العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ

د. كمال الدين: لا يغرنكم صمت " الكوليستيرول "

بهدوء وصمت يتسلل في مجرى الدم ويترسب شيئا فشيئاً حتى يسد الشرايين ويمنع الدم من الجري بانسيابية وأداء دوره في نقل الأوكسجين وبقية المواد اللازمة للجسم.

كلما زاد ضيق الخناق على الشرايين ليخنق الجسم من الداخل ويتسبب بأزمات وقد تتطور لسكتات، وهو متهم بالقتل رغم صمته المطبق.

د. لبنى كمال كمال الدين اختصاصية الأمراض الباطنية والسكر تحمل الكوليستيرول والدهون الثلاثية تدهور الصحة العامة للمصابين به، وقالت أنه يهدد حياتهم، داعية للحرص على الفحوص الدورية لرصده مبكراً في اللقاء التالي مع «الوسط الطبي»:

ماذا يعني ارتفاع الكوليستيرول؟

يعرف الكوليستيرول بالقاتل الصامت، حيث أن ارتفاعه بالمجمل أو ارتفاع الكوليستيرول منخفض الكثافة (LDL) ، وهو الكوليسترول الضار الذي يؤدي إلى إنسداد الشرايين الحيوية، يدق جرس الانذار بحتمية الإنتباه إلى الأسباب المؤدية إلى ذلك وعلاجها، وذلك للحد من مضاعفات ارتفاعه.

عرفينا على أسباب الإصابة به؟

لارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية إما أسباب رئيسية أو ثانوية. الأسباب الرئيسية هي الخلل الجيني المتوارث، وهو متعدد الأنواع أيضا، حيث أنه من الممكن وجود الخلل الجيني المتسبب بارتفاع الكوليستيرول لوحده أو بارتفاع الدهون الثلاثية لوحدها أو ارتفاعهما معا.

أما الأسباب الثانوية أي أن ارتفاع الكوليستيرول و/ أو الدهون الثلاثية يكون ثانوياً أو متلازماً مع وجود حالات أو أمراض أخرى، كنظام التغذية المشبع بالدهون و المحتوي على سعرات حرارية عالية، ومرض السكري وفي حالات مقاومة خلايا الجسم للانسولين، السمنة، خمول الغدة الدرقية، بعض أمراض الكبد والكلى، الحمل، واستخدام بعض الأدوية العلاجية مثل الكورتيزون.

ما هي علامات الإصابة به؟

يصاحب ارتفاع الكوليستيرول في بعض أنواعه الوراثية بعض الأعراض الاكلينيكية مثل: الترسبات اللويحية الصفراء ( Xanthelasmic Deposits ) حول العين وعلى الأوتار في أصابع اليد، الكوع ، الركبة والقدم. كما أنه يتسبب بوجود عتامة في القرنية ( Corneal Arcus ) فيما بين عمر 30 – 40 سنة، أو حدوث النوبات أو الجلطات القلبية والدماغية في عمر مبكر.

أما بالنسبة لارتفاع الكوليستيرول أو الدهون الثلاثية غير الوراثي فإنهما غالبا ما يكتشفان صدفة عن طريق التحاليل الدورية، أو عند حدوث مضاعفات مرضية.

كيف لارتفاع الكوليستيرول الإضرار بالجسم؟

يؤدي ارتفاع الكوليستيرول إلى تصلب الشرايين الحيوية وتراكم الدهون عليها والذي بدوره يزيد من خطر الإصابة بحالات صحية خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.

ما هي أحدث طرق علاج ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية؟

يشمل ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية عدة جوانب هامة، مثل ممارسة الرياضة والحمية الغذائية منخفضة الدهون والسعرات الحرارية وتخفيف الوزن، كما إنه يشمل أيضا العلاج بالأدوية الخافضة لمعدلات الكوليستيرول والدهون الثلاثية. من المهم أيضا معالجة الأمراض الأخرى المصاحبة كضبط مستويات السكر والضغط إن وجدا والامتناع عن التدخين وتناول الكحول. كما أن الوقاية من ارتفاع معدلاتهما لايقل أهمية عن علاجهما في حالة الإرتفاع.

تؤكد الدراسات الحديثة بأن هبوط مستوى الكوليستيرول بمعدل 10 % يؤدي إلى تقليل احتمالية الإصابة بانسداد الشرايين بمعدل 25 %، وهي نسبة عالية يسعى الجميع للوصول اليها.

هل يؤدي ارتفاع الكوليستيرول إلى إحتمال الإصابة بداء السكري؟

لا بل يؤدي مرض السكري إلى ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية، لذلك ينصح بعمل فحوصات دورية للكشف عن نسبة كل منهما.

عرفينا على الدهون الثلاثية.

هي نوع من المواد الدهنية التي تتكون في جسم الإنسان، مثل الكوليستيرول، حيث أن لها وظائف متعددة يستفيد منها في القيام ببعض الوظائف الحيوية.

متى تحدث ضرراً في الجسم؟

يشكل ارتفاعها خطرا وزيادة في احتمالية حدوث تصلب الشرايين وتجلط الدم في الشرايين القلبية والدماغية، كما يحدث ارتفاعه الشديد أيضا التهابا في البنكرياس، وتكون عواقبه وخيمة على صحة الإنسان.

كيف نتجنب الإصابة بارتفاع

الكوليستيرول والدهون الثلاثية؟

كما ذكرت سابقا فإن الوقاية دائما خير من العلاج، فالاهتمام بمعدلات الوزن المثالي وتناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن التدخين والكحول وممارسة الرياضة (أي تغيير نمط الحياة للأسلوب الصحي)، لهم الدور والجانب الأهم في تجنب الإصابة، كما أن ضبط معدلات السكر والضغط للأشخاص المصابين بمرض السكري وارتفاع الضغط يمثل جانبا مهما في الوقاية من ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية.

كما وينصح باستخدام الأدوية الخافضة للكوليستيرول و الدهون الثلاثية في حالة الإصابة بمرضي السكري وارتفاع الضغط حتى في حالة عدم ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية وذلك للوقاية من ارتفاعهما، حيث أن وجود هذه الأمراض في حد ذاته يزيد من احتمالية تصلب الشرايين.

هل من كلمة أخيرة؟

إن اتباع نمط الحياة الصحي يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض كما أن الفحص الدوري حتى للأشخاص السليمين لايقل أهمية عن علاج الأمراض.

العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً