العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ

المتوحد ولدنا

«ولدك مو مربى، أدبه في بيتكم» تنزل هذه العبارة كالصاعقة بل كالصواعق على أسماع الوالدين لعظمها ومرارتها في النفس، وتتضاعف المرارة إذا كان الولد ليس في حالة طبيعية تسمح له بالسيطرة على نفسه وموازنة أفعاله في حالات المرض أو الإصابة باضطراب معين.

العبارة الجارحة للنفس جزء من حدث نقله لنا ولي أمر طفل مصاب بالتوحد حينما كان في أحد المجمعات التجارية برفقة ابنه – وبالمناسبة المصابين بالتوحد ينزعجون من التجمعات- الذي بدأ بالتعبير عن انزعاجه بالصراخ. وبادر الأب بالاعتذار من الموجودين لما صدر من الطفل، فرد عليه أحد الحاضرين بالعبارة التي حزت في نفسه كثيراً.

الموقف السريع والمسبب للألم لوالدي طفل مصاب باضطراب التوحد ليس موقفاً عابراً لكنه يكشف عن أمور عدة أولها عدم معرفة مجتمعنا باضطرابات التوحد والطرق المثلى للتعامل مع المصاب به، وكذلك أفضل السبل لدعم ذويهم.

ماذا لو رد أحد الحاضرين وقال: «ويش فيه الحبوب (الولد) سكتوه لا تزعلونه». أليس هذا أكبر دعم نفسي يقدمه المجتمع لوالدي الطفل المصاب، أليس من واجب المجتمع احتضان الطفل ووالديه في حضنه الدافي.

سعدنا في «الوسط الطبي» برعاية احتفالية اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي انعقد تحت شعار «نأخذ بيدهم لنبدد وحدتهم». سعادتنا الغامرة تتضاعف مع تحقيق هدفنا في تعريف المجتمع باضطرابات التوحد وهي الخطوة الأولى للأخذ بيد المصابين وذويهم في رعاية عباقرة المستقبل.

نصيحة اقبلوها بود:

لا تنزعج من طفل أقدم على سلوك غير مرغوب، بل احتضنه بذكاء فربما كان مريضاً أو مصاباً باضطراب.

العدد 4981 - الثلثاء 26 أبريل 2016م الموافق 19 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً