العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ

أ. زهراء مكي صديف - أخصائي أول برامج تعزيز الصحة/ وزارة الصحة

الوجه المُظلم للأحذية المضيئة

بعد مقالي الأخير حول لوح التوازن الذاتي تم استلام العديد من التساؤلات حول الأحذية المضيئة ومدى سلامتها خصوصاً على صحة الأطفال، وعليه قمت بالبحث المطوّل في مواقع عديدة خلاصتها هنا بين أيديكم.

مصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء Light Emitting diode (LED) هو الإسم العلمي لمصابيح انتشرت مؤخراً وأصبحت موضة الوقت الراهن لما تمتاز به عن المصابيح العادية من مواصفات كتوفيرها للطاقة، جمال شكلها، عدم احتوائها على الزئبق والفلور، مما جعلها مطلوبة بكثرة كمصابيح للديكور المنزلي والمطاعم وغيرها من أجهزة حتى وصل استخدامها مؤخراً في أحذية الأطفال والشباب الرياضية.

رغم كل ما تمتاز به هذه المصابيح من فوائد للبيئة فهي لا تستنفد موارد الطاقة أو تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن هناك جانب مُظلم لهذه المصابيح حسب دراسة نُشِرت في عام 2010 م بالولايات المتحدة الأمريكية أوضحت محتوى هذه المصابيح من زرنيخ ورصاص وعشرات المواد الخطرة الأخرى يجعلها تشكل خطراً من الناحية السُّمِّيَّة.

تم إجراء اختبارات عديدة على أنواع عدة من ألوان هذه المصابيح، بما في ذلك تلك التي تستخدم في أضواء عيد الميلاد، إشارات المرور، والمصابيح الأمامية للسيارات وأضواء الفرامل، وكانت أسوأها المصابيح الحمراء المنخفضة الحدة، التي وجد أنها تحتوي على ما يصل إلى ثمانية أضعاف كمية الرصاص ورغم أنه مسموح بكميته في قانون ولاية كاليفورنيا إلا أنه يحوي إمكانات كبيرة للإصابة بالسرطان كما يحتوي على نسبة عالية من الزرنيخ والرصاص .

أما المصابيح البيضاء فهي تحتوي على نسبة أقل من الرصاص، ولكن لا تزال تؤوي كميات كبيرة من النيكل والمعادن الثقيلة الأخرى التي تسبب الحساسية بمعدل واحد من كل خمسة أشخاص. والنحاس في مصابيح أخرى يمكن أن يشكل تهديدا للبيئة إذا تراكم في مياه البحر حيث يمكن أن يسمم الحياة المائية.

ما نستخلصه هنا وما أكده الباحثون أن خطورة هذه المصابيح تكمن في حال تكسّر هذه النوعية من المصابيح فيجب اعتبارها والتعامل معها كنفايات خطرة خصوصاً في المنزل،وعليه يجب ارتداء قفازات وقناع، والتخلص من الحطام بواسطة مكنسة ذات كيس يمكن التخلص منه ورميه. وعليه أوصى الباحثون للمصنّعين في هذا المجال بأن يتم تصنيع أنواع بمعادن أقل تركيزاً أو إعادة تصميم أنواع مع مواد أكثر أمانا على البيئة والناس.

بطبيعة الحال، نحن جميعا بحاجة إلى نوع من الإضاءة في حياتنا، فبالرغم من عيوبها، إلا أنها لا تزال المصابيح ذات الخيار الأفضل فيما يتعلق بنوعية الضوء واستخدام الطاقة والأفضل كبصمة للبيئة.

أخيراً أقول: هي « خطر يمكن الوقاية منه» فيما لو عرفنا كيف نتعامل معها بأمان وحذر ونصيحتي بالنسبة لاستخدام الأحذية ذات إضاءة الـ LEDبأن نكون منتبهين من أن يفتحها الأطفال ويعبثوا بها وتنكسر في أيديهم أو يدخلوا بها في مستنقعات مياه و تسبب لهم صعق كهربائي بسيط في الرجل كونها دائرة كهربائية .

وفي استطلاع لآراء مستخدمي هذه النوعية بأنها كشكل جميلة جداً لكنها غير مريحة في الاستخدام خاصة للمشي وعلى مسافات لذا من الأفضل الإبتعاد عن كل هذه التعقيدات واستخدام الأحذية الرياضية المريحة لصحة القدمين وصحة أرواح أطفالكم بعيداً عن الموضة المُمْرضة.

العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً