اتفقت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الخميس (28 إبريل / نيسان 2016) على أن هناك آمالاً كبيرة معقودة على اللقاءات التي أجراها العاهل مع الرئيس المصري، وكان آخرها خلال حفل العشاء الذي أقيم على شرف جلالته بقصر عابدين أمس (الأربعاء)، وجولة المباحثات التي أجراها مع كبريات المؤسسات المصرية، وخاصة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، مشيرة إلى أن هذه اللقاءات جسدت حجم التنسيق والتناغم في مواقف البلدين ناحية التحديات التي تواجهها دول المنطقة، ما سيسهم إلى حد كبير في معالجة التهديدات التي تتعرض لها دولها.
من ناحيتها، وصفت صحيفة "الشروق" زيارة العاهل لمقر مشيخة الأزهر ولقائه الإمام الأكبر وعدد من كبار العلماء بالمشيخة بأنها الأولى من نوعها، مشيدة بما أسمته فرص التعاون الواسعة بين مملكة البحرين والأزهر، وذلك على صعيد نشر الوسطية والاعتدال، والدفاع عن حياض الأمة ومعتقداتها في وجه كل من يحاول العبث بأمنها وركائز دينها، ونوهت صحيفة "الجمهورية" بإشادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة بالأزهر الشريف وتأكيد الإمام الأكبر دعم الأزهر الكامل لوحدة أرض وشعب البحرين.
في حين اعتبرت صحيفة "المصري اليوم" أن فعاليات الزيارة السامية للقاهرة كانت مهمة للغاية وحققت نتائج مثمرة، وذلك نقلا على لسان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي أشار في تصريح له على أهمية القوة العربية المشتركة والتأكيد على دعم البحرين لها والدور المصري الكبير في صيانة الأمن القومي العربي.
وهو ما أكدته صحيفة "الوطن" أيضاً، والتي أشارت إلى مضامين الزيارة السامية لكل من مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، وكلمات ولقاء جلالته مع أحمد الطيب وبطريرك الكرازة المرقسية، والتي عكست جميعها الموقف الداعم للعاهل لدور المؤسستين الكبيرتين، وتثمين مواقفهما الوطنية المشرفة، وخاصة ناحية دورهما في تثبيت أركان الأمن الاجتماعي في كل دول المنطقة، وليس في مصر فحسب، وذلك في إشارة إلى موقف المؤسستين الرافض التدخل في شئون دول المنطقة، ووقوفهما دائماً ومعاً بجانب أمن واستقرار البحرين.
وهو الموضوع ذاته الذي شغل حيزا كبيرا من الاهتمام خلال اجتماع العاهل بالأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام المنتخب أحمد أبو الغيط ومع سفراء ومندوبي الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وذلك مثلما ذكرت صحيفة "المصري اليوم" وغيرها، التي أبرزت تركز الحديث عن مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة والتدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية، وسبل التصدي للتدخلات الخارجية كافة في الشأن العربي.
صحيفة "اليوم السابع" من جانبها نقلت عدة تصريحات لفعاليات مصرية اتفقت جميعها على أن الزيارة تسهم في مزيد من التعاون بين مصر ودول الخليج بأسرها، حيث قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي إن هناك فرصا كبيرة للتعاون والاستفادة المشتركة بين مصر والبحرين سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، بينما اعتبر الفريق جلال الهريدي، رئيس حزب حماة الوطن، أن البحرين ومصر تربطهما علاقات قوية في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وأن العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط البلدين تعد مثالا ناجحا ومتميزا لعلاقات التعاون الاقتصادي القائم على تحقيق المصالح المشتركة.
وتابعت الصحيفة على لسان، نائب رئيس مجلس القبائل العربية ونائب رئيس حزب الغد علم الخولي، إشادته بزيارة العاهل لمصر، والتي تعكس حرص قيادة البلدين على تحقيق انطلاقة في العلاقات المشتركة، وأيده في ذلك، رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، الذي أشار إلى أن العلاقات البحرينية المصرية علاقات استراتيجية وتجسد تضامن البحرين مع مصر في هذا التوقيت المهم، وأن البحرين لن تكون هي أو دول الخليج وحدها أمام أي أطماع إيرانية، كما أشار، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية محمد سعيد إدريس، إلى استفادة البلدين من الزيارة، وخاصة مع الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين.
في السياق ذاته، أوضحت صحيفة "أخبار اليوم" أن البحرين متواجدة في القطاع المصرفي المصري بأكبر المؤسسات المالية، مثلما أكد على ذلك محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، الذي أشار إلى أن تجربتنا في مصر ناجحة، وأنه يشجع أي توجه استثماري للبحرين في مصر؛ لأن مستقبل مصر واعد اقتصاديًّا، كما رحب رئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالي في الصحيفة ذاتها، بزيارة العاهل، معربًا عن دعم مصر الكامل للمنامة ضد محاولات الفتنة والإرهاب، وأن مصر لن تدخر وسعاً في مساندة ودعم مملكة البحرين الشقيقة ضد التحديات كافة.
وعلى الصعيد نفسه، نقلت الصحيفة على لسان الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، عضو مجلس نقابة المحامين العامة، ماجد حنا، قوله إن الشعب البحريني تربطه بالشعب المصري أواصر المحبة والسلام والعيش المشتركة، وأيده في ذلك مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازي الذي أكد أن زيارة العاهل ومباحثات القمة التي أجراها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وما صحب زيارته من فعاليات، ولقاءات رسمية مهمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري تعبر عن درجة النضج والوعي السياسي والاستراتيجي في علاقات الدولتين.
وأبرزت صحيفة "الوفد" ما قاله الكاتب الصحافي بصحيفة "الجمهورية" سيد البابلي في اتصال هاتفي مع فضائية "ltc"، والذي ذكر أن البحرين تنظر للقاهرة على أنها العمق الاستراتيجي الحقيقي لمنطقة الخليج بكاملها، وأن الزيارة ستتطرق إلى دعم البحرين ضد التهديدات الإيرانية.
ونقلت "المصري اليوم" عن وزير الثقافة المصري حلمي النمنم أهمية البرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الثقافي بين البلدين، والتي تشمل عددًا من المجالات، منها ترميم الوثائق وتبادل الخبرات في الإدارة الثقافية، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية المقامة في كلتا الدولتين وإقامة أسابيع ثقافية متبادلة.