حققت القوات الحكومية اليمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، ومشاركة قوات خاصة سعودية وإماراتية، تقدماً على حساب تنظيم «القاعدة» في جنوب اليمن، ضمن عملية واسعة أدت لطرده من المكلا أحد معاقله ومقتل المئات من عناصره، بحسب التحالف.
والعملية هي الأكبر ضد المتطرفين منذ بدء التحالف في مارس/ آذار 2015 تدخله في اليمن لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. واستغل تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» النزاع لتعزيز نفوذهما.
عدن - أ ف ب
حققت القوات الحكومية اليمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، ومشاركة قوات خاصة سعودية وإماراتية، تقدماً على حساب تنظيم «القاعدة» في جنوب اليمن، ضمن عملية واسعة أدت لطرده من المكلا أحد معاقله ومقتل المئات من عناصره، بحسب التحالف.
والعملية هي الأكبر ضد المتطرفين منذ بدء التحالف في مارس/ آذار 2015 تدخله في اليمن لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. واستغل تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» النزاع لتعزيز نفوذهما.
كما أنها المرة الأولى التي يعلن فيها التحالف مشاركة قوات برية تابعة له في قتال المتطرفين باليمن، علماً أنه سبق لهذه القوات تقديم دعم ميداني مباشر للقوات الحكومية، في المعارك ضد المتمردين الصيف الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن قيادة التحالف «انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، يشارك فيها الجيش اليمني، وعناصر من القوات الخاصة السعودية، والإماراتية».
وأضافت أن العملية التي انطلقت الأحد، «أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم و فرار البقية منهم».
وبحسب التحالف، تأتي العملية «في إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية في اليمن ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأهمها مدينة المكلا والتي تعتبر معقل التنظيم».
ولم يتضح ما إذا كانت واشنطن التي تستهدف منذ أعوام عناصر «القاعدة في اليمن» بطائرات من دون طيار، تقدم أي مساندة لهذه العملية.
إلا أن مسئولاً محلياً أفاد أمس الإثنين (25 أبريل/ نيسان 2016) عن مقتل تسعة من عناصر مفترضين من التنظيم في غارة لطائرة أميركية من دون طيار استهدفت أمس عربتين في محافظة شبوة الواقعة إلى الغرب من المكلا.
وألمحت مجموعة «صوفان» البحثية إلى أن توقيت العملية قد يكون جاء «في أعقاب زيارة «الرئيس الاميركي باراك أوباما إلى الرياض الأسبوع الماضي، والتي تخللها لقاءان منفصلان مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد أبوظبي الأمير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضافة الى قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدثت المجموعة عن تغيير في «الأولويات الاستراتيجية» جراء هذه الزيارة ومباحثات السلام اليمنية الجارية في الكويت، والتركيز على التهديد الذي يمثله تنظيم «القاعدة في اليمن»، والذي تعده واشنطن أخطر فروع التنظيم.
وكانت القوات اليمنية تمكنت الأحد، بدعم من ضربات جوية للتحالف، من استعادة مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت (جنوب شرق)، والتي سيطر عليها تنظيم «القاعدة» في أبريل 2015.
وأفاد مسئول عسكري يمني الأحد «دخلنا وسط المدينة ولم نصادف مقاومة من مقاتلي القاعدة الذين انسحبوا غرباً» في اتجاه صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة، موضحاً أن سكان المكلا المقدر عددهم بمئتي ألف طلبوا من المتطرفين تجنيب المدينة دمار المعارك.
كما استعادت القوات المهاجمة مطار الريان في المكلا، ومعسكراً للقاعدة قرب المدينة، وميناء الضبا النفطي شرق حضرموت.
ملاحقة المتطرفين «في جميع المدن»
وأكد التحالف في بيانه استمراره «في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في جميع المدن اليمنية وهزيمتها وحرمانها من الملاذ الآمن حتى إعادة الامن والاستقرار للمنطقة».
وكان سبعة جنود يمنيين قتلوا الأحد وجرح 14 في تفجير سيارة مفخخة نسب إلى «القاعدة»، استهدف رتلاً عسكرياً عند مدخل مدينة زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، والتي تعتبر أيضاً معقلاً للمتطرفين.
وأوضح مصدر عسكري أن القوات الحكومية انسحبت بعد ذلك من زنجبار بعدما دخلتها مساء السبت، بعد معلومات «عن اعتداءات أخرى بسيارات مفخخة يعد لها تنظيم القاعدة ضد قواتنا».
وتأتي هذه التطورات الميدانية مع تواصل مباحثات السلام بين الحكومة والمتمردين في الكويت برعاية الأمم المتحدة، وسط تباينات «كبيرة».
و أعلن موفد الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس (الإثنين) عن ارتياحه «للتحسن الملحوظ» في تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن، تزامناً مع مباحثات السلام المتواصلة برعاية المنظمة الدولية في الكويت.
ويأتي ذلك غداة إعلان الموفد الأممي وجود «فروقات كبيرة» بين وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، ووفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حول نقاط بحث عدة أهمها تثبيت وقف النار.
وقال الموفد الدولي في بيان «تفيد التقارير الواردة عن تحسن ملحوظ والتزام الأطراف بوقف الأعمال القتالية. إن لجنة التهدئة والتواصل تبذل جهوداً جبارة مع اللجان المحلية من أجل ضمان سلامة وأمن اليمنيين».
وأوضح البيان أن ولد الشيخ أحمد بدأ «سلسلة مشاورات مع رؤساء الوفود تطرقت إلى مواضيع أساسية تتعلق بمضمون الإطار العام الذي تقترحه الأمم المتحدة والذي يوضح هيكلية وإطار العمل في الأيام القليلة المقبلة».
العدد 4980 - الإثنين 25 أبريل 2016م الموافق 18 رجب 1437هـ