شهدت جلسة مجلس بلدي المنطقة الشمالية رقم 16 من دور الانعقاد الثاني للدورة البلدية الرابعة أمس الاثنين (25 إبريل/ نيسان 2016)، مداخلات ساخنة من عدد من الأعضاء هاجموا خلالها بالدرجة الأولى وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، بشأن إلغاء مشروعات المحافظة الشمالية ضمن خطة الأعوام 2015 – 2018.

واستعرض المجلس تقريراً مفصلاً أعدته لجنة الخدمات والمرافق العامة بشأن خطة «الأشغال» للأعوام 2015 - 2018 أظهر إلغاء 29 مشروعاً من الخطة المعلنة مسبقاً لتطوير وصيانة الطرق وشئون الصرف الصحي. وذلك بناء على ما تمت مناقشته في اجتماع اللجنة التنسيقية العليا بين المجالس البلدية والوزارات المعنية المنعقد في (24 فبراير/ شباط 2016). حيث كان من المقرر أن تنفذ الوزارة خلال الفترة المذكورة 46 مشروعاً لتطوير وصيانة الطرق، و31 مشروعاً تتعلق بشئون الصرف الصحي.

وشملت المشروعات الملغاة قائمة بطرقات وشوارع رئيسية كانت من المقرر إعادة تأهيل بعضها وتطوير وصيانة أخرى، تمثل خطوطاً حية ومهمة للمنطقة الشمالية. وأوصى المجلس بتزويده بجدول زمني محدد وتحديد أولويات الوزارة في خطة التنفيذ للعام (2015 – 2018).

وأثار الموضوع أعلاه حفيظة عدد من أعضاء المجلس ورئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة عبدالله الدوسري، الذي طرح أمثلة على «تمييز» و«تبايين» تنفيذ المشروعات بين مختلف المحافظات.

وقال الدوسري: «لنتكلم بوضوح، بحسب علمي أن موضوع تطوير جسر وتقاطع الجسرة والجنبية كان مدرجاً للتنفيذ منذ العام 2008، ومازال الموضوع في محله دون تحرك للأسف، ولا يوجد أي تنسيق بين الوزارات»، مضيفاً «مشاريع المحافظة الشمالية معطلة من بين كل المحافظات، فشارع الجنبية على سبيل المثال يستخدمه الآلاف من المواطنين في المحافظة، ويشهد اكتظاظاً نهاراً ومساء من دون حلول سوى التصريحات والوعود المؤجلة والفارغة، ولو كان تقاطع الجسرة والجنبية في المحرق لتم تطويره منذ فترة طويلة، إلا أن تصريحات وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني فارغة ولا يتم تنفيذها».

وتابع «ثلث سكان مملكة البحرين يعيشون في المحافظة الشمالية، ولها مخرجان ومدخلان رئيسيان فقط، الأول شارع الجنبية قدوماً من الجسر العلوي بالقرب من الجسرة، والثاني دوار القدم، وكلاهما لم يعودا يستحملان حجم الضغط المروري يوميّاً، والمواطنون الذين يستخدمون شارع الجنبية يخرجون الى أعمالهم قبل ساعتين كي يصلوا الى أعمالهم في المنامة ومدينة عيسى وغيرهما، وكذلك الحال بالنسبة لدوار القدم».

وزاد الدوسري على قوله: «الوزارة طرحت 46 مشروعا لصيانة وتطوير الطرق في المحافظة الشمالية خلال الأعوام 2015 – 2018، والآن لا يوجد منها إلا 17 مشروعاً فقط، وهذا خير دليل على ما قلته سالفاً، فالمحافظة تحتضر ومؤخرة في كل شيء تحت أعذار واهية لم تعد مقبولة»، مردفاً «أتمنى أن ترد علينا الوزارة بمواعيد تطوير شارع الجنبية وغيرها من الطرقات في المحافظة، فهذا هو الأهم بدلا من التصاريح التي نسمعها بين فترة وأخرى دون نتيجة، فالحال بلغ بالوزارة إلى نشر نفس التصريح شهرياً مع كل شكوى ترد عبر الإذاعة أو الصحافة بشأن شارع الجنبية وتقاطعه مع الجسرة، لذلك اقترح عمل مؤتمر صحافي نخاطب فيه مجلس الوزراء عن حقيقة هذه الأمور».

وختم الدوسري مداخلته: «اذا كانت هناك جدية لدى وزارة الأشغال وشئون البلديات عليها الخروج في وسائل الاعلام وتعرفة المواطنين بالمشروعات كما كان يفعل الوزير عندما كان مدير إدارة قبل أعوام، لأن كل شيء أصبح عائماً حاليّاً بين الوعود فقط دون حقائق فعلية».

وأما نائب رئيس المجلس أحمد الكوهجي، فأثنى على تصريحات الدوسري، وعلق مضيفاً: «شارعا خليفة بن سلمان وعيسى بن سلمان السريعان اللذان يربطان البحرين ويعتبران الشريان الرئيسي، وكذلك شارع البديع وشارع الجنبية لاتزال جميعها على حالها منذ أن تأسيسها، والتصريحات بتطويرها مضى عليها أكثر من 10 أعوام دون نتيجة».

وأضاف الكوهجي: «للأسف جميع دوائر المحافظة الشمالية مهملة، ويتم التركيز فقط على مدينة حمد وكأن بقية قرى ومناطق الشمالية ليس لها وجود».

وتوافق العضو علي الشويخ أيضًا مع تصريحات الأعضاء، وزاد على قولهم: «للأسف ليس هناك أي مشاريع في مناطقنا، ما أستطيع فعله فقط هو دعوة الناس الى المقبرة من أجل تنظيفها»، مضيفاً «خجلنا من توبيخات وانتقادات الناس التي لم يعد لدينا أي تعليق عليها بسبب مرور أعوام على بعض المشروعات دون تنفيذ».