نوبة من السعال والاضطراب في حركة التنفس المهمة لتزويد الجسم بوقود الحياة الحيوي اللازم لتزويد أعضاء الجسم بما تحتاجه من أوكسجين. الضيف الثقيل على الجهاز التنفسي يشير إلى الإصابة بمرض الربو التسمية التي قد لا يستلطف البعض سماعها على الرغم من أنها مرادف إلى مرض حساسية الصدر و الذي يعتبر نوعاً من أنواع الحساسية وكلاهما اسم لمرض واحد.
علاج المرض هو أحد اختصاصات د. رياض سلمان استشاري الأمراض الصدرية، والعناية القصوى و اضطرابات النوم بمستشفى ابن النفيس الذي قال أن الإنسان المعاصر يدفع ضريبة المدنية والتقدم الصناعي الذي يضخ محسسات جديدة كثيرة ومتعددة تدخل حياتنا نتيجة التحضر.
وكشف عن مضاعفات المرض، وبعض الاعتقادات الخاطئة حول المرض في اللقاء التالي:
ما هو مرض الربو؟
الربو أو ما يفضل التعبير عنه بحساسية الصدر هو مشكلة تُصيب مجرى التنفس نتيجة وجود إلتهاب يظهر على شكل خلل انسدادي عند الفحص عنها في مختبر التنفس، و تجدر الإشارة هنا إلى أن المرض مزمن وقد تظهر أعراضه مع التعرض للمحسسات تارة وقد تختفي تارة أخرى.
ما هي مسبباته؟
مسبباته متعددة ومتشعبة، و لكن لابد في الأساس أن يجتمع عاملان يسببان الإصابة بالمرض ، أولهما الاستعداد الوراثي و ثانيهما التعرض للمحسسات، فإذا اتحد العاملان بانت علامات الإلتهاب.
والمحسسات تنقسم لمحسسات خارجية و التي نتعرض اليوم لكم هائل منها عن طريق اللمس، أو الأكل، و أكثرها شيوعاً التنفس، ومحسسات داخلية كالحالة النفسية من قلق أو خوف أو غيرها، أو ارتجاع المريء، أو ارتداد الأحماض في المرئ على سبيل المثال.
كيف يتعامل المريض مع نوبات حساسية الصدر؟
أجدد التأكيد على أن المرض مزمن وأن الأدوية يجب أن تؤخذ بانتظام بالإضافة لتجنب التعرض للمحسسات ما أمكن ذلك، واللجوء للأدوية أثناء النوبة فقط أمر غير صحيح.
فالأدوية المستخدمة للعلاج تصنف على ثلاث مستويات، الأول: البخاخات التي تنقسم بدورها لقسمين، (الإسعافية) وظيفتها توسعة الشعب الهوائية، و(الوقائية) التي يجب أخذها بانتظام.
أما المستوى الثاني فهناك جملة من الأدوية في أشكال متعددة على هيئة بخاخات وكبسولات وحقن كـمركبات «الليكوتراينز» و»الكورتزون»، أما في المستوى الثالث فهناك أصناف جديدة من الأدوية تؤخذ عن طريق الحقن تحت الجلد مرة أو مرتين شهرياً وهو في كثير من الأحيان من العلاجات الناجعة. و هذه العلاجات بصورة عامة آمنة ويمكن استعمال معظمها حتى أثناء فترة الحمل والرضاعة بعد الرجوع إلى الطبيب المختص.
ما هي المضاعفات الناتجة عن حساسية الصدر؟
هناك علاقة بين حساسية الصدر وأمراض أخرى، مثل إلتهاب الجيوب الأنفية، حيث أثبتت الدراسات أن ما نسبته 30 % من المصابين يكون لديهم الاستعداد للإصابة أيضاً بحساسية الصدر. وله علاقة بارتجاع المريء، وتوقف التنفس أثناء النوم، كما أن هناك علاقة بين نقص فيتامين (د) وحساسية الصدر.
وقد تكون هذه الأمراض مقدمة للإصابة بحساسية الصدر والعكس صحيح.
كيف يؤثر التدخين على مرضى حساسية الصدر؟
للأسف تدخين التبغ بكافة صوره يؤذي المصاب بحساسية الصدر بشكل كبير لدرجة قد تودي بحياته.
يكفي أن نعرف أن التدخين مسبب رئيسي في الإصابة بالإنسداد الرئوي المزمن الذي نُطلق عليه «الضيقة»، فهو يضاعف من تهيجات الجهاز التنفسي، ويمتد تأثيره للحد من فعالية الأدوية، فالدخان يعمل كحائط صد ضد عمل الأدوية مما يعني فقدان الأدوية لفعاليتها.
والتدخين بكافة أشكاله سجائر أو شيشة أو غيرها وأنواعها سواءاً كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة مسؤول عن وفاة 6 ملايين شخص في منطقة إقليم شرق المتوسط، أكثر من 5 ملايين منهم بين مدخنين سابقين أو حاليين، والمؤلم أنه تسبب في وفاة 600 ألف شخص من الذين لا يدخنون لكنهم يتعرضون للدخان فهم مدخنون بشكل غير مباشر و هو ما يعبر عنه بالتدخين السلبي.
والتدخين الذي أخذ في الانتشار بشكل واسع في مجتمعنا حتى وصل للشباب وانتشر بين النساء يضعنا أمام استحقاقات كبيرة في المستقبل.
ما مدى انتشاره في البحرين؟
حساسية الصدر مرض شائع تتراوح نسبة انتشاره عالمياً بين 10- 20 %. وللأسف مع التقدم الصناعي الهائل ارتفعت نسبة الإصابة به وخصوصاً في دول الخليج ورفعت معدلات الإصابة لنسب أقرب إلى 20 %، وبات الإنسان يدفع ضريبة التطور الحضاري الذي يدخل في حياتنا مواداً وعناصر جديدة.
وألفت هنا إلى أن الإصابة بحساسية الصدر لا تعني توقف الحياة فكثير من الرياضيين الحائزين على ميداليات وجوائز، ونجوم السينما والتلفزيون مصابين بالمرض الذي لم يقف حائلاً أمام تحقيق أحلامهم.
هل من كلمة أخيرة؟
في هذه المحطة أود أن أوجه لوجود كثير من المعتقدات الخاطئة حول مرض حساسية الصدر.
الأولى: هناك فئة من الناس تبتعد عن المصاب خوفاً من العدوى، وهذا ليس صحيح بالمرة فحساسية الصدر مرض غير معدٍ بتاتاً.
الثانية: جزء من المرضى لا يتناولون الأدوية بانتظام لاعتقادهم أنها تسبب التعود. وهذه الفكرة غير دقيقة ويجب على المرضى الانتظام في أخذ الدواء – خاصة الوقائية منها - لأن حساسية الصدر مرض مزمن كما أسلفت حاله كحال مرض السكري و الضغط.
الثالثة: يعتقد الكثير بفعالية الأدوية العشبية وأكثرها مجهول المصدر و يتم اعداده من قبل أشخاص غير مختصين في علم الأعشاب فضلاً عن الطب. وهنا أقول أن الأدوية الموجودة لعلاج حساسية الصدر والثابت فعاليتها بدراسات علمية معتبرة تغنينا عن الاستعانة بغيرها من الأدوية.
العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ