الحمل مرحلة استثنائية في عمر المرأة بكل المقاييس فإلى جنب حملها لروح جديدة تعيش تحولات في جسمها لتهيأ البيت المريح لوليدها القادم. وفي هذه الفترة تنهال عليها النصائح من الأهل والأصدقاء للحفاظ على صحتها وصحة الجنين.
النصائح والمقولات المنقولة على الألسن بعضها صحيح والآخر بعيد عن الصحة تماماً، ومنها «اكلي عن اثنين» كثيراً ما نسمع هذه النصيحة الموجهة للحامل على اعتبار أنها تمثل شخصين، وهذه المعلومة مغلوطة وينصح خبراء التغذية الحامل بضرورة الإلتزام بالتغذية الجيدة فقط.
المعلومات المغلوطة لا تقف عند هذا الحد، بل تصل إلى آلام الأسنان! ويعلل أصحاب هذه المعلومة بأن الأم تخسر الكثير من الكالسيوم أثناء حملها، فالجنين يستنزف كالسيوم الأم مما يؤدي لآلام في أسنانها، والحقيقة غير ذلك تماماً.
آلام الأسنان التي تحوم حول الحامل تأتي بسبب «الوحم» أو «نساة» صعبة وتناول مكملات الحديد طيلة الحمل، كما أن القيء الإعتيادي أو «الصامت» الذي يسبب تصاعد أبخرة أحماض المعدة للفم يؤدي لتآكل الأسنان.
التغيرات الهرمونية اللازمة لاكتمال عملية الحمل قد تؤثر على اللثة وتجعلها هشة سريعة الإدماء. وهذا ما أكدته الأبحاث الجديدة من وجود علاقة طردية ما بين صحة اللثة وصحة الأم والجنين، فكلما كانت صحة اللثة متدنية للحامل كلما زادت احتمالية حدوث مشاكل في الحمل كحدوث النزيف أو خسران الجنين لا سمح الله.
لحماية الحمل والأم وجنينها ننصح بمراجعة طبيب الأسنان مرة إلى مرتين خلال الحمل، وإجراء تنظيف الأسنان السطحي الإعتيادي في العيادة مع البقاء على برنامج العناية المنزلية بالأسنان من تفريش أسنان، والمضمضة بين فترة وأخرى، مع تجنب الأطعمة الحمضية أو المحلاة. وننصح من تتحسس من معاجين الأسنان فأنصحها بتجربة المعاجين خفيفة النكهة فهي فعالة لهذا الغرض.
متمنياً لكُنّ حملاً سليماً.
العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ