رداً على المطالبات بإنشاء قسم للآثار في جامعة البحرين، وبما يشكل خطوة رئيسية لتعزيز واقع الآثار وحمايتها، قال نائب رئيس جامعة البحرين للبحث العلمي، ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، علي منصور آل شهاب لـ «الوسط»: «إن جامعة البحرين حريصة على التوسع في تخصصاتها، لكن بحسب الإمكانيات، فمجلس الأمناء ينظر ضمن جملة تفاصيل لسوق العمل، نظراً لربطه التخصص بهذا السوق، بما يحول دون فتح تخصصات لا يجد خريجوها الوظائف المناسبة».
وأضاف «في جامعة البحرين، لدينا حالياً شعبة تاريخ في قسم العلوم الاجتماعية، أما فتح قسم قائم بذاته فالمسألة بحاجة لتخطيط وإقناع أطراف لها علاقة بالموضوع»، مؤكداً في الوقت ذاته إمكانية تداول الفكرة حتى تتحول لمشروع في فترة لاحقة.
من جانب آخر، تطرق آل شهاب لطبيعة الدور الذي تمارسه جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فقال: «لدى الجمعية أهداف على الصعيد العلمي والبحث والتأصيل وكتابة التاريخ وذلك بالاستعانة بالمؤرخين وأساتذة الجامعات من أصحاب الرؤية العلمية الدقيقة في كتابة التاريخ، وما هذا الجمع من الكتاب المؤرخين والآثاريين إلا ملتقى يعبر عن أهمية علينا تفهمها كقارئين، انطلاقاً من اختلاف ما يكتبه الأكاديمي المتخصص في التاريخ عن الهاوي، نتيجة استناده فيما يكتب على المخطوطات والوثائق وكتب التراث الأصلية والكثير من المقتنيات التي تساعد في كتابة التاريخ الحقيقي قدر الإمكان».
وأضاف «عطفاً على ذلك، فإننا أمام مسئولية كبيرة أمام شعوبنا فيما نلتزم به من الأمانة العلمية في كتابة التاريخ، والتي تعبر عن مطلب أساسي للمؤرخ فإذا انجرف لأهواء معينة فإن ذلك قد يؤدي لغياب الصفة العلمية لكتابة التاريخ».
ورداً على المطالبات للجمعية بممارسة دور فاعل أكبر، قال: «الجمعية تحاول قدر الإمكان أن يكون لها وضع في المجتمع الخليجي، بحكم أن جميع منتسبيها متخصصون في هذا المجال، وعلى قدر الإمكانيات المتاحة نتحرك»، مضيفاً «إلى جانب الأهداف العلمية والثقافية والبحثية للجمعية، هنالك الجانب الاجتماعي، وذلك عبر تعزيز التواصل بين المتخصصين على مستوى منطقة الخليج، التي تضم دولها جامعات تحتضن أقساماً للآثار والتاريخ، من بين ذلك المملكة العربية السعودية التي تضم اليوم 27 جامعة من هذا النوع».
وفيما إذا كان حديثه هذا يؤشر لطغيان هاجس التدوين والتوثيق على قائمة هواجس الجمعية، قال: «لاشك في أن لكتابة التاريخ وتدوينه الأهمية الكبيرة، فلا يمكن لك أن تفهم التاريخ دون إنجاز مرحلة التدوين والتحقيق للمخطوطات، واليوم تتواجد غالبية التاريخ الإسلامي في المخطوطات، والكثير من مكتبات اسطنبول والقاهرة وغيرها تضم عدداً منها، وهي بحاجة لتحقيق، بما في ذلك المخطوطات الموجودة لدينا هنا في منطقة الخليج، وصولاً لتحويلها لكتاب يصل للقارئ العادي».
وبشأن الجهد الأكاديمي الخليجي في هذا الاتجاه، قال آل شهاب: «الأكاديمي هو يقدم اجتهاداته التي قد تصيب وقد تخطئ، لكنه في النهاية يسير على هدي الطريقة التي تعلمها، وشخصياً لا أختلف مع احتمالات تعرضه لميول وأهواء معينة»، مشدداً في هذا الصدد على أهمية عدم ترك مهمة التدوين للهواة، وأضاف أن «الهاوي يختلف عن المتخصص الذي هو نتاج المؤسسات العلمية وأقسام التاريخ في الجامعات، والتاريخ هو علم له أسسه وطريقته ولا يمكن إطلاق صفة (مؤرخ) إلا بشرطها وشروطها».
العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ