العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ

هلا المؤيد: ضحايا الطلاق “يعورون قلبي”

 هلا المؤيد تشارك مع والدها السيد فاروق المؤيد في افتتاح مختبر التعليم الذكي
 هلا المؤيد تشارك مع والدها السيد فاروق المؤيد في افتتاح مختبر التعليم الذكي

من بين العديد من الأهداف التي وضعتها ضمن استراتيجية عملها هو اعتماد منهج (تطوير الأعمال) واستكشاف الفرص، وتربط ذلك دائمًا بالتخطيط للمستقبل من خلال الاستعداد الدائم لإحداث نقلة حقيقية في مجال الأداء بصفة تضمن الاستمرار في التقدم، ولا أدل على ذلك من حصول ضيفتنا سيدة الأعمال هلا فاروق المؤيد على جائزة البحرين لريادة الأعمال في دورتها الثانية هذا العام 2016 من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

الطموح لدى السيدة هلا المؤيد لا يقتصر على التربع على عرش النجاح في ميدان الأعمال، بل هناك مسار آخر، ألا وهو الوصول بالكوادر البحرينية إلى العالمية، ففي أكثر من تصريح.. وفي عدة مناسبات وفعاليات، ومنها الحصول على جائزة ريادة الأعمال هذا العام، تعتبر الكوادر البحرينية ركنًا للنجاح، وهذا هو محور سؤالنا الذي بدأناه مع ضيفة "إشراقة بيللا".. ماذا نفهم من ذلك وكيف يتحقق؟

يمكنني القول إنني أهتم كثيرًا بتشجيع الطاقات البحرينية، وعلى الأخص فئة الشباب من الجنسين، لذلك فإن تشجيع هذه الفئة من خلال فتح المجال أمامها للتطور العلمي والعملي ومواصلة الدراسة، ومتابعتهم المستمرة من خلال تقييم الأداء ومنحهم الإرشادات والنصائح التي تسهم بفعالية في تطوير الذات من ملكات ومهارات، فالبحرينيون بالنسبة لي شخصيًا وأشدد على هذه النقطة، هم من أفضل الناس.

لا نريد “بزنس” بل “تخصص”

نعم ولكن أستاذة هلا، هل ينطبق ذلك على مختلف الفئات والتخصصات والكوادر؟

بلا شك، فإن العلامة الفارقة هنا هم البحرينيون الذين لديهم الرغبة والحماسة والطموح لتطوير أنفسهم، ولا أبالغ حينما أقول إن من بين أهم أهدافي أن يكون للبحريني (سمعة عالمية).

كيف ذلك؟

ذلك من خلال الوصول إلى التميز والإتقان في مختلف المجالات، وليس هذا الأمر صعبًا أن نصل ونوصل أبناء البلد إلى المكانة العالمية، وهناك بالفعل نماذج بلغت هذه الرتبة، ودعني أوضح نقطة مهمة، وهي أن بلوغ هدف كالذي نسعى إليه لا يمكن أن يتحقق إلى بالتعليم والتخصص الأكاديمي والمهني المتقدم والمميز، فمن السهل أن نفتح المجال للأعمال التجارية والاستثمارية.. أي البزنس، لكننا هنا لا نريد (بزنس) بل نريد (مهنة تخصصية) في مجالات الطب، الهندسة، المحاسبة، المحاماة والكثير من هذا القبيل ما يفتح المجال لإدراك الفرص الذهبية، فكل تلك المهن مطلوبة في كل العالم، وبالتأكيد، فإن البحريني أو أي جنسية أخرى من البشر، تميز في مهنته بشهادته الأكاديمية وخبراته العملية، فإنه سيكون مطلوبًا في أي مكان في العالم.

هل هذا يعني أن المجال في “البزنس” قابلًا للتحقق بعد ذلك؟

صحيح، فحين يتوافر لدي الكادر المهني المتخصص، فإن تعليمه وخبراته المتراكمة ستفتح له المجال بعد ذلك في أن يعمل ويحقق مشروعه الخاص ويدخل عالم الأعمال وهو مقتدر ومستند على ركن قوي لأنه سيبدأ مشروعه على أساس علمي قائم على التخطيط والتنظيم والتطوير.

اصنع سمعتك الذهبية

على صعيد سوق كسوق البحرين المحدود، هل يمكن تطبيق هذه الفكرة وفق خبرتكم؟

يسمح بالتأكيد.. يا أخي لو أمامي الآن 10 مهندسين بحرينيين فأجزم لك بأن فرص العمل لهم جاهزة وأستطيع ضمهم الآن حالًا ولكن من الصعب الحصول على ذلك العدد من البحرينيين، ولو قلت لي بأن هناك 10 محاسبين بحرينيين يبحثون عن عمل، فلا أعتقد بأن هناك مشكلة لدي في أن أرحب بهم، فهؤلاء البحرينيون المؤهلون والمتخصصون بمثابة العملة النادرة، وكم هو رائع أن نقوم بدورنا كمؤسسات وطنية في استقطاب أبناء البلد فهم بمثابة السند والقوة في نجاح العمل، وإذا كانت هناك ثمة أفكار مرتبطة بالعنصر البحريني، فإن التوعية مطلوبة وكذلك إثبات الجدارة لتغيير هذه الفكرة، أما على وجه العموم، فإن الكادر البحريني المميز في تخصصه وعمله ومهاراته وجدارته، فإنه قادر على أن يصنع لنفسه سمعة ذهبية وبالتالي، يصيغ لنفسه وللمؤسسة التي يعمل بها مستقبلًا ذهبيًا أيضًا، والله سبحانه وتعالى يكتب التوفيق والنجاح والسداد لكل المجتهدين لاشك في ذلك.

كلنا مسئولون عنهم

حسنًا، اسمحي لي أستاذة هلا أن أعرج بعد هذا الحديث إلى القضايا المجتمعية التي تجد لها مكانًا من اهتمامك.. ثمة أمور تقترب من قضايا الاستقرار الأسري على ما أظن؟

الطلاق.. هذه الظاهرة يا أخي التي نتمنى أن يسهم المجتمع في الحد منها بأساليب التوعية ونشر الثقافة الأسرية والزوجية ذات التأثير الفعال وتأهيل كل الفئات لرسم المستقبل الآمن للأسرة.. صدقني، تبعات الطلاق وانعكاساته على الأسرة وعلى المجتمع ليست أمرًا هينًا! فالأسرة تتفكك ويضيع أفرادها ويصبح الأطفال، إن من ناحية واقعهم وإن من ناحية مستقبلهم، في وضع مقلق.. وبالتأكيد (يعورون قلبي) هؤلاء الأطفال ضحايا الطلاق، والأصعب حينما لا تجد من يكون (مسئولًا عنهم)، ثم لننظر إلى أوضاع الأيتام أيضًا، فهذه فئة في مجتمعنا لا يمكن أن ننفصل عنها أن نهملها أبدًا على الإطلاق، بل أقول إننا كلنا.. كل فرد في المجتمع مسئول عنهم.. ونتمنى أن تكون قضايا المجتمع والأسرة واقعة تحت الاهتمام حتى نشيع حالة أفضل من الاستقرار ومعيشة أطيب لكل إنسان.

لا عمل تحت الضغط

هذا الكلام الرائع يقودنا إلى المساحة الاجتماعية في حياتك.. بين التزامات العمل والأسرة والعلاقات الاجتماعية ربما لديك مخطط شخصي كأسلوب؟

عملي وفق ما اعتدت عليه يبدأ في التاسعة صباحًا، ومعه يبدأ كل نشاط مرتبط بالتزامات العمل حتى الساعة الخامسة، وبعدها، يكون الوقت مخصصًا للأسرة وللعائلة والأقارب ولاهتمام الإنسان بنفسه، فليس صحيحًا أن يعمل الإنسان 24 ساعة دون أن يأخذ قسطًا من الراحة من جهة، ولحياته الأسرية والاجتماعية من جهة أخرى، وحتى لو استفسر أحد عن أمور تتعلق بالعمل خارج وقت العمل، فإنني أحيله إلى اليوم التالي أثناء العمل، وربما ألفت إلى أن إرهاق الموظف أو حتى المسئول في المناصب القيادية بالعمل تحت ضغط مستمر وعدم فسح المجال لهم للراحة فإن ذلك يضعف الإبداع لديهم، وهناك جانب آخر، ففي ساحة القراءة والاطلاع أخصص لنفسي، خصوصًا في فصل الصيف، بعض المؤلفات الأدبية كالروايات والقصص مع أنني مثل الكثيرين، من عشاق قراءة السير الذاتية وقصص النجاح للمشاهير في مختلف المجالات.. إن تلك الكتب تحوي فضاءً واسعًا لاكتساب الخبرة من تلك السير.

سمات الآباء والأجداد

رجل الأعمال والدكم العم فاروق المؤيد مع ما له من مكانة مميزة في البلد، حريص على مبادئ نعرفها من سيرته كنشر التسامح والعمل الأمين والتعامل الطيب مع الناس، ويبدو أن ذلك انعكس عليكم أيضًا أستاذة هلا.. أليس ذلك صحيحًا؟

ما يميز الوالد الله يحفظه ويطول عمره في تعامله مع أبنائه من جهة، ومع كل الناس من جهة أخرى، هو أنه لا يتبع أسلوب التوجيه المباشر بل مواقفه ومنهج عمله وعلاقاته مع الناس تعطي ذلك الطابع، فهو لا يعتمد أسلوب الأمر أو الطلب أو التوجيه، بل تحوز مبادئه وآراؤه ومعاملته مع الكل على اهتمامنا كمدرسة، ولله الحمد، ورثنا الإخلاص والصدق والوقوف مع الحق أبًا عن جد، حتى في فترة الأحداث والمحن التي يمر بها المجتمع عرفه الناس ثابتًا على منهجه في التعامل مع كل الأطرف بالطريقة الطيبة الإنسانية، ومع أن الوالد أطال الله عمره لا يقصر معنا ومع غيرنا في النصيحة والتوجيه لكن بطريقة جميلة وعفوية نعيش لحظاتها بود وترحاب، ونحن كبحرينيين كما تعلم، نفخر ونعتز بأن تكون سماتنا هي سمات الآباء والأجداد بكل ما امتلكوا ويمتلكون من نقاء سريرة وطيب نفس وسمعة كريمة.

العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً