامي والصحافي في المنطقة العربية لا يعد بحرية ولا باستقلاليّة أكبر وخاصة في ظل تدهور حقيقي يشمل الاضطراب السياسي مع تفشي الإرهاب والانقسامات.
وبحسب تقرير «مراسلون بلا حدود» للعام 2016 فقد كشف تقرير هذا العام عن تدهور حاد في حرية الصحافة في العالم. إذ سجَّل المؤشر العالمي 3719 نقطة العام الماضي، بينما ارتفع المستوى هذا العام إلى 3857 نقطة؛ ما يعكس تدهوراً بنسبة 3.71 في المئة و13.6 في المئة مقارنة بالوضع في العام 2013.
وبالنظر إلى ما يحدث في بلدان المنطقة العربية فإن أهم أسباب تراجع حرية الصحافة يعود إلى استمرار الأوضاع الأمنية وتفشي الحروب وانسياق الحكومات في هاوية القمع والتخبط في سياسات سالبة للحرية، كما هو الحال في كثير من البلدان العربية، والسيطرة على وسائل الإعلام العامة. بينما أشار التقرير أيضاً إلى أن دول أوروبية، مثل بولندا أصبح وضعها شبيهاً لبعض البلدان العربية مع الاستمرار في سن تشريعات وقوانين تحد من حرية الصحافة وحرية التعبير.
الملاحظ أنه منذ أن تبدل المشهد السياسي العربي في منتصف العام 2013 أي بعد سقوط حكم الإخوان في مصر. والعالم العربي يشهد حالات شد وجذب كثيرة على مستوى الصحافة والإعلام وخاصة المستقلة منها إذ أصبح يعيش حالة من انعدام الاستقرار على نحو متزايد في القطاع الخاص، على حد سواء، في خضم الضغوط المتعددة.
كما أن الإعلام يستخدم كورقة ضغط تضاف في أيدي الدول لفرض هيمنتها والحرص من خلالها على فرض الرأي الذي تريد تعميمه. ولهذا فإن جميع مؤشرات التصنيف تدهورت ما بين العامين 2013 و2016، ولاسيما على مستوى البنية التحتية؛ إذ لا تتردد سلطات بعض الدول في إيقاف خدمة الإنترنت أو منع بث الفيديو المصاحب مع المادة الخبرية على مواقع الصحف الإلكترونية أو بث فيديوهات الصحف على موقع «اليوتيوب» كما هو الحاصل في البحرين التي طبقت قرار المنع منذ يناير/ كانون الثاني 2016 وحتى اليوم في خطوة سلبية وتراجع حقيقي يعارض مواكبة التطور في أدوات الإعلام الرقمي الجديد الذي هو فناء مفتوح في العالم بينما فناء مغلق أمام الصحف المحلية في البحرين.
لن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يصل الأمر أحياناً إلى التدمير التام للمباني أو المكاتب أو أجهزة البث أو آلات الطباعة التابعة لوسائل الإعلام، التي تنزعج الحكومات من خطها التحريري أو من نبرتها الناقدة.
أما على المستوى القانوني، فقد لوحظ سن مجموعة من التشريعات في بعض الدول العربية التي تُعاقب الصحافيين بجرائم واهية تحت ذريعة «إهانة الرئيس» أو «دعم الإرهاب».
إن التعددية، واستقلالية وسائل الإعلام ضرورة لخلق مناخ حر للعمل الصحافي في أي بلد. ولقد أظهرت نسخة 2016 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة مدى حدة الانتهاكات التي تئن تحتها حرية الإعلام واستقلالية الصحافة. ولهذا من الضروري الدفاع عن الصحافة الجديرة وخاصة في منطقتنا العربية والوقوف ضد كل ما من شأنه أن يعزز سُبل الدعاية أو الأخبار التي تُملى من جهات أو تلك التي تموِّلها مصالح أطراف تقضي فيها على أخلاقيات المهنة وتشوه من العمل الصحافي وتقضي على استقلاليته.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4985 - السبت 30 أبريل 2016م الموافق 23 رجب 1437هـ
حرية الصحافة توجد فقط للمصلحشيه يوميا مقالاتهم تبث الفتنه الطائفيه ودائما يدافعون عن المفسدين فى البلد ويتهمون الابرياء بالخونه لانهم طالبو عن حقوقهم واموجودين علينه هادى الشماعة ... المشتكى لله
كل شيئ وله حدود ليس هناك حريه مطلقه
ولا نرضى ان يكون هذا
لا توجد حرية
اتفق مع الاخت ريم. لا توجد حرية صحافة والدليل ثقافة المنع والعقاب .ثم منع الفيديو على اليوتيوب .
غياب في حرية الصحافة