هيمنت هواجس اجتذاب الشباب لعلم الآثار والتدوين والتوثيق، على افتتاح الملتقى العلمي السابع عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ومن المقرر أن ينعقد الملتقى الذي افتتح أمس الأربعاء (27 أبريل/ نيسان 2016)، على مدى يومين، ليقدم فيهما المشاركون 30 ورقة عمل عبر جلساتهم الست، انطلاقاً من شعار الملتقى لهذا العام «دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (تاريخها وآثارها) عبر العصور».
وخلال حفل الافتتاح بفندق الريجنسي، والذي جاء تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، دق الرئيس التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، في تصريحات لـ «الوسط»، ناقوس الخطر إزاء ما أسماه «الافتقار لجيل جديد من الآثاريين المتخصصين في علم الآثار».
وتقييماً لواقع الآثار في منطقة الخليج العربي، قال الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة إن مشكلة الآثار ليست محصورة في مملكة البحرين أو منطقة الخليج، ولكنها وبشكل عام تمتد للوطن العربي، والأساس في ذلك هو الافتقار للآثاريين المتخصصين في علم الآثار، وأضاف «للأسف الشديد فإن هذا العلم وفي مناطقنا العربية لا يجتذب الشباب، وبالتالي فإن كل الفريق الذي انتهى من السابقين من المؤرخين والآثاريين الكبار الذين اكتشفوا دلمون وتايلوس، قد انتهوا، والجيل الجديد محدود جداً ولا يملك الخبرة التي يمكن من خلالها مواصلة المشوار وحمل الراية».
وتابع «هنالك العديد من المواقع الأثرية سواء في البحرين أو في بقية دول الخليج العربي، في أمس الحاجة للتنقيب والمحافظة عليها والاستدلال بما تمتلكه من تاريخ ومعلومات».
وفيما إذا كان غياب «الجيل الجديد» يمثل هاجساً في سبيل حماية آثار المنطقة، قال: «لا شك في ذلك، وعلينا أن نمنح الحوافز والمنح والامتيازات لجذب الشباب لهذا المجال».
وفيما يتعلق بدور مركز عيسى الثقافي في رفد مجال الآثار بالبحث العلمي، قال: «نحن في المركز لدينا مركز الوثائق التاريخية الذي يعتمد اعتماداً أساسياً على نتائج التنقيبات الأثرية، وبالتالي فإننا لسنا معنيين بشكل مباشر بالآثار، قدر ما نحن معنيون بهذه النتائج التي نؤرخ بناءً عليها».
وخلال كلمته بحفل الافتتاح، تطرق الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، إلى ما شهدته منطقة الخليج العربي من تحولات عديدة في المجالات كافة، والتي مست حياة واستقرار المجتمع.
وقال: «حان الأوان لأن نستذكر ونستدل بالماضي والتاريخ للحفاظ على ديمومة الاستقرار وتحصين الأجيال من تبعات هذه المتغيرات وذلك من الجهود المتكاملة لتأريخ وتوثيق مسيرة الحياة ونشر قيمة ماضينا الأصيل الذي عرف بالتسامح والتعايش والسلم»، مثنياً على جهود الملتقى في تسليط الضوء على المستجدات في مجال التاريخ واستعراض وتبادل الخبرات العلمية والعملية، بما يسهم في حفظ الهوية من عوامل الدس والتدليس.
العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ