أجرى مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث الاستراتيجية دراسة حول البطالة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وكان من أهم نتائج تلك الدراسة أن البطالة في هذه الدول تتأثر بشكل عكسي مع دخل الفرد في الدول المتقاربة من حيث دخل الفرد، وعدم وجود ارتباط بين دخل الفرد في الدول الخليجية ومعدلات البطالة، علاوةً على عدم قدرة القطاع النفطي في دول الخليج على خلق وظائف نظرًا لاعتماد هذا القطاع بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة وشركات النفط الكبرى العالمية العابرة للقارات.
إن زيادة عدد السكان بشكل مطرد، حيث يعد معدل النمو السكاني في الدول الخليجية من أعلى المعدلات على مستوى العالم، يؤثر سلبًا في حجم فرص العمل مع ارتفاع العمالة الأجنبية بشكل كبير في الدول الخليجية وتركزها في القطاع الخاص.
وتوصلت الدراسة إلى تفضيل المواطنين القطاع الخاص على نظيره القطاع الحكومي، ما يحتم وضع مزايا للعاملين في القطاع الخاص تزيد على مثيلتها في الحكومة، لجذب العديد من المواطنين للعمل لدى القطاع الخاص، حيث أظهرت العديد من الإحصائيات ومسوحات الرأي رغبة المواطنين بالعمل لدى القطاع العام والحكومي لما يتميز به من مزايا عن نظيره الخاص، ويلزم هذا دعم القطاع الخاص اقتصاديًا بتقديم بعض المزايا للمواطنين الراغبين في العمل لديه، ما يمثل حافزًا كبيرًا لنقلة نوعية لاختيارات المواطنين والاتجاه لتفضيل العمل فى القطاع الخاص.
ويتحتم دمج المرأة في قطاعات العمل المختلفة ومحاولة إسناد المهام المناسبة لها بما يتوافق مع العادات والتقاليد الاجتماعية والأصول الإسلامية، حتى تكون عامل جذب لها، وتدريبها وتعليمها حيث كشفت الدراسة أن أكثر الفئات خارج القوى العاملة كانت من نصيب الأنشطة المنزلية التي اقتصرت على المرأة بشكل كامل في بعض البلدان، وكان المستوى العلمي لأغلب المشتركين في الأنشطة المنزلية في المرحلة الثانوية والمتوسطة، ما يؤكد أهمية الارتقاء بتعليم المرأة.
وأوصت الدراسة بنشر ثقافة العمل في المناهج التعليمية، لحث الشباب على العمل وكسب الرزق والقبول بالرواتب المنخفضة نسبيًا والوظائف الأقل قيمة اجتماعية في سبيل الإنتاج وعدم الخضوع للبطالة، بالإضافة إلى زيادة التنويع الاقتصادي القائمة على القطاعات المختلفة بدلًا من الاعتماد على قطاع النفط، وزيادة برامج التعليم وربطها بسوق العمل، حيث لا تتناسب مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، ما يحتم زيادة عدد البرامج التعليمية التي تتناسب مع أسواق العمل.
العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ