صممت رائدات أعمال لبنانيات موقعا إلكترونيا لتعقب عمليات التحرش على أمل مكافحة الجرائم الجنسية في بيروت.
ويعد موقع (متعقب التحرش) منصة على الانترنت تتيح للمستخدمات الإبلاغ عن المكان الفعلي لأي عملية تحرش جنسي تعرضن لها أو شاهدنها.
وبوسع المستخدمات أيضا وصف العملية وإضافة تفاصيل مثل كونها عملية تحرش لفظي أو جسدي... وتبقى كل الأمور المتعلقة بهوية المستخدمة مجهولة.
وطور الموقع كل من ناي الراعي وميرا المير وساندرا الحسن كوسيلة للإدلاء بمعلومات بشأن التحرش في العاصمة اللبنانية.
وأوضحت الراعي أن هذه البيانات يمكن أن تساعد السلطات ذات الصلة في الحد من عمليات التحرش في مناطق بعينها بالمدينة.
وقالت "بلبنان مثلا عندك كل العالم (كل الناس) بتعرف انه فيه تحرش. وكل العالم مطبعة معه ومعتبرته شي عادي. وبنفس الوقت مش قادرين..ما عندنا أدلة حسية كفاية انه تخلينا نشتغل أو تخلي الأجهزة المعنية تشتغل على هدا الموضوع وتحله. فبالتالي قررنا نعمل مبادرة تقد ع القليلة تخلي ضحايا التحرش الجنسي تمكن ها النساء من أنهم يبلغوا ع الشي اللي عم بيصير. بطريقة طبعاً مجهولة (بالإنجليزية) يعني مش مكشوف الهوية تبع الشخص اللي عم بيبلغ. ويقدر على انه يفرجي انه هيدا الشي عم بيصير. شو نوع التحرش اللي عم بيصير؟ وين؟ لكي على القليلة نسمح انه نشتغل على إذا بدنا نعمل حل أو نقترح حل للأجهزة المعنية نقدر يكون عندنا بيانات ورانا عم تدعمنا لنأخذ هيدا الحل ونمشي فيه."
وأعربت ناي الراعي عن أسفها لتقبل الثقافة السائدة في المجتمع لعملية التحرش باعتبارها واقعا وكأنها أمرا عاديا.
وأضافت "المشكلة الكبيرة هي الثقافة ياللي قبلانة (التي تقبل) هدا التحرش وياللي عادي انه متعتبرينه من أساسيات الحياة بالبلد أو بالمدينة بشكل عام. فمن أهداف هاي انه إذا بدك تنقل الخطاب العام عن التحرش الجنسي من انه لوم الضحية والاستسهال بالموضوع وانه عادي بتصير وشو كنتي لابسة أو كل هيدول. هدا الخطاب كله. من هدا الشي لأنه الواحد يبحث جدياً بشو المشكلة وليش عم بتصير وكيف فينا نحلها. ونرجع إذا بدك واللي هو هدا الهدف الأكبر نعيد تعريف شو يعني تحرش استناداً لأحاسيس الضحية."
وعندما تستخدم المرأة الموقع يمكنها أن تملأ صيغة واقعة باللغة العربية أو الإنجليزية لتقديم تفاصيل تجربتها وتحدد الموقع على الخريطة.
ويمكن للزائرات أيضا مراجعة البلاغات السابقة بالنقر على الأماكن المحددة على الخريطة لقراءة تفاصيل الشكاوى أو البلاغات.
وقالت أمريكية في زيارة لبيروت تدعى سكايلر إنها ترحب بالمبادرة.
وأضافت "هناك كثير من التجارب التي تعرضت لها من أناس يقولون أشياء وأنا أسير في الشوارع. وأتصور أن وجود تطبيق يمكنك أن توضح عبره ما جرى وتعريف الناس بالحقيقة سيكون مفيدا بالفعل لأن ذلك عادة ما يحدث."
لكن طالبة لبنانية تدعى ريان كرامة قالت إن الجهود المبذولة لحماية النساء من الاعتداءات الجنسية غير كافية.
وأضافت "أنا باحس هيدا الشي انه لازم يكون انه فيه تطبيق (بالإنجليزية) بس انه قد ما يكون فيه تطبيق انه دولة لبنان ما بتساعد تضبط ها التطبيق وتنجح ها التطبيق. انه بيظل في انه مثلاً إذا اشتكينا ع شئ كثير بيطول تظبط الشغلة وتوصل لحقك كمواطن أو بنت أو أي شي."
وأعرب مخرج لبناني يدعى روني عن رفضه للتحرش وتأييده لأي جهد يُبذل من أجل منعه.
وقال روني "التحرش الجنسي أكيد شي ما حدا معه. هدا الموضوع وكل شي بينعمل بهيدا الإطار نحن بنشجعه. وكمان الدولة فيها تساعد بحيا الله بلد كمان انه يكون فيه كاميرات. يمكن يكون فيه قصص يسمحوا لها للبنت يمكن يكون معها شي لتدافع عن حالها. وإذا عم تقول لي التطبيق كانت شغلة ممكن تفيد أنا ما باعطيها كثير أمل بس انه باحس شغلة يمكن بتساعد انه يمكن بتعطيها شوية هيك أمل شوية انه ممكن حدا ييجي.. يمكن حدا يتصرف."
وأُطلق موقع (متعقب التحرش) في فبراير شباط. ويشمل إلى جانب المنصة التي تحوي بلاغات المستخدمات قائمة بأسماء المنظمات المدنية التي تقدم دعما ومساندة لضحايا التحرش والاعتداءات الجنسية.
وتأمل النساء الثلاث مطورات الموقع في توسيع (متعقب التحرش) مستقبلا ليغطي مناطق أخرى في أنحاء لبنان.