العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ

وزير الخارجية في ندوة بـ «الأهرام»: تصريحات أوباما لـ «أتلانتك» شخصية... وقريباً سيتولى الرئاسة غيره

أكد أن تحرك الشعب البحريني للحصول على حقوقه قديم... واختزاله في أحداث 2011 ظلم

وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة
وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن زيارة جلالة الملك إلى مصر ستكون لبنة مهمة جداً في صرح العلاقات الأخوية الممتدة بين مصر والبحرين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة الهامة تشهد زخماً من الفاعليات واللقاءات، ويتم خلالها توقيع نحو 19 اتفاقية للتعاون في شتى المجالات.

وقال إن زيارة جلالة الملك الحالية إلى مصر مناسبة هامة لتبادل الرأي، والتنسيق والتشاور بين الزعيمين العربيين عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس عبد الفتاح السيسى.

جاء ذلك خلال ندوة بصحيفة «الأهرام» المصرية استضافت خلالها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، الذى يزور القاهرة حالياً ضمن الوفد الرسمي المرافق لعاهل البلاد خلال زيارة جلالته الحالية إلى مصر، حيث تناول خلال الندوة القضايا التي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر والبحرين، والوضع الإقليمي والقضايا المحلية والعربية والدولية.

وقال إن هذه الزيارة ليست أول زيارة لجلالة الملك، بل قام جلالته بالعديد من الزيارات الرسمية على مر السنوات الأخيرة ومن قبل جلالته المغفور له الراحل الأمير الشيخ عيسى بن سلمان عليه رحمة الله.

وأكد أيضاً أن العلاقة بين البحرين ومصر تمتد إلى ما قبل الزيارات الرسمية، وأنها علاقة شعبية أخوية ما بين شعب البحرين والشعب المصري، فالبحرين كما يذكر أهلها دائما مازالوا يتذكرون هديتهم التي أهدوها إلى أمير الشعراء أحمد شوقي آنذاك، فحين لُقِّبَ بأمير الشعراء قدموا له نخلة بحرينية من الذهب، وكان البلح الذي فيها من لؤلؤ البحرين.. وهذا الشيء نعتز فيه جداً، لكن ما نعتز به أكثر هو موقف الشعب المصري على مر العقود وخلال القرن الماضي في دعم شعب البحرين، من ناحية التنمية والتعليم وبناء نهضة البحرين الحديثة، فهذا الشيء لن ننساه لمصر.

وحول آفاق تطوير العلاقات البحرينية المصرية في ضوء زيارة جلالة الملك المفدى لمصر، أشار وزير الخارجية إلى أن هناك لجنة مشتركة بين البلدين، وقد غطى اجتماعها الأخير أموراً حقيقية بين البلدين، وهناك اتفاقيات في مجالات كثيرة، أهمها اتفاقية بشأن تجنب الازدواج الضريبي، وهي مهمة جدا، وهناك اتفاقيات تتعلق بالتشاور السياسي، وطبعاً هو تشاور مستمر، وهناك برامج في التربية والتعليم، وأيضا مذكرة تفاهم دفاعية بين البلدين، بين قوات دفاع البحرين والقوات المسلحة المصرية، وتعزيز التعاون في مجالات الشئون الإسلامية والتعاون السياحي والإعلام.

وأضاف أن زيارة جلالة الملك تأخذ هذه المرة بعداً مهماً، بزيارة الأزهر الشريف ومقابلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وأيضا زيارة الكنيسة القبطية الكاتدرائية ومقابلة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وهاتان الزيارتان تعنيان البحرين بقدر ما تعنيان مصر، وعلاقتنا تاريخية مع الأزهر وهو قلعة اعتدال، وفكر سليم لا تشوبه شائبة، ويجب أن نتمسك بقوة بالأزهر اليوم وندعمه بكل شكل من الأشكال، فهو الحصن الحصين لأمتنا، وأيضا زيارة البابا مهمة بالنسبة لنا لأننا بلد تتعانق فيه المآذن والأجراس، كما هي الحال في مصر، ولدينا عدد كبير من الكنائس، لدينا مختلف الديانات، وهاتان الزيارتان ترسلان رسائل صحيحة هنا وفي البحرين والمنطقة كلها، أننا لا نكفر ولا نبعد ولا نضع أي فروقات بيننا وبين أصحاب الديانات الأخرى، وهذا ما تفعلونه في مصر، وقد جئنا نعبر معاً عن موقفنا في هذا الشأن..

وأشار إلى أن هناك أيضا اجتماع عسكري، حيث يزور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة وزارة الدفاع المصرية، مؤكداً أنه «لا حدود لطموحاتنا بشأن العلاقة مع مصر». وهناك وفد رجال الأعمال البحريني، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة موجود.

ورداً على سؤال حول اهتمام قادة دول مجلس التعاون بزيارة مصر هذه الأيام، قال وزير الخارجية إن ذلك يرجع إلى أهمية مصر لاستقرار المنطقة، وأهمية أن تكون دول مجلس التعاون ومصر على تواصل مستمر.

وقال إن هذا ليس أمراً جديداً أو طارئاً في علاقتهم المشتركة، فالعلاقات عندما تكون قوية سترسل الرسالة الصحيحة للقاصي والداني، لمن يستهدف مصر واستقرارها، ولمن يستهدف دول الخليج واستقرارها، ولمن يظن أنه سيتمكن من الاستفراد بدولة مثل مصر أو بدول الخليج على حدة، وهذه الرسالة من شأنها أن ترسل الرسالة الصحيحة بأن هذا الشيء غير ممكن. وأوضح أن مسألة العلاقة الحالية مع مصر مبنية على طبقات من المراحل التي بُنِيَت وقويت فيها عبر التاريخ، فيربطنا الرابط العربي وأننا كلنا من أمة واحدة، كما يربطنا تاريخنا الحديث بأننا دائما كنا ننظر إلى بعضنا البعض كمجموعة واحدة هنا بقيادة البلد الكبير مصر.

زيارة القطع البحرية المصرية للبحرين

رسالة صحيحة نوجهها عندما

يصدر صوت نشاز من إيران

وأضاف الوزير «إننا الآن فخورون جداً أن هناك قطعاً بحرية مصرية زارت البحرين وستزورها مرة أخرى، وهذه هي الرسالة الصحيحة التي نوجهها عندما يصدر صوت ناشز من إيران، بأن يذهب رئيس مصر للبحرين لزيارة تستغرق يوماً واحداً فقط، فإن هذه هي الرسالة التي توجهها مصر دائماً إلى من ينوي شراً بدول الخليج، ووجود القطع البحرية المصرية عندنا أهم من وجود أي قطع بحرية أخرى. ومن هذا المنطلق الذي نعيشه الآن، يجب أن نعي أن هذا هو مستقبلنا في المنطقة، فأمورنا في يدنا، فنحن جزء فاعل في هذا العالم ولسنا جزءاً اتكالياً، فنحن الآن نبذل دماءنا وأبناءنا في الدفاع عن مصالحنا، لسنا كالفترة الماضية، والتي أسميها الأيام التي ذهبت ولا أتوقع أنها ستعود، أن يكون هناك اتكال على الغير للدفاع عن المنطقة، فالآن نقوم بواجبنا بأنفسنا وبتكاتفنا كدول المنطقة.

أوباما حاول أن يتكلم معنا عما كان يطمح إليه في تعديل العلاقات بين بلاده وإيران

وحول القمة الخليجية الأميركية الأخيرة، أوضح وزير الخارجية أنها كانت مهمة جداً، وهي ليست أمراً جديداً، فهي بدأت في العام الماضي في كامب ديفيد، وكلنا نعرف بالطبع أن كامب ديفيد كانت في نهاية السبعينيات، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما حاول أن يتكلم معنا عما كان في خاطره من أمور بالنسبة لما يطمح إليه من تغيير في السياسات، أو تعديل في العلاقات بين بلاده وبين دول في المنطقة، وبالأخص كبلد مثل إيران، ونحن في دولنا لنا تاريخ من التحالف والعلاقة العميقة وأيضا مصر مع الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك لا نرى هذه القمة أو الظروف التي أدت لها أو حتى بعض التباين في المواقف- أو إن أردتم أن تسموها أزمة- أنها شيء سيكون محورياً في تغيير السياسة تجاه أميركا أو من أميركا تجاهنا، فأميركا أكبر من مسألة أن أحداً من رؤسائها يكون عنده نهج أو طرح جديد سياسي في التعامل مع المنطقة، فالرئيس الأميركي نيكسون كان لديه نهج في التعامل مع الصين، والرئيس أوباما لديه نهج في أنه ينفتح في التعامل مع إيران.

وقال إننا نحن أيضا لدينا أمورنا وهمومنا ومشكلاتنا مع بلد مثل إيران، فلذلك نحن أيضا رحبنا بالاتفاق النووي الإيراني (5+1)، لكننا أيضا أبدينا ترحيبا متحفظاً.. والسبب ليس عدم ثقة في توجه (5+1)، بل السبب هو تخوفنا من سوء فهم الجانب الإيراني لهذا الاتفاق، أو سوء تقديرهم لما يسمح لهم به هذا الاتفاق، فهذا الاتفاق ليس بين رئيس الولايات المتحدة وإيران، بل هو اتفاق بين ست دول، منها روسيا والصين التي هي أقرب في مواقفها إلى إيران، فإن فهموا أن هذا الاتفاق سيتعلق بالملف النووي، فقط وأنه يجب أن يسهم في إبعاد شبح الحروب والخلاف في المنطقة فهذا فهم صحيح، لكن إن فهموا أن هذا سيطلق أيديهم في المنطقة، أو فهموا أنه استهداف واستبدال حديث بحديث، فإن ذلك سيكون فهما خاطئاً لن يُسمَح به، فأميركا أكبر من سياسة مرحلة من المراحل، فالولايات المتحدة الأميركية فيها شعب وكونغرس ومؤسسات فكرية ورأى عام كبير وقوي، ولن يتغير كل هذا في لحظة بناءً على رغبة سياسية آنية في وقت ما، فلذلك نتطلع إلى أن إيران لا تفكر كثيراً في إطلاق يدها في المنطقة أو أن هناك استبدالاً.

وفيما يتعلق بتصريحات وآراء الرئيس الأميركي أوباما لمجلة «أتلانتك» والتي قال فيها إن الخليج والعالم العربي لم يعد يهمنا كثيراً، وأن مصالحهم كأميركيين تتعلق الآن بآسيا، وأنه لا يمكن أن يضحي بدماء جندي أميركي واحد من أجل حرب جديدة في المنطقة؟، قال وزير الخارجية إن هذه آراؤه الخاصة، ويجب ألا نحصر العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة في هذه المقابلة الصحافية، فهو قد يعبر عن رأيه الشخصي الذي يعد من حقه كرئيس للولايات المتحدة، وفي الغد القريب سيكون هناك رئيس غيره لأميركا.

تحرك الشعب البحريني قديم للحصول

على حقوقه... واختزاله في أحداث 2011 ظلم كبير له

وفيما يتعلق بالقوانين التي تنظم عمل منظمات المجتمع المدني في مملكة البحرين، قال وزير الخارجية .. نعم لدينا قوانين تنظم عمل المجتمع المدني، ولدينا حركة نقابية قديمة، والبحرين هي إحدى الدول القليلة التي استطاعت إقناع الكونغرس الأميركي بأن يجيز لها اتفاقية تجارة حرة، بما تتمتع به من حرية تمثيل وحرية مشاركة ووجود نقابات، وهذا كله كان السبب في وصولنا إلى اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحرك الشعب البحريني قديم للحصول على حقوقه وتحقيق تقدمه، بالوصول إلى توافق مع السلطة، البحرين اليوم تختلف عن بحرين الأمس، وبحرين الغد تختلف عن بحرين اليوم لكن حرام أن يتم اختزال كل هذه الحركة العظيمة في تحركات محدودة، حيث هناك من أراد اختزال كل تاريخ شعب البحرين وتطلعاته فيما حدث في العام 2011، وهذا ظلم كبير لشعب البحرين.

كما تحدث عن مبادرة القوة العربية المشتركة، وقال إنها من أهم الأمور التي نطمح إليها وساندناها عندما طرحتها مصر في قمة شرم الشيخ، وقد طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن الآلية التي طرحت وطريقة النقاش وطريقة المعالجة لم تكن ترقى إلى طرح الرئيس السيسي، كنا مازلنا أسرى لآلية لا تحقق هذا الطموح، برغم تأييدنا الكامل ودول الخليج لهذا الطرح، لكن كان يجب أن تكون هناك آلية مختلفة للتعامل مع هذا الطرح الكبير، لما له من أهمية قومية كبرى لمواجهة هذه القوة لمختلف الأخطار، وأنا لست متشائماً بشأن قدرتنا على أن نتوصل لتشكيل هذه القوة، وستحظى بتأييد واضح خلال زيارة جلالة الملك حمد لمصر ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وإن شاء الله يتم التعامل مع هذه القضية بطريقة أخرى ذات فائدة أكبر.

ورداً على سؤال حول الفرق بين القوة العربية والتحالف الإسلامي، أوضح وزير الخارجية أن القوة العربية المشتركة هي لحماية الدول والدولة الوطنية من مختلف التحديات لتعزيز العمل العربي المشترك، بأسلوب جديد وحقيقي، وليس فقط بما نصدره في الجامعة العربية من بيانات تعبر عما في نفوسنا، لكن لا تتعدى في الواقع قدرتها على التأثير، حداً معيناً بسيطاً.

وأكد أن القوة العربية المشتركة ستكون شيئا ملموسا لحماية الدول العربية وأمنها القومي والسياسات المشتركة، أما التحالف الإسلامي فهو لمواجهة الإرهاب، نعم نحن نعلم أنه لمواجهة الإرهاب، وأن السبب الكبير خلف هذا التجمع هو مكافحة الإرهاب الذي وجد مساحة مفتوحة عندما ضعفت الدولة الوطنية في سورية وتمدد فيها خطر «داعش» الذي عبر الحدود ودخل العراق، إضافة إلى تحدي الإرهاب الدولي أو المدعوم من الدول، لكن بالطبع المجال الذي يغطيه التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب أكبر، حيث أن هناك دولاً إسلامية أخرى يجب أن تتحد لترسل الرسالة الصحيحة بأن الإسلام ضد الإرهاب، ولا تعطى الصورة التي هناك من يرغب أن يصورها بأن المسلمين هم الإرهابيون ومشكوك فيهم، وأن هناك مشروعية للشك في كل مسلم، أما القوة العربية فهدفها صيانة الأمن القومي المشترك.

وردا على سؤال .. كيف تتعامل البحرين مع اي إملاءات وشروط من القوى الكبرى في العالم؟ قال وزير الخارجية .. الحمد لله .. مسألة الإملاءات والشروط مع تعاوننا خصوصاً في 2011 توقفت ولم يكن لها أي تأثير يذكر.

العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:03 ص

      ليش كل رئيس امريكي يعمل بكيفه ويتصرف وكأن الولايات المتحدة ملك بيده فيتحدث حسب مزاجه واذا جاء من بعده ينسف كل السياسات والخطوات التي اتخذها من قبله؟
      اللي نشوف ان لأمريكا سياسة واحدة يمثلها الرؤساء قد يختلفون قليلا في التفاصيل لكنهم في الخطوط العامّة متفقون

    • زائر 1 | 12:51 ص

      سعادة الوزير أمريكا مهما اختلفنا او اتفقنا معها هي دولة مؤسسات وما يقوله او يتفوه به رئيسها من احاديث رسمية تمثل سياسة دولة ذات مؤسسات ولو ان الرئيس تفوه بعكس سياسات بلاده المطلوبة لأقيل من اول يوم له. لذلك لا أظن انك اصبت فيما وصفّت به تصريح الرئيس الأمريكي بل ارى انها سياسات أمريكا القادمة تجاه دولنا

اقرأ ايضاً