وجه قاض فرنسي أمس الأربعاء (27 أبريل/ نيسان 2016) إلى صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة التي قتلت 130 شخصاً في باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، تهمة تنفيذ اغتيالات ذات طابع إرهابي والانتماء إلى عصابة أشرار.
وخلال مثوله للمرة الأولى أمام القضاء الفرنسي في قصر العدل في باريس، أبلغ عبد السلام قاضي مكافحة الإرهاب أنه «سيتكلم تباعاً»، وفق ما نقل عنه محاميه فرانك برتون، موضحاً أن استجوابه سيتم في 20 مايو/ أيار.
وكانت بلجيكا سلمته صباح أمس (الأربعاء) للسلطات القضائية الفرنسية بعد القبض عليه في 18 مارس/ آذار، بموجب مذكرة توقيف أوروبية أصدرتها فرنسا في 19 مارس.
ونقل عبد السلام إلى فرنسا جواً بحماية عناصر النخبة في الشرطة الفرنسية.
واتهمه القاضي الفرنسي بتنفيذ اغتيال وبالتواطؤ في عمليات اغتيال ذات طابع إرهابي وبحيازة واستخدام أسلحة ومتفجرات، وأمر بحبسه على خلفية الأحداث في قاعة باتاكلان.
وأودع عبد السلام «الحبس الاحتياطي في سجن فلوري ميروجيس»، أكبر سجن في أوروبا، على بعد 30 كيلومتراً من باريس، وفق ما أعلن برتون.
وقال وزير العدل الفرنسي، جان جاك أورفوا «سيعنى به فريق مراقبة مختص يضم مراقبين محترفين ومدربين على التعامل مع الأشخاص الذين يعتبرون خطيرين».
وكان الوزير صرح في أوائل أبريل «عندما سيتخذ قاض قراراً بحبسه، سنتخذ كل التدابير الضرورية».
وسيتولى برتون ومحام آخر لم يكشف اسمه، الدفاع في فرنسا عن صلاح عبد السلام الذي تولى الدفاع عنه حتى الآن المحامي البلجيكي، سفين ماري.
وعبد السلام هو العضو الوحيد الذي يعتقل حياً من المجموعة التي نفذت اعتداءات 13 نوفمبر، بعد مقتل المهاجمين التسعة خلال عمليات انتحارية مثل شقيقه إبراهيم، أو برصاص قوات الأمن مثل صديقه عبد الحميد أباعود.
وإذا كان يؤكد عبر محاميه البلجيكي أنه لم يكن على علم باعتداءات بروكسل (32 قتيلاً) التي وقعت في 22 مارس، بعد أربعة أيام على اعتقاله، فإنه في أي حال على صلة بالرجال الثلاثة الذين فجروا أنفسهم في ذلك اليوم، والذين تربطهم أيضاً صلة باعتداءات 13 نوفمبر، التي تعد الاعنف في تاريخ فرنسا.
وكان صلاح عبد السلام الذي يبلغ السادسة والعشرين من عمره، والمولود في بروكسل، لكنه يحمل الجنسية الفرنسية، اعتقل في 18 مارس في مولنبيك، إحدى ضواحي العاصمة البلجيكية حيث نشأ، بعد أن ظل هارباً لأربعة أشهر استفاد خلالها من خدمات قدمها متواطئون.
وقد وجهت التهمة إلى عدد كبير من الأشخاص في بلجيكا لأنهم ساعدوه على التسلل من باريس غداة الاعتداءات، ثم على الاختباء في بروكسل حيث فقد أثره في 16 نوفمبر.
ويعتبر صلاح عبد السلام، المقرب من البلجيكي عبد الحميد أبا عود الذي يعده المحققون مدبر اعتداءات 13 نوفمبر والذي سجن معه بتهمة السرقة، في صلب التحضيرات للاعتداءات.
فهو الذي استأجر اثنتين من السيارات الثلاث التي استخدمت عشية المجازر، إحداهما سيارة بولو سوداء عثر عليها أمام باتاكلان، حيث قتل ثلاثة متطرفين 90 شخصاً ببنادق الكلاشنيكوف. وهو أيضاً الذي استأجر غرفة في ألفورتفيل التي انطلق منها بعض القتلة. وهو أيضاً الذي اشترى الصواعق التي تشغل عن بعد.
والمؤكد أيضاً أن صلاح عبد السلام نقل بالسيارة الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا أنفسهم على مقربة من ستاد دو فرانس، بينما كان عشرات آلاف الأشخاص منهم الرئيس فرنسوا هولاند يحضرون مباراة كرم قدم بين فريقي فرنسا وألمانيا.
ويسود الاعتقاد بأن صلاح عبد السلام الذي أخضع للمراقبة أو شوهد مع آخرين في مختلف البلدان الأوروبية في الأشهر التي سبقت الهجمات، شارك من قبل في إعداد عناصر المجموعة.
وخلال استجوابه للمرة الأولى في بلجيكا، أراد على ما يبدو التقليل من أهمية دوره، مؤكداً أنه تراجع عن تفجير نفسه في ستاد دو فرانس. وأكد هذا الموقف شقيقه الذي رآه في السجن.
وبعدما احتج في البداية على تسليمه لفرنسا، غير عبد السلام موقفه غداة اعتداءات بروكسل وأكد أنه يريد التعاون مع المحققين.
وقال رئيس جمعية «13 نوفمبر جورج سالينس: أخوة وحقيقة» الذي قتلت ابنته في باتاكلان، إن عبد السلام «عضو فاعل في تلك الاعتداءات، ويعرف أشياءً كثيرة. وادلى بتصريحات كثيرة للقول إنه يريد الكلام وأنه سيتكلم. آمل بأن يبقى في هذه الحالة الذهنية».
العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ