العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ

ابتسامتهم أمل

زهرة النشابة - طبيبة جراحة الفم و الأسنان 

26 أبريل 2016

الأشخاص ذوو الإحتياجات الخاصة، بمن فيهم المصابون بمتلازمة داون، هم أكثر من مجرد كونهم أشخاصاً بحاجة إلى المساعدة، إنهم صانعو تغيير يستطيعون دفع مسيرة التقدم في المجتمع بأكمله.

ولأن أطفال متلازمة داون كسائر الأطفال لهم مطلق الحقوق والواجبات التي يحصل عليها جميع الأطفال سواءاً في محيط الأسرة أو في المجتمع ككل، ومن هذا المنطلق وبحسب حاجتهم ولأنهم أشخاص مميزون خصصت الأمم المتحدة يوما للاحتفال بهم وللتثقيف بطرق الاهتمام بهم والتعامل معهم.

ولأن العناية بالفم والأسنان تعتبر من المهمات الصعبة التي تتطلب اهتمام بالغ من قبل الطفل نفسه بمساعدة من هم حوله، ونظراً لمستوى التعلم البسيط عند هذه الفئة، ولأنهم أكثر عرضة لمشاكل الأسنان أكانت تسوسات أو التهابات وذلك لطبيعة حالتهم الجسدية كالاختلال المناعي وطريقة التنفس التي تتم عن طريق الفم عادة وتكون غالبا بسبب كبر حجم اللسان. كلها عوامل من شأنها أن تُربك وتحد من السلامة الفموية.

من المشاكل التي تواجه مصابو متلازمة داون أيضا هي تأخر ظهور الأسنان سواءاً اللبنية أو الدائمة وكذلك كونها تكاد أقل وأصغر حجماً مقارنة بأسنان الإنسان السليم، مما يتطلب المزيد من الاهتمام لتجنب فقدها مستقبلاً.

لاتختلف الارشادات المتبعة لهؤلاء الأطفال عن أقرانهم، فعند ظهور أول سن لبني تبدأ العناية بالفم والأسنان من قبل الأهل، كذلك يجب تعويد الطفل عليها ومساعدته على استخدام الفرشاة بمفرده وبالكمية المناسبة لعمره، ولامانع من استخدام الفرشاة الإلكترونية فقد تكون ذات نفع كبير أيضا. كما يجب تجنب الكربوهيدرات بين الوجبات وكذلك الحذر من استخدام زجاجات العصير للرضاعه الليلية.

خيط الأسنان والغسولات الفموية المحتوية على الفلورايد التي ممكن غمس الفرشاة بها عوضا عن المعجون عند الأطفال قليلي التحمل لطعم المعجون، كلها ارشادات وتعليمات بسيطة ذات أثر كبير في تجنب مشاكل وتسوسات الأسنان.

أما أول زيارة لطبيب الأسنان فتبدأ خلال ستة أشهر من ظهور أول سن بالفم ولا يجب تأجيله لأكثر من ذلك فبمساعدة طبيب الأسنان المختص لعمل الفحوصات اللازمة وبوضع الحشوات الوقائية وطلاء الفلورايد، يكون الطفل في الوضع الآمن وتقل عنده قابلية التسوس، ويقل معه خوف وقلق الأهل.

وعادة ماتتم معالجة هؤلاء الأطفال بطرق طبيعية، فَهُم بطبيعة الحال ودودين متعاونين، ولامانع من استخدام الاساليب المبتكرة كابداء الاهتمام والحب أو استخدام الموسيقى كعامل مهدئ، جاذب ومجنب للخوف، ولأن هؤلاء الأطفال شديدو الحساسية تجاه الصوت والضوء، فمن الممكن استخدام غاز النيتروجين الذي يعمل على تهدئة الأطفال وخصوصا مفرطو الحركة.

وأخيراً فإن كل طفل يولد بهذا المجتمع له الحق في الحصول على كافة الواجبات المفروضة تجاهه بغض النظر عن مستواه الجسمي، العقلي والنفسي.

العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً