يعجزون عن التعرف عليه، هل مرض، أو عته، أو جنون، أو اضطراب؟!
فقد طرأت اضطرابات التوحد على المجتمع البحريني منذ 25 عاماً بحسب مُدرِسة التوحد سكينة كريمي. ودعت أن على أولياء أمور المصابين بالتوحد التحلي بالشجاعة وتعريف المجتمع بالاضطراب الذي أصاب ابنهم. وأشارت إلى أن الفعاليات والأنشطة ساهمتا إلى حد ما في تثقيف المجتمع حول المرض.
وأوضحت أن اضطراب طيف التوحد يختلف تأثيره على المصاب به فقد يعاني مشاكل في النطق أو السلوك أو الحركة، وكذلك من ناحية الدرجة فيصنفون بين حالات بسيطة، ومتوسطة، وشديدة.
وأكدت أن المصاب بالتوحد يمكن تأهيله لدرجة خروجه عن عزلته وهي السمة الغالبة للمصابين بالاضطراب.
وحذرت في ذات الوقت من إهمال عملية التأهيل، وقالت: «يجب أن يبدأ التأهيل في سن مبكرة ما بين الثانية والثالثة من العمر على أيدي مختصين، مع ضرورة الالتزام باستمرار عملية التأهيل لإن انقطاعها يؤدي إلى انتكاسة حالة الطفل».
وعن كيفية التأهيل، أجابت: «هناك عدة طرق وبرامج تطبق وفقاً لحالة المصاب ومن أشهرها، طريقة تحليل السلوك التطبيقي القائم على تقسيم السلوك لأجزاء ليلقن المدرس الطفل طرق ممارسة السلوك أو المهارة». وأكملت: «على سبيل المثال غسل الأيدي عملية سهلة وبديهية ويمكن تعلمها بسرعة لدى الأسوياء لكنها صعبة على المتوحدين. لذا نقسمها إلى أجزاء صغيرة تبدأ بفتح صنبور الماء، وغسل اليدين، إضافة الصابون، وغسل اليدين من الصابون، وفي النهاية إغلاق الصنبور».
وواصلت العملية تبدو طويلة وتحتاج لصبر لتعليم هذه المهارة، ونفس الطريقة تطبق على بقية المهارات.
وعرَّفت ببرنامج تبادل الصور (PECS) وهو برنامج موجه بالخصوص للأطفال الذين لا يتكلمون. والبرنامج عبارة عن ألبوم صور يحمله الطفل ليتواصل مع الآخرين فإذا أراد شيئاً يشير إلى صورته، ويحمله معه في كل مكان ومع الوقت والتأهيل تتطور مهارة النطق لديه.
وأشارت إلى برامج أخرى كبرنامج (TEACCH) الذي يعنى بتطوير طرق التفكير والسلوك بأنماط مميزة.
وقالت بثقة إن برامج التأهيل تمكن المصاب بالتوحد من الخروج من الإنعزالية والإندماج في المجتمع، وهناك برامج متخصصة في تطوير مهارات التواصل مع أفراد المجتمع.
ولفتت كريمي مُدرِسة أطفال التوحد لمرحلة ما قبل المدرسة إلى إن التأهيل مسؤولية مشتركة بين مؤسسات التأهيل والأسرة لذا تحرص المؤسسات على حضور أحد أقارب المتوحد في صفوف التأهيل ليكمل العمل معه في البيت.
العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ