العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ

الشيشة والسيجارة الإلكترونية الموضة المستحدثة

محمود الشواي اخصائي ومدرب معزز للصحة 

26 أبريل 2016

بعد أن تم منع تداول وبيع السيجارة الإلكترونية في البحرين، وزارة التجارة ترخص برفع الحظر عن الشيشة الإلكترونية للاستخدام الشخصي (نُشِرَ الخبر في الجرائد الرسمية بتاريخ 10 مارس 2016).

هذا الخبر أثار حفيظة الأشخاص الذين يرفضون استخدام هذه الوسيلة للإقلاع عن التدخين بينما أسعدَ أشخاصاً آخرين والذين يروجون لاستخدام هذه الوسيلة للإقلاع عنه. وقد نشط النشطاء الصحيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذين شكلوا حملة مضادة لها. والعجب في هذا الموضوع إن وزارة التجارة صرحت لاستقدام الشيشة عوضا عن السيجارة الإلكترونية دون توضيح السبب الرئيسي في ذلك!

وعندما نتحدث تاريخياً سواءاً عن الشيشة أو السيجارة الإلكترونية، فإن هذه الفكرة استحدثت في عام 1963 والتي كانت النية باستبدال التبغ بهواء ساخن بنكهة. وفي عام 2003، استحدث صيدلاني صيني فكرة السيجارة الإلكترونية حيث استقدم فكرة محلول البروبيلين جليكول باستخدام الموجات الفوق صوتية المنتج عن طريق جهاز كهروضغطي. وبعد ذلك في شهر مايو عام 2004، ظهرت هذه الأداة في السوق الصيني كبديل ومساعد للإقلاع عن التدخين وقامت في سنة 2006 بتصدير هذه الأداة للعالم وحصلت على براءة الاختراع في عام 2007. وبهذا، شعرت شركات التبغ بالتهديد من هذه الأداة فقامت بحملات مضادة شرسة لها بهدف وقفها.

وبعد ذلك قامت العديد من الدراسات التي بينت سلبيات وايجابيات هذه الأداة والتي للوقت الحالي موقع جدال واسع بين المنظمات العالمية. وهذه الأداة تتكون من بطارية، وملف التسخين والفتيلة، وخزان المحلول، والمحلول الإلكتروني.

وهناك مغالطات لاستخدام هذه الأداة، فمنظمة الصحة العالمية ترى بأن المروجين يغالطون الناس بزعمهم بأنها تساعد على الإقلاع عن التدخين. وللوقت الحالي لا توجد دراسة قاطعة وجازمة تبين ما إذا كان استخدام هذه الأداة يساعد فعلا على الإقلاع عن التدخين.

وعندما نستعرض بعض الايجابيات لهذه الأداة حسب بعض الدراسات، فإن هذه الأداة لاتنتج أول أكسيد الكربون، لا تترك رائحة على الملابس، يمكن استخدامها في أي مكان، لا تنتج رماد، تحتوي على مواد أقل سمية ولا تحتوي على القطران. في المقابل هناك بعض السلبيات لهذه الأداة فهي لا تحتوي على الرائحة بحيث يمكن استخدامها في المدارس وأمام الأطفال، بعضها ليس مصنوعاً بشكل جيد مما يتسبب بتسريب المحلول إلى الفم، كما أن الألوان المستخدمة تتحول لمواد سمية جراء التبخير مسببة الحساسية عند بعض الأشخاص.

الخلاصة بأن هذه الوسيلة محل جدل بين العلماء والاخصائيين الصحيين والطبيين وإن أنسب وسيلة للإقلاع عن التبغ هو الوقف الفوري عن استخدامه دون اللجوء إلى أي وسيلة أخرى ولا ننصح الأشخاص الذي لا يدخنون باستخدام هذه الوسيلة كحل أقل ضرراً من تدخين السجائر لإن هذه الوسيلة من الممكن أن تكون طريقاً لتدخين السجائر. أما بالنسبة للمدخنين فإن هذا الأمر قيد حريتهم الشخصية فمن الممكن أن يستخدموا هذه الطريقة للإقلاع عن التبغ وليس وسيلة بديلة للمواصلة على التدخين.

ولكن، الشيء المقلق في الأمر هو هل سوف تكون هذه الأداة وسيلة لصغار السن للتدخين ولتشجعيهم عليها وذلك بسبب عدم احتوائها على الرائحة والذي سوف يمكنهم من تدخينها حتى في غرفهم؟ هل هناك فرق بين السيجارة والشيشة والإلكترونية؟ أسئلة يمكن أن تكون اجابتها صعبة ومحرجة في نفس الوقت.

العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً