أكدت وزارة الصحة محاصرتها لداء السل في حدود ضيقة لا تتعدى نسبة الإصابة به 5 مرضى لكل 100 ألف نسمة. وكشفت أن إجراءاتها تمنع وصوله من خارج الحدود عبر عدة تدابير, وقال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السل الدكتور إبراهيم الرميحي أن منظمة الصحة العالمية تعتبر المملكة من الدول التي وصلت إلى مرحلة التخلص من السل. ولفت إلى أن اللجنة والأقسام المختصة بعلاج السل «الدرن» تكسر حواجز الخوف من المصابين بهذا المرض أو ممن احتكوا فيهم عبر حملات تثقيفية كأولى خطوات للعلاج. وقال أن العزل الصحي يحمي المرضى والمجتمع من انتقال العدوى. وقد يأخذ المريض فترة العزل في منزله إذا توافرت فيه الشروط.ويضم اللقاء التالي مع د. الرميحي تفاصيل أكثر حول مرض السل:
ما هو عدد المصابين بالدرن «السل» في البحرين؟ وكم عدد البحرينيين بينهم؟
يبلغ متوسط مرضى السل بشكل عام حوالي 18 مريض لكل 100 ألف نسمة، ولله الحمد لا تتعدى نسبة البحرينيين 5 مرضى لكل 100 ألف نسمة، مما يجعلنا قريبين من النسبة المطلوبة من منظمة الصحة العالمية التي تعتبر أن البلد وصل إلى مرحلة التخلص من السل، وهي مريض واحد لكل 100 ألف نسمة، وهي المرحلة التي يطمح العالم أن تكون مرحلة ما قبل القضاء التام على مرض السل.
أما بشأن حالات الأجانب المكتشفة في البحرين، فمعظمها من القادمين إلى مملكة البحرين لفحص ما قبل العمل، وبالتالي معظم الأجانب الذين حصلوا على ترخيص بالعمل هم في حالة سليمة لا تُعرض المجتمع لخطر العدوى. وما زلنا بصدد اتخاذ إجراءات بالتعاون مع المؤسسات الطبية في الخارج ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي لتقليل الحالات من موطنها، والتي تكتشف في أشعتها السينية علامات المرض.
ما هي البرامج العلاجية التي يخضعون لها؟
تقوم اللجنة الوطنية لمكافحة السل والأقسام المختصة بعلاج الدرن بإعداد حملة تثقيفية هدفها الأول كسر حاجز الإحراج والخوف من المصابين بهذا المرض أو ممن احتكوا فيهم، وذلك لمساعدة الناس على مواجهة احتمالية الإصابة بالمرض وبالتالي الكشف المبكر عنه لمنع حدوث مضاعفات خطيرة لا قدر الله، حيث أن مرض السل يصيب ليس الرئة فحسب، بل قد يمتد إلى الأغشية السحائية بالمخ، والجهاز الهضمي والعظام، بالإضافة إلى الجهاز اللمفاوي للجسم، كما إن إصابة غير هذه الأعضاء واردة وإن كانت بنسب أقل.
هل يخضعون للعزل الصحي؟
العزل الصحي يخضع لقوانين الصحة العامة والحجر الصحي المعمول بها في مملكة البحرين، وذلك حماية للمرضى أنفسهم وكذلك حماية المجتمع من انتقال العدوى، إذ أن المريض لا يحصل على مناعة، فإذا لا قدر الله أصيب أحد أقارب ممن يسكنون مع المريض ولم تُكتشف العدوى فمن الوارد أن يُصاب المريض في المستقبل بذات العدوى مما له أثر كارثي على صحة المريض. ولكن في حال أصر المريض على عدم البقاء في المستشفى فإن وزارة الصحة تقوم بإرسال الباحثات الاجتماعيات مع ممرضات إلى منزل المصاب للتأكد من وجود عوامل عزل صحي سليمة في منزلهم، وذلك احتراماً لحق المريض في الاختيار، بشرط موافقة أهله القاطنين معه في المنزل، والحمد لله فإنه ولوعي المريض البحريني فإن غالبية الحالات يفضلون البقاء في المستشفى للتعافي وحماية أنفسهم.
فكم هي مدة العزل؟
لا توجد مدة للعزل وإنما تعتمد على تحاليل مختبرية للتأكد من اختفاء بكتيريا السل من البلغم الصدري، حيث أن هذه علامة بأن المرض أصبح غير معدي برغم استمراره في جسم المريض، فيخرجون مع مواصلة العلاج لفترات تتراوح بين 6 شهور إلى 12 شهراً في الغالب حسب العضو المصاب في الجسم.
هل لك أن تعرفنا على برامج الوزارة في التوعية بالمرض؟
يُقيم جناح عزل مرضى السل فعالية في كل عام تحت رعاية سعادة وزير الصحة، هدفها الأول زيادة الوعي بين أفراد الطاقم الطبي وتوعيتهم بأهمية مكافحة المرض، وللإجابة على استفساراتهم المتعلقة بهذا المرض سواء في الأمور التشخيصية أو العلاجية. وفي هذا المقام نود أن نقدم الشكر الجزيل إلى الدكتور سعيد الصفار الذي تقاعد نهاية العام الماضي على جهوده الكبيرة التي نحصد ثمارها اليوم من وجود برنامج قابل للتمدد وعلى أسس قوية، بالإضافة إلى تدريبه الكثير من الكوادر التي أضحت اليوم على قدر من استلام المسؤولية للوصول إلى الهدف الذي نسعى إليه جميعاً بالتخلص من مرض السل في مملكتنا الحبيبة.
ما هي برامج الوزارة للاحتفال باليوم العالمي للدرن هذا العام الموافق 24 مارس؟
تقوم وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتحفيز برنامج القضاء على السل عن طريق استحداث وحدات طبية تعتني ليس بالمريض فحسب بل في الناس الذين على اتصال مباشر مع المرضى، وذلك من أجل وقايتهم قبل انتقال المرض إليهم.
العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ