بدأها الأمير الشاب ولي ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان آل سعود، رؤية 2030، بمساندة ودعم من ولي العهد الأمير محمّد بن نايف آل سعود ومجلس الوزراء، من أجل تعديل وضع المملكة العربية السعودية الاقتصادي، من دون الاعتماد على البترول، أو للاستقلال عنه بنسب كبيرة على الأقل. والرؤية هي عبارة عن 3 مرتكزات بسيطة جداً، زيادة عدد حجّاج بيت الله الحرام، وامتلاك القدرات الاستثمارية الضخمة، والاستفادة من الموقع الجغرافي الذي تحظى به المملكة العربية السعودية حفظها الله.
بعد هذه الرؤية يجب أن يكون المستفيد هو المواطن السعودي البسيط والمتوسّط بالدرجة الأولى، وهذا ما ركّز عليه الأمير الشاب، فالجميع يظن عند أي رؤية بأنّ الغني والطبقة الاقتصادية الكبيرة هما المستفيدان فقط، ولكن الرؤية أشمل وأعظم، حيث تغطّي الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
فمن الناحية الاجتماعية، ومثلما قال الأمير محمّد بأنّ عبدالعزيز مع رجال السعودية بنوا هذه المملكة المترامية الأطراف، وأنّ قوتهم كانت من دون نفط، فالعنصر البشري هو المهم لأي تنمية، وأي إحباطٍ للعنصر البشري بمفهومه العام سيُعطّل الرؤية، وسيُؤثّر على الناحية الاقتصادية والسياسية.
المواطن السعودي يستحق الكثير والكثير من مملكته، على رغم عدم تقصير المملكة من جميع النواحي، وخصوصاً التعليم والصحّة، فالمطّلع على الشأن التعليمي يجد بأنّ المملكة أولت التعليم جزءًا كبيراً من ميزانيّتها، ولا يختلف اثنان على وجود المبتعثين السعوديين بمئات الآلاف في أرجاء المعمورة.
بلا شك أنّ هذا الاستثمار البشري والطاقات الهائلة في مختلف التخصّصات منذ الستّينات والسبعينات، سيُعزّز تنفيذ الرؤية في شتّى القنوات، وكما قال الأمير بأنّ المملكة تم توحيدها برجال، نعلم بأنّ مازال في جعبتها رجال تستطيع المملكة الاعتماد عليهم من دون تردّد، حتّى وإن خالفوا القادة في بعض الآراء والأفكار، تبقى المملكة عزيزة على نفوسهم ولا يرخصون بها.
بشكل عام عندما نقرأ الرؤية نجدها بسيطة وواضحة ورائعة، ولكن نعتقد بأنّ تطبيقها مع التحدّيات التي تواجه السعودية سواء من الإرهاب أو من انخفاض النفط أو من المؤامرات التي تُحاك حولها ليس بالأمر السهل، ولكن مع وجود قيادة وشعب مخلص بمختلف طوائفه ستُحقّق المملكة هذه الرؤية.
عدم الخوف من المستقبل هو ما نتمنّى أن تتميّز به الرؤية، فالمملكة العربية السعودية بثقلها الخليجي والعربي والدولي والاسلامي، ستكون قادرة على تحقيق ما لا يتحقّق أصلاً، وما هذه الرؤية إلاّ جزءًا من الإصلاح الشامل للمملكة.
هناك من يريد الإخفاق لهذه المملكة القريبة من قلوب المسلمين قبل العرب، ولكن لنا في التاريخ عبرة، فسنغافورة نهضت من دون إمكانيات المملكة العربية السعودية، عندما ركّزت على التعليم فقط، وعندما طبّقت القوانين على الجميع من دون استثناء، فتقدّمت إلى مصاف الدول المتقدّمة في سنوات معدودة، وأصبح الشعب في رفاهية، وانقلب الحال من الفقر المدقع إلى الراحة والرخاء.
نريد للمملكة العربية السعودية النجاح الباهر بعد تطبيق هذه الرؤية، كما نريد الرفاهية لهذا الشعب الذي قدّم دمه قبل ماله للقضايا العربية والاسلامية، وأن ينهض الشعب فيعمل أكثر من أن يتكلّم أو ينتقد، فالشعوب هي الركيزة الأولى لبناء أي دولة. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4983 - الخميس 28 أبريل 2016م الموافق 21 رجب 1437هـ
بالتوفيق
بالتوفيق انشاء الله للإمام مع ان الخطة جائت متأخرة بعض شي لاكن في كل تاخيرة خيره مع رؤية الملك سلمان وخبرته وحماس الأمير الشاب انشاءالله نرى الخير للمنطقة
بالتوفيق لكل منطقة
...الله يوفقكم ماشاء الله تطور وازدهار