نسبة المسلمين في العالم %25 وتعيش هذه الشريحة في دول مسلمة او غير مسلمة. ومع اقتراب شهر رمضان يترقب هؤلاء فرصة الصيام، ومن بينهم الفئة المصابة بمرض السكري التي تحتاج للحصول على النصيحة المثلى طبيا وشرعيا لاتخاذ قرار الصيام او الإفطار ، وفق ما قالت صحيفة القبس الكويتية اليوم الجمعة (29 أبريل / نيسان 2016).
وكان ذلك هو محور نقاش الدورة الرابعة لمؤتمر التحالف الدولي لمرض السكري ورمضان DAR، بالمشاركة مع الاتحاد الدولي للسكري IDF والمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري. وبدعم من شركة سانوفي. وأعلن خلاله عن اصدار كتيب يضم ارشادات طبية وتشريعية، وتوافره عبر الموقع الالكتروني DAR و IDF حتى يتمكن كل معالج لمرضى السكر حول العالم من اعطاء معلومات موثوقة وموحدة حول موضوع السكر والصيام.
◗ على المصاب أن يعرف مضاعفات صيامه
علق الرئيس المنتخب للاتحاد الدولي للسكري شوكت ساديكوت ، قائلا «تعقد عدة مؤتمرات سنويا تتناول موضوع مرض السكر، لكن ليس لذلك فائدة ان لم نقم بإيصال المعلومات التي يحتاجها المصاب، حتى يتعامل بشكل أفضل مع مرضه ونحسن جودة حياته وحالته الصحية. ويجب علينا إدراك ان لكل مريض خصوصية تراعي اموره المحببة والاحتياجات والعادات والتقاليد وظروف معيشته.
ومن الامور التي علينا مراعاتها كأطباء حول العالم، هي النواحي الدينية التي على المصاب القيام بها والتي قد تؤثر في مرضه. وهذا هو سبب اهتمامنا حاليا بوضع توصيات تهتم بصحة الصائمين المصابين بالسكر بجميع انواعهم.
ومن المعلومات التي على المريض ان يعرفها: ما يترتب على صيامه من تعقيدات ومضاعفات، خاصة لو كانت صحته لا تسمح بذلك. وتبقى الحقيقة، هي أن كثيرا من المصابين يصومون ويغامرون بصحتهم. ويجب زيادة وعي هؤلاء بكيفية الصيام الصحي ومتى يلزم عليهم الافطار والمضاعفات التي عليهم توقعها ايضا. والكتيب الارشادي الذي قمنا بتجميعه سيوفر معلومات طبية وشرعية يمكن لأي طبيب حول العالم ان يستخدمها كمرجع عند مناقشة قرار الصيام».
◗ رأي الشريعة بصيام المصاب
أكد المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية البروفيسور مجدي عاشور ، اهتمام جميع الاديان بصحة الانسان واعتبارها امانة يجب رعايتها والحفاظ عليها. وقال «على المسلم ان يحافظ على صحته وقوته بقدر استطاعته وذلك بالعلاج والاعتناء بها. وتكاليف الشريعة الاسلامية واجبه على المسلم السليم والقادر. لذا، هي قائمة على أساس صحة الانسان وعدم التسبب بالضرر. ومن الخطأ ان يهتم الانسان بعباداته ويضحي بصحته. وهذا هو سبب وضع الاسلام حالات استثنائية توجب افطار من لا يقدر او يقع عليه الضرر مثل الذين على سفر والحامل والمريض. فالإسلام دين يسر.
وعلى رجال الدين ان يؤكدوا اهمية الا يلقي المسلم نفسه الى التهلكة ويغامر بصحته. فلا يجوز ان يصوم المصاب ان نهاه المعالج. ومن الخطأ جدا ان يعتقد انه لو حدثت له مضاعفات او توفي فسيكون شهيدا. بل سيكون عليه في الواقع وزر خطيئة لأنه لم يطع الطبيب ولا الفتوى وآذى نفسه».
◗ الأساس هو رأي الطبيب
شدد البروفيسور مجدي على أهمية رجوع المسلم الى رأي الطب اولا ثم رأي الشريعة ثانيا. وقال «الأصل هو رأي أولي الحكمة وهم الاطباء. فلا تجوز الفتوى من دون معلومات طبية ورأي الطبيب. ومن هنا تأتي أهمية عقد حلقات النقاش وورش العمل وتوثيق التعاون بين الاطباء ورجال العلم والشريعة بهدف زيادة الوعي والخبرة بموضوع السكر وانواعه وخطورته على صحة الانسان».
◗ الإمارات تستعد لرمضان
أشار رئيس جمعية السكر الاماراتية عبدالرزاق المدني الى انتشار مرض السكري المزمن في دول الخليج بشكل وبائي. وقال «يعتمد علاج هذا المرض على عاملين: هما تحسين أسلوب الحياة (جانب التغذية والرياضة) والخطة العلاجية (الدواء) المناسبة، والهدف هو الحفاظ على اتزان معدل سكر الدم للوقاية من المضاعفات. ومن هنا تأتي اهمية اتباع المصاب لتغذية متوازنة ومناسبة حتى لا يصاب بنوبات هبوط السكر او ارتفاعه.
وبما ان رمضان يقترب، وكثير من المصابين يرغبون في الصيام لفترة تمتد عدة ساعات طويلة نهارا، فذلك سيؤثر بشكل مباشر في اتزان معدل سكر الدم. والكثيرون سيقصدون المعالج لاستشارته حول موضوع الصيام. ونظرا لاختلاف طبيعة مرض السكري في كل حالة، نتيجة لاختلاف انواعه ونوعية الادوية التي يتناولها المصاب وحالته الصحية، فهنا يجتهد كل طبيب في اتخاذ قرار الصيام لكل حالة. أما في الحالات الخطرة التي يجب عليها الافطار، فيجتهد الطبيب ايضا في اقناعه بعدم الصيام ويشدد على ما سيترتب على صيامه من مضاعفات صحية ومخاطر. لكن بعض المرضى لا يقتنع بالرأي الطبي، لأنه يرغب برأي الفتوى (الشرع). ومن هنا تأتي اهمية توافر كتيب الارشادات الذي يحتوي على رأي خبراء الطب والشريعة، لأنه سيعطي الطبيب حجه وبرهانا أكبر عند اتخاذ قرار صيام المريض او افطاره».
◗ كتيب متوافر لكل مسلمي العالم
وأضاف من رئيس التحالف الدولي للسكري ورمضان حمد حسني قائلا «يمكن ان تكون للصيام آثار مفيدة او ضارة اعتمادا على حالة مريض السكري. فالسكري مرض معقد ومتشعب وكل حالة تختلف عن الاخرى. لذا، يتطلب علاج السكري تصميم خطة علاجية وتغذوية تناسب كل حالة. وبما ان السكري يرتبط مع معدل سكر الدم، فهو بالتالي يعتمد على الاكل والمجهود الذي يبذله الفرد. وبالتأكيد فإن الصيام وعدم تناول الطعام لمدة طويلة سيؤثر في معدل السكر. ولا تقتصر مشقة الصيام على الامتناع عن الطعام فقط، بل على التغيير الذي يحدث في اسلوب الحياة ويؤثر ايضا في معدل سكر الدم ايضا.
لذا، تم تصنيف انواع المرضى في الكتيب وفق خطورة الصيام عليه الى ثلاثة ألوان (الاخضر والوردي والاحمر). وبشكل عام، شددت التوصيات على عدم صيام مرضى السكري من النوع الاول، من لديهم معدل سكر الدم متذبذب وغير متحكم به، المصابون بأمراض مزمنة اخرى او مضاعفات صحية والحامل. أما الحالات الأخرى فتعد من ضمن اللون الوردي والاخضر. ويبقى الاساس هو ضرورة استشارة المريض لمعالجه لمناقشة قرار الصيام. ومن المهم ان يبدأ الاطباء والاعلام بحملات توعوية حول موضوع الصيام والسكري قبل فترة طويلة من رمضان، حتى يستعد المريض نفسيا وعقليا لقرار عدم الصيام، او يتم تجربة خطة الصيام مسبقا».
◗ توفير وصفات طعام أيضاً
أشار د. محمد الى ان الموقع الالكتروني سيضم مستقبلا معلومات غذائية ووصفات طعام رمضانية مناسبة لمرضى السكري. وقال «يتم حاليا التحضير لإطلاق برنامج RNP لحمية رمضان. وسيورد الاطعمة المناسبة لمريض السكري ويسجل المعلومات الغذائية للأطعمة الشعبية لكل شعب (كاللبناني والخليجي والمصري والهندي وغيرها) وما يحتويه كل طعام من سعرات الحرارية ودهون وكربوهيدرات وسكر. وبذلك يحصل المصاب على المعلومة الغذائية الصحيحة حتى يكون أكثر قدرة وذكاء في اختيار وجباته».
◗ برنامج إماراتي ذكي
لا يغفل هنا التنويه الى دور التكنولوجيا المهم جدا في حياتنا العصرية. فقد دخلت الهواتف الذكية الى حياتنا واحتلت جزءا كبيرا فيها. وتعد من الادوات الممتازة لإيصال المعلومات الحقيقية والتواصل مع المرضى وزيادة الوعي بشكل عام. وتتم حاليا الاستعدادات الاخيرة لإطلاق برنامج «حياتي لمرضى السكري» في دولة الامارات.