أبدأ من اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها مملكة البحرين مع الولايات المتحدة الأميركية في العام 2006 وشهدنا مؤخراً بعض الفعاليات التي أقيمت بمناسبة مرور عشر سنوات على توقيعها.
لكن كيف يمكن تفعيل هذه الاتفاقية الطموحة أكثر بحيث نرى في البحرين عددا أكبر من المصانع والمشاريع التي تقام خصيصاً لاستهداف السوق الأميركي؟ وأن تصبح البحرين بوابة المنطقة لدخول هذا السوق الاستهلاكي الأكبر في العالم؟.
مواقع الإعلام الاجتماعي تقدم إجابة جيدة على جانب كبير من ذلك السؤال، فدورها لا يقتصر في الترويج للمنتجات والأشخاص فقط، وإنما لكل ما يمكن أن يخطر على بالنا من أمور نريد نشر الوعي بشأنها وتعريف الناس بها.
لقد باتت هذه المواقع أهم نافذة للإطلالة على الأسواق العالمية، سواء أكنت تعمل في الصناعة أم التجارة أم التعليم أم الخدمات أم الثقافة أم الفكر، وليس من الجديد القول إن «يوتيوب» بات أكبر محرك بحث على الانترنت بعد أن تخطى غوغل نفسه، فيما يسكن «فيسبوك» قرابة ربع سكان الكوكب، وأيضاً تصعد شبكتا «إنستغرام» و «لينكدإن» بسرعة كبيرة.
لقد خلص بحث صدر في الولايات المتحدة الأميركية في يناير/ كانون الثاني الفائت وشمل ثلاثة آلاف شركة أن كلاً من فيسبوك ولينكدإن يأتيان في مقدمة اهتمام تلك المؤسسات في نشاطها التسويقي داخل الولايات المتحدة وحول العالم.
يبهرنا موقع فيسبوك دائماً بما يتيحه من إمكانيات هائلة أمام المسوِّقين للوصول إلى شرائح مستهدفة، فعبر الأدوات الإعلانية التي يقدمها هذا الموقع الأزرق يمكن الوصول إلى شريحة من المستهلكين محددة بحسب العمر والجنس والاهتمام واللغة والمكان الجغرافي وغير ذلك.
في إحدى ورش العمل التي أقمتها مؤخراً سألتني مسئولة التسويق في شركة تجهيزات منزلية إلكترونية مثل الثلاجات والأفران وأجهزة المايكرويف عن كيفية الوصول للشريحة المستهدفة من العملاء، فأجرينا بحثاً عملياً على فيسبوك ووصلنا إلى نتيجة مفادها أن هناك قرابة 18 ألف سيدة في المنطقة الشرقية أعمارهن فوق الـ30 عاماً، متزوجات، مهتمات بالتجهيزات المنزلية الإلكترونية، وبالتالي يمكن الوصول إليهن إعلانياً بمبلغ لا يتجاوز عدة مئات من الدولارات!.
وباستخدام هذه الآلية يمكن لأي رائد أعمال، أو صاحب مصنع أو خدمة في البحرين أن يجعل سوقه العالم أجمع وليس البحرين فقط.
ليس من الصعوبة أيضاً تعلم أساسيات الاستخدام الأمثل لهذه الشبكات، وكيفية استثمارها بأقصى فاعلية ممكنة والظهور الفعال عليها والبحث من خلالها، فالمعرفة والمهارة والعلاقات هي أهم مرتكزات نجاح الأعمال هذه الأيام، وربما تكون أكثر أهمية من الموجودات ورأس المال نفسه.
نحن في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي أدركنا ذلك منذ البداية، ونعمل بشكل دائم على إقامة برامج ومؤتمرات وورش عمل ومحاضرات ترمي كلها إلى نشر ثقافة الاستخدام الفعال للإعلام الاجتماعي، ومن ذلك سلسلة منتديات «رواد الإعلام الاجتماعي» التي سنقيم نسختها الرابعة قريباً بمشاركة أكثر من 30 خبيراً من الولايات المتحدة الأميركية.
إنها دعوة مفتوحة للجميع لحضور جميع فعاليات النادي، ومن بينها منتدى رواد الإعلام الاجتماعي، فربما تحجز لنفسك مكاناً بين الذين أصبح العالم أجمع ساحتهم بفضل استخدامهم الفعال لمواقع الإعلام الاجتماعي.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ