اختتم نحو 150 أكاديمياً ومؤرخاً خليجياً، أمس الخميس (28 أبريل/ نيسان 2016)، الملتقى الـ 17 لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالدعوة لتعزيز أداء الجمعية، المالي والبشري، ومد مظلة عضويتها على نطاق أوسع في دول الخليج كافة.
وعقب يومين من أعمال الملتقى السنوي، الذي استضافته مملكة البحرين بعد اعتذار دولة الإمارات، انتهى المجتمعون بعد 6 جلسات إلى تقديم 30 ورقة بحث أكاديمي، استعرض أصحابها موضوعات شتى، تناولت «البطولة البحرية العربية في الخليج»، «تاريخ مدينة صور العمانية»، «الفخار التقليدي في منطقة جازان»، و «دور الكويت في دعم التعليم في الخليج».
وأمام جمعيتها العمومية، المنعقدة في ختام أعمال الملتقى، بثت الجمعية شكواها من قلة إمكاناتها البشرية والمادية، واعتمادها على اشتراكات وتبرعات أعضائها، إلى جانب ما استجد مؤخراً بعد تدشين الجمعية لجائزة عبدالله العلي النعيم السنوية، البالغ قيمتها 100 ألف ريال، تقرر أن يذهب 30 ألف ريال منها لميزانية الجمعية.
وجاءت استضافة البحرين للملتقى في نسخته السابعة عشرة، ليثمر توقيع مذكرة تفاهم مع مركز عيسى الثقافي، بما يعزز من دور الجمعية في إنتاج البحوث العلمية في مجال التاريخ والآثار.
وتطرق الأمين العام للجمعية أحمد الزيلعي، وخلال حديثه مع «الوسط» من مقر انعقاد الملتقى في فندق الريجنسي، للقيمة الحضارية لمنطقة الخليج العربي، فقال: «منطقة الخليج من أقدم بقاع الدنيا، حيث تضم آثاراً تمتد لأكثر من مليون سنة، أو بالأحرى استيطان بشري متمثل في أكثر من موقع في دول الخليج، منها على سبيل المثال «الشويحطية» في الجوف، وفيه دلائل أثرية تنميه لفترة تمتد إلى أكثر من مليون سنة».
وأضاف «كذلك، فإن جميع الحضارات المعروفة في عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة ثم بعد ذلك العصور الإسلامية، متمثلاً كل ذلك في دول الخليج كافة».
وتابع أن «الجهود البحثية في ذلك كبيرة جداً، وبعثات التنقيب المحلية والدولية تعمل في عدد من المواقع في الكويت في جزيرة فيلكا، وفي البحرين في موقع سار الذي ينقب فيه الغربيون لأكثر من 100 سنة، وكذلك في الإمارات في «مليحة» في الشارقة وفي عجمان وأبوظبي، وفي سلطنة عمان تنقب البعثات عن الآثار في شمالها أو في داخلها أو في جنوبها الغربي»، مبيناً أن كل هذه المناطق أعطت دلائل أثرية حضارية تدلل على أن الاستيطان في دول الخليج يعتبر من بواكير الاستيطان على مستوى العالم.
وإزاء واقع ما تمتلكه منطقة الخليج من إمكانيات حضارية وأثرية، ودور الجانب الرسمي، قال: «نحن كجمعية نعمل في ظل دول مجلس التعاون، وملتقياتنا غالبيتها تتم باستضافة كريمة من دول مجلس التعاون الخليجي وأيضاً بدعم كبير منهم، إدراكاً منهم لدور الجمعية الممتد لـ 20 عاماً».
وعقب «اليوم تنتشر المتاحف في جميع دول الخليج، وهنالك نشر جيد لما يستخرج من باطن الأرض وإن كان الطموح أكبر ليتعرف العالم ويطلع على العمق الحضاري لهذه المنطقة، وبجانب ذلك، لدينا المعارض من بينها معرض «الطريق لجزيرة العرب» الذي تقيمه المملكة العربية السعودية في عدد من العواصم الغربية، ولا ننسى المشاركة في المؤتمرات تحديداً ما هو خارجي منها».
ورداً على المطالبات بالاستثمار الأكبر لإمكانيات المنطقة، قال: «الحاجة لذلك غير محدودة، فكلما تضاعفت الجهود فالمنطقة تستحق، ولديكم هنا في البحرين نحن نرى أن قلعة البحرين مهيأة جيداً للسياحة، ولدينا في المملكة العربية السعودية وجهات سياحية كثيرة سواء كانت أثرية أو تراثية، ورأيت مثلها في عمان والإمارات وقطر والكويت، والعمل جارٍ على قدم وساق لتسجيل عدد من المواقع لدى لجنة التراث العالمي في الأمم المتحدة»، وأردف أن «الخطوات جيدة وإن كانت بطيئة، فالحاجة أمام ما نملك من تراث الكبير، متزايدة».
العدد 4983 - الخميس 28 أبريل 2016م الموافق 21 رجب 1437هـ