اعلنت روسيا اليوم السبت (30 أبريل/ نيسان 2016) انها لن تمارس ضغوطا على دمشق لكي توقف غاراتها على مدينة حلب، في حين اعلنت واشنطن ان وزير الخارحية جون كيري سيتوجه الى جنيف الاحد في مسعى لتثبيث وقف الاعمال القتالية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف "لن نمارس ضغوطا (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لانه ينبغي الفهم ان ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الارهابي".
ولفت الى ان "الوضع في حلب يندرج في اطار هذه المكافحة للتهديد الارهابي".
ومدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 شباط/فبراير الذي تم التوصل اليه طبقا لاتفاق اميركي روسي حظي بدعم مجلس الامن.
ويتوجه كيري الاحد الى جنيف سعيا الى تثبيت الهدنة حيث سيجري مشاورات على مدى يومين مع الموفد الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا ونظيريه السعودي عادل الجبير والاردني ناصر جودة.
ميدانيا، فر عشرات السكان من الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب السبت نحو مناطق اكثر امانا، خشية الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي.
وفي الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، شاهد مراسل فرانس برس عند الخامسة فجرا عشرات العائلات تغادر منازلها في حي بستان القصر الذي تعرض لقصف جوي عنيف خلال الايام الماضية.
واكد بعض السكان انهم ينزحون الى اماكن اخرى اكثر امانا في المدينة فيما فضل آخرون مغادرتها بالكامل عبر طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لسكان الاحياء الشرقية، المؤدي الى غرب البلاد.
ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام.
المعارضة تطالب بإجراءات
واوقع التصعيد العسكري منذ 22 نيسان/ابريل 246 قتيلا من المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف وقوراير الغاز.
وقتل السبت عشرة مدنيين في الاحياء الشرقية، ثمانية منهم جراء غارات جوية على احياء باب النيرب وبستان القصر والهلك واثنان بينهم طفل في قصف مدفعي طال حي العامرية، وفق الدفاع المدني.
وبحسب المرصد السوري، فقد استهدفت حتى الظهر 28 غارة على الاقل الاحياء الشرقية.
وتشهد الاحياء الغربية بدورها، بحسب المرصد، "هدوءاً منذ فجر السبت تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة".
وخلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض انس العبدة ان "النظام يقوم بكل ما يمكن وصفه بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية" في حلب، وقال ان "اصدقاءنا مطالبون باجراءات حقيقية على الارض من اجل وقف العدوان ووقف استهداف المدنيين".
واضاف ان الائتلاف طلب من الفصائل المقاتلة "دعم جبهة حلب"، مؤكدا حقها في "الرد على مصادر النيران".
يذكر ان القصف على احياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة اصاب قبل ايام مستشفى القدس الذي تدعمه "اطباء بلا حدود" ما ادى الى مقتل نحو ثلاثين شخصا فضلا عن طبيب الاطفال محمد وسيم معاذ.
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان قصف المستشفى "يمكن أن يشكل جريمة حرب".
الى ذلك، اعلنت قطر الداعمة للفصائل المقاتلة في سوريا، السبت انها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين لبحث التطورات في حلب.
تهدئة ومساعدات لا تشمل حلب
وبعيدا عن حلب، توقف القتال عند الساعة الواحدة صباح السبت على جبهتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية الشمالي بعد دخول اتفاق اميركي روسي حيز التنفيذ، وذلك في اطار تهدئة لا تشمل حلب.
وتسود حالة من الهدوء، وفق المرصد السوري، في جبلي الاكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي بعد أيام من المعارك العنيفة، كما في الغوطة الشرقية لدمشق.
واعلن الجيش السوري ان "نظام وقف العمليات" يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.
على صعيد اخر، دخلت قافلتا مساعدات انسانية تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري والامم المتحدة عصر السبت الى اربع بلدات سورية محاصرة.
وقال بافل كشيشيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لفرانس برس، "بالرغم من الوضع السيء في حلب الذي يؤثر على العمليات الانسانية في المدينة، يتواصل العمل في اماكن اخرى".
ودخلت القافلتان بالتزامن الى مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل قوات النظام في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب.
واوضح كشيشيك ان 48 شاحنة دخلت مضايا واثنتان الى الزبداني مقابل 20 شاحنة الى الفوعة وكفريا، وتحمل تلك الشاحنات حصصا غذائية وطحين وادوية وادوات اخرى.