اعدم عناصر من جماعة ابو سياف في الفيبليبين رهينة كنديا بقطع راسه، ما اثار مخاوف على مصير حوالى عشرين رهينة اخرين تحتجزهم الجماعة في جزر نائية، فيما توعدت القوات الامنية اليوم الثلثاء (26 أبريل/ نيسان 2016) بتعقب المتطرفين.
وعثر على رأس الرهينة جون ريدزديل أمام دار بلدية في جولو، وهي جزيرة جبلية تحيط بها الادغال في اقصى جنوب الفيليبين ومعقل لجماعة ابو سياف.
واوضح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والسلطات الفيليبينية أن جون ريدزدل متقاعد في اواخر الستينات من العمر، خطف قبل سبعة اشهر من يخت مع كندي آخر ونرويجي وفيليبينية.
وقال ترودو في اوتاوا "هذه جريمة قتل بدم بارد والمسؤولية تقع على عاتق الجماعة الارهابية التي احتجزته رهينة".
واضاف ان كندا تعمل مع الفيليبين لمطاردة القتلة وان الجهود تبذل من أجل الافراج عن الرهائن الاخرين.
وفي الفيليبين قالت قوات الامن انها تقيم حواجز تفتيش في انحاء جولو لقطع حركة المسلحين.
وخطف الاربعة في ميناء زوارق قرب مدينة دافاو الرئيسية على بعد اكثر من 500 كلم من جولو، ضمن موجة عمليات خطف قامت بها جماعة ابو سياف، وهي جماعة صغيرة من المسلحين الاسلاميين تقوم منذ اكثر من عقدين بعمليات خطف مقابل فدية.
والمخطوفون الثلاثة الاخرون هم الكندي روبرت هول وصديقته ماريتس فلور ومدير منتجع نروجي هو كيارتان سكينغستاد.
وبعد ستة اسابيع من خطفهم، نشر مسلحو ابو سياف تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للرهائن وهم محتجزون في غابة، وطالبوا بفدية قدرها مليار بيزو (21 مليون دولار) لكل واحد من الاجانب الثلاثة.
وأجبر الرهائن على التوسل لانقاذ حياتهم أمام الكاميرا، واظهرت تسجيلات نشرت في الاشهر التالية الرهائن في حالة واهنة.
وفي احدث التسجيلات قال ريدزدل ان خاطفيه سيقتلونه في 25 نيسان/ابريل ما لم يتم دفع 6,4 مليون دولار.
وبعد ساعات على انقضاء المهلة قالت الشرطة الفيليبينية ان رجلين كانا على دراجة نارية القيا بالرأس بالقرب من مبنى بلدية في جولو، التي تبعد نحو الف كلم عن مانيلا.
وكان ريدزدل، الصحافي السابق والمدير في شركة نفط وهاوي الابحار، انتقل الى الفيليبين بصفة مستشار لمجموعة "تي في آي باسيفيك" الكندية التي تدير منجم ذهب وفضة في الفيليبين.
- تعقب المسلحين - وقال ترودو ان كندا تعمل مع الفيليبين لمطاردة القتلة ومحاكمتهم، وان الجهود تبذل من أجل الافراج عن الرهائن الاخرين.
وفي الفيليبين قالت قوات الامن انها تقيم حواجز تفتيش في انحاء الجزيرة بهدف قطع حركة المسلحين.
وقالت قوات الشرطة والجيش الوطنية في بيان الثلاثاء "لن يكون هناك تراجع في الجهود المكثفة التي تبذلها القوة الخاصة المشتركة على الصعيدين العسكري ولحفظ النظام، من اجل القضاء على هذه العناصر الخارجة عن القانون".
غير ان قوات الامن الفيليبينة سبق ان ادلت بتصريحات مشابهة عدة مرات مهددة جماعة ابو سياف، وغالبا ما فشلت في تحقيق اهدافها.
وفي 9 نيسان/ابريل، قتل 18 جنديا فيليبينيا في معركة استمرت يوما بالكامل ضد جماعة ابو سياف في جزيرة باسيلان المجاورة لجولو، وهي ايضا احد معاقل المتطرفين.
وجماعة ابو سياف جماعة اسلامية انفصالية متطرفة في جنوب الفيليبين حيث يدين غالبية السكان بالكاثوليكية. واودى التمرد بحياة اكثر من 100 ألف شخصا منذ سبعينيات القرن الماضي.
- موجة خطف - تقول السلطات ان المجموعة تحتجز حاليا اكثر من 20 اجنبيا بعد موجة من عمليات الخطف مؤخرا.
وبين الرهان 18 من البحارة الاندونيسيين والماليزيين خطفوا من زوارق قرب جنوب الفيليبين خلال الشهر الماضي.
ويعتقد ان الجماعة المتطرفة تحتجز ايضا هولنديا يهوى مراقبة الطيور خطف في 2012، فيما أفرجت مؤخرا عن كاهن ايطالي بعد 6 أشهر في الاسر.
ويعتقد ان احدى اكبر المكاسب التي حققتها الجماعة كانت في 2014 عندما قالت انها تلقت اكثر من 5 ملايين دولار مقابل الافراج عن زوجين المانيين خطفا من يختهما في جنوب غرب الفيليبين.
واعلن قادة الجماعة مؤخرا الولاء لتنظيم "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق ويشن اعتداءات في اوروبا.
غير ان المحللين يقولون ان جماعة ابو سياف تركز على عمليات الخطف مقابل فدية اكثر منها على شن حرب ايديولوجية.
ونشرت الولايات المتحدة من 2002 الى 2014 قوات خاصة من المستشارين العسكريين لتدريب القوات الفيليبينية مما ساهم في قتل او القاء القبض على العديد من قادة الجماعة.
غير ان الجماعة التي يعتقد انها تضم مئات المسلحين، تمكنت منذ ذلك الحين ان تشكل تهديدا كبيرا.