مفصل حيوي مسؤول عن التنقل والحركة يحمل ثقل الجسم، حركته ميكانيكية مستمرة تعمل مع أربطة وأوتار وعضلات ويسهل حركته غضاريف ناعمة تُكسب الحركة مرونة، وبدونه يعجر الإنسان عن التنقل، ومع ضعفه تصبح الحركة صعبة ومؤلمة.
إنها الركبة، أكبر مفاصل في جسم الإنسان، وهي أحد اختصاصات استشاري جراحة العظام والطب الرياضي د. فريد سلوم الذي دعا لوقاية المفصل الحيوي وتجنب الإضرار به، واتخاذ قرارات العلاج المناسبة التي تطيل عمره وتحسن وظيفته.
تعاملوا مع الألم بحكمة
«الوسط الطبي» استضافت الاستشاري في لقاء خاص حول الركبة استهله بالتحذير من الإفراط في أخذ الحقن المسكنة، وقال: «يجب على الطبيب والمريض مناقشة العلاج المناسب لآلام الركبة، فعلى الطبيب أن يشرح بشكل مستفيض الحالة للمريض والحلول العلاجية ونتائجها، وعلى المريض اتخاذ القرار عن بصيرة». وأكمل: «لاحظت أن كثيرا من المرضى يرغبون في أخذ الحقن المسكنة، كما مرت علينا في مركز الشرف للعظام حالات أخذت جرعاً كبيرة من الحقن سواءاً في جلسة واحدة أو جلسات متعددة. وهذا أمر خاطئ ونتائجه غير جيدة فالمسكنات تزيل الألم لفترة قصيرة ولكن على المدى الطويل غير مجدية».
وعلل ذلك بأن الألم رسول من الركبة للدماغ بوجود خلل يجب معالجته والمسكنات تهدئ الألم ولا تعالج أصل المشكلة، بل أن إسكات الألم لفترات طويلة قد يضعنا أمام خيارات علاجية لم نكن بحاجة إليها لو عالجنا الخلل في مراحل مبكرة.
وعن انتشار أمراض الركبة في المنطقة، أجاب: «العادات ونمط الحياة اليومية في دول الخليج ودول الشرق الأوسط تسببان أضراراً كبيرة للركبة، ومن عادتنا الجلوس على الأرض الذي يضغط على الركبة بشكل كبير، إضافة لقلة النشاط البدني الذي يضعف العضلات، والغذاء غير الصحي الذي يسبب السمنة ومضاعفاتها المنتشرة كأمراض الضغط والسكر في منطقتنا».
وكشف عن تضرر ركب النساء بشكل أكبر من الرجال بسبب تفشي السمنة بينهن.
الفحص السريري رائد العلاج
ورغم التهديدات التي تحدق بالركبة في البحرين إلا أن د. فريد سلوم يطمئن بوجود حلول علاجية واسعة ومتطورة بشكل مستمر تبدأ من العقاقير الطبية مروراً بالحقن المسكنة والزيتية وصولا لجراحات المناظير، وانتهاء بالعمليات الجراحية.
وقال أن الطبيب يختار العلاج المناسب للحالة التي أمامه بعد أن يشرح للمريض حالته وما يناسبها من علاج حتى يتخذ قرار العلاج عن دراية كاملة. وأوضح أن قبل العلاج يجب إجراء الفحوص المناسبة ابتداءاً من الفحوص السريرية التي يجريها الطبيب بيده، ثم اختيار نوع الفحص المناسب من أشعة مقطعية أو رنين مغناطسي.
وأود أن أشير إلى أن الفحص السريري لا غنى عنه، وهو الذي يحدد خارطة الفحوص والعلاج معاً.
وشرح أنواع العلاج قائلاً: «كفل لنا التطور في عالم الطب امتلاك خيارات علاجية متجددة تقدم أفضل النتائج. لدينا اليوم على مستوى العلاج بالحقن إبر «الكورتيزون» المهدئة وأشدد هنا يجب أن نستخدمها في العلاج بحكمة، والحقن الزيتية التي تزيت المفصل للتعويض عن الجفاف وتمنحه المرونة الأمر الذي يطيل عمره ويحسن من أدائه ويجنبه الخضوع للعمليات الجراحية».
وواصل: «من الحلول العلاجية أيضاً جراحات المناظير وهي من عمليات اليوم الواحد التي تطورت بشكل كبير. ونستفيد من هذه العمليات في أمرين الأول تشخيصي والثاني علاجي لتنظيف وتلميع المفصل وإزالة الشوائب. وبالمناسبة في التقنيات السابقة كنا نضطر لإزالة الغضروف بالكامل أما الآن فنقطع الجزء المتضرر من الغضروف فقط، ونستطيع بالتقنيات الجديدة الوصول لأماكن لمن نستطع الوصول إليها في المفصل سابقاً».
نقوم تقوس الرجلين
وأوضح أن الخيارات المتقدمة تسبق العمليات الجراحية، فالعمليات لها شروط يجب تحققها قبل إجرائها ويجب على الحلول العلاجية أن تطيل عمر المفصل وصولاً لمرحلة عملية تبديل المفصل التي يجب أن تجرى في سن متأخرة، ولا أنصح باللجوء إليها في سن مبكرة.
وأرجع ذلك لأن العمليات الجراحية لها مضاعفات جانبية بطبيعة الحال، وأن فترة التأهيل قد تكون طويلة بحسب حالة المريض من ناحية السن، ووضعه الصحي. لافتاً إلى أن هناك فئة لا تهتم بالمتابعة الطبية مما يعرض برنامج العلاج للفشل.
وزاد على ذلك أن المفصل البديل قد يتعرض للاختلال ويحتاج إلى تعديل أو استبدال إذا انتهت صلاحيته.
على صيعد آخر قال أن التطورات الأخيرة وفرت علاجاً جديداً لتقوس الرجلين الناتج عن اختلالات في مفصل الركبة ونجريه في المركز، وهو منتشر بين النساء بسبب السمنة. كما لدينا علاج بالبلازما المستخلصة من دم المريض نفسه، عبر أخذ عينة دم ووضعها في جهاز خاص يستخلص المواد الجيدة في الدم، ثم حقنها في المفصل.
وحذر من تهاون تأخير معالجة آلام الركبة خصوصا بين الرياضيين، وقال: «للأسف تراجعني حالات في العقد الثاني والثالث والرابع من العمر بإصابات بالغة في الركبة، وتحتاج لجهد كبير في علاجها مع أن مثل هذه العلاجات تقدم لمن تجاوز الستين من العمر».
ودعا الرياضيين والمسؤولين عنهم في المؤسسات الرياضية للإهتمام والعناية بهذه الطاقات والمواهب ومتابعتها طبياً.
العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ