تعرض وزير التربية الكويتي بدر العيسي أول من أمس لانتقادات حادة لأداء وزارته ومستوى التعليم عموماً، وجاءت الانتقادات تحت قبة مجلس الأمة (البرلمان) ولكن المنتقدين لم يكونوا نواباً بل طلاباً وطالبات من مدارس الثانوية العامة احتلوا لساعتين مقاعد «البرلمان الطلابي» الذي عقد جلسة رمزية برئاسة رئيس المجلس مرزوق الغانم ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الأربعاء (27 أبريل/ نيسان 2016).
ولشدة انتقادات الطلبة اضطر وزير التربية إلى حمل أوراقه ومغادرة القاعة، ما عرضه لهجوم في وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر كويتيون في موقع «تويتر» آلاف التغريدات حول الجلسة.
وللسنة الثالثة ينعقد «البرلمان الطلابي» الذي يهدف إلى تعريفهم بالممارسة الديموقراطية، ويتم انتخاب 48 طالباً وطالبة من المدارس الثانوية لهذا الغرض، ويحضر الجلسة مسؤولو وزارة التربية والهيئات الشبابية.
وقالت الطالبة أسماء الشطي إن الكويت «من أكبر الدول النفطية لكننا منذ عام 1966 ما عندنا غير جامعة واحدة»، موضحة أن «عدد خريجي الثانوية 27 ألفاً وجامعة الكويت 7500 مقعد فقط» ، ولاحظت زميلتها الطالبة مريم حسين أن «جامعة الملك عبدالله (في السعودية) أنجزت في 3 سنوات بينما المبنى الجديد لجامعة الكويت مخطط له منذ 30 سنة»، أما الطالبة نور محمد فقالت إن الكويت «ساهمت في بناء جامعات كثيرة (في دول أخرى) ونحن غير قادرين على بناء جامعة واحدة».
أما الطلبة الذكور فكانوا أشد في مخاطبتهم الوزير إذ قال عبدالله طلال العنزي إن الكويت «تتذيل الدول في ترتيب التعليم وحلت في المرتبة 105 لجهة النظام التعليمي على رغم الإنفاق الكبير». وتساءل: «لماذا دولة زمبابوي التي دخل الفرد فيها أقل من ألف دولار يتقدم التعليم فيها بـ 62 مرتبة على الكويت التي دخل الفرد فيها 48 ألف دولار؟»، وهاجم بعض تصريحات الوزير لاحتوائها «نفساً عنصرياً»، وانتقد أيضاً إلغاء المنح الدراسية لطلبة كويتيين سحبت الجنسية منهم.
وعلى رغم أن الجلسة الطلابية ليست للنقاش السياسي فقد اقتحم الطلاب هذا المجال بتعليقاتهم فقال خالد العتيبي إن الكويت «لم تعد عروس الخليج بل أرملة والدستور لم يعد يصون الكرامة». وزاد الطالب محمد الكندري فقال إن «المادة 36 من الدستور التي تكفل حرية التعبير لم تعد تعمل، إن عهد لا أسمعكم إلا ما سمعت ولا أريكم إلا ما أرى انتهى إلى غير رجعة»، وتابع: «شعورنا كشباب كويتي بمستقبل باهر غير موجود»، وأمر رئيس المجلس مرزوق الغانم بشطب كلمة الكندري من محضر الجلسة.
أما الوزير بدر العيسى حاول الدفاع عن نفسه قائلاً إن التعليم «يحظى بدعم هائل ومتواصل ومتنام من القيادة السياسية». ووعد بأخذ اقتراحات الطلبة وملاحظاتهم في الاعتبار.