نتيجة حراكها الأسبوعي، تمكنت عدد من المجالس الأهلية بجزيرة المحرق من استقطاب الأنظار ناحية ندواتها التي تتناول قضايا الشأن العام، بما في ذلك القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية.
حراك متواصل، منح المجالس موقعاً منافساً للجمعيات والمؤسسات الأهلية، حتى وجدت فيها هذه الأخيرة، مكاناً مناسباً لعقد فعالياتها، وذلك بالتنسيق المشترك.
يتحدث صاحب مجلس الدوي، إبراهيم الدوي عن نشاط المجالس، ليقول: «تمكنت المجالس من ممارسة دور على مستوى المملكة، وذلك عبر إقامة الفعاليات والندوات التي تثري الشأن العام وتترك فوائدها على المجتمع بصورة عامة».
وبشأن الحراك على مستوى المحرق، قال: «نظراً لدورها البارز على الصعيدين الثقافي والتعليمي، إلى جانب فترة المد القومي، فإن المحرق تمتلك ريادة أهلتها لممارسة أدوار ثقافية متنوعة». وأضاف «وفقاً لما يرويه الأجداد، فإن مجلس الدوي يعتبر من أقدم المجالس التي كانت تمثل وسيلة لاحتضان أبناء الفريج، وحل بعض المشاكل والخلافات التي تحدث بينهم».
وتابع «عطفاً على ذلك، فإن الدور الحالي للمجالس هو في الحقيقة امتداد للأدوار السابقة، غير أن المجلس الذي كان في السابق مقتصراً على أهالي الفريج، بات اليوم مفتوحاً لجميع أبناء البحرين، إلى جانب تحويلها لما يشبه الملتقيات الثقافية والاجتماعية والسياسية، تتناول من خلالها قضايا الشأن العام، وتحيي المناسبات الوطنية باحتفالات يحتضنها المجلس».
وعن تجربة مجلسهم، قال الدوي: «نحرص على اختيار موضوعات هادفة وتلامس اهتمامات الناس»، موضحاً أن بداية إنشاء المجلس الحالي تعود للعام 2000، أما هيئته الحالية فجاءت بعد ذلك بخمس سنوات، ومنذ ذلك والمجلس يحتضن الندوات الأسبوعية والتي أكملت نحو 11 عاما تقريباً من عمرها».
وفيما إذا كانت المجالس تسعى لسد فجوة نتيجة تراجع أداء المؤسسات الثقافية والجمعيات السياسية، قال الدوي: «الكثير من الجمعيات بما في ذلك السياسية تتواصل معنا لطلب إقامة ندوات في إحدى الليالي، وهذا يعني أن المجالس تساهم في تنشيط الحراك الأهلي بشكل عام».
بدوره، قال صاحب مجلس جناحي، أحمد جناحي: «تأسس المجلس في 1992، وهو اليوم يكمل قرابة الربع قرن على بداياته التي شهدت بدايات ظهور المجالس الأهلية النشطة في تنظيم المحاضرات والندوات واللقاءات في شتى المجالات، سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو صحية أو دينية، وهي تستهدف جميع الفئات والطوائف المجتمعية بلا تمييز، وبطريقة حيادية تامة، ليغلب على كل لقاء روح المحبة والمودة، سواء داخل الفريج أو على مستوى المحرق أو عموم البحرين».
وأضاف «بعد أن أثبتت العملية نجاحها وقدرتها على استقطاب الرواد، والمنتدين من المختصين والخبراء، أدى ذلك لظهور المزيد من المجالس في السنوات الأخيرة، في إضافة تمثل إثراء مهما وسدا لفجوات بينة في الساحة المحلية».
وتابع «من بين ذلك، احتضان عدد من الأسماء المبتعدة عن المشاركة في الشأن الثقافي، وتناول كل حدث عن طريق تسليط الضوء عليه من قبل الخبراء ذوي العلاقة»، مؤكداً أن المجالس وبانفتاحها على الجميع تمتلك القدرة على الوصول لشتى الشرائح، ومضيفاً «من هذا المنطلق سعى المجلس لعملية مصالحة، ولعملية تشجع على طرح كل طرف أو شخص رأيه بحرية تامة، وتبادل الآراء من خلالها وبما أسهم في نهاية المطاف في تحجيم مشكلة التعصب للرأي، وتعزيز مبدأ القبول بالآخر».
بجانب ذلك، نوّه جناحي بدور المجالس الأهلية التي تمثل امتدادا لإرث بحريني قديم، في تعزيز حالة الاجتماع الوطني، وذلك عبر العمل على تقليص الهوة بين التباينات حيال عدد من الموضوعات.
العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ