أكد رؤساء تحرير الصحف المحلية أهمية الزيارة التي سيقوم بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجمهورية مصر العربية يوم غدٍ الثلثاء (26 إبريل/ نيسان 2016)، في ظل تحديات كبيرة ومتغيرات جيوسياسية دخلت بالمنطقة مرحلة جديدة في تاريخها، وأشاروا إلى أن زيارة صاحب الجلالة لمصر تأتي لتضيف زخما جديدا في مسار العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، فيما تمتد هذه الزيارة إلى أبعاد تتجاوز إطار العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى الأطر العربية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس تحرير صحيفة "أخبار الخليج" أنور عبدالرحمن أن زيارة جلالة الملك لجمهورية مصر العربية الشقيقة ولقاءه أخاه الرئيس عبدالفتاح السيسي تحظى بأهمية فائقة في ضوء الظروف العصيبة التي تعيشها أمتنا العربية في الوقت الراهن، ويمكن القول إن أكبر مهمة أمام الملوك والرؤساء والزعماء العرب في هذه المرحلة الفاصلة هي ايلاء الاهتمام الأكبر لقضايا المصير العربي في ضوء الأحداث والتحولات الخطيرة التي واجهتها الأمة العربية خلال السنوات العشر الأخيرة وخاصة في ضوء تداعيات ما أطلق عليه أحداث "الربيع العربي".
وأضاف عبدالرحمن "لذلك نحن نعلق آمالاً كباراً على زيارة جلالة الملك لمصر الشقيقة لتكون نتائجها ركيزة أساسية في تحقيق تطلعات شعوبنا العربية نحو العمل الجادّ لتحقيق طموحات (الاتحاد العربي) أو بناء الوحدة العربية الكبرى. وما نقصده هنا تحديداً أننا نتطلع إلى أن تكون هناك جهود جادة للتركيز على كيفية إقامة قاعدة اقتصادية عربية قوية تنبثق من إنجاح مشروع السوق العربية المشتركة".
وقال إن الحقيقة الكبرى التي تؤكدها معطيات عصر التكتلات الاقتصادية الكبرى الذي نعيش فيه في عالم اليوم أنه من دون الاتجاه بقوة وبالعمل الجاد إلى ربط مصالح الدول العربية اقتصاديًّا بعضها ببعض في إطار خطة شاملة لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي الحقيقي في جميع المجالات زراعيّاً وصناعيّاً وسياحيّاً... إلخ، بحيث ينعكس ذلك ايجابيًّا على حياة كل إنسان عربي، فمن دون ذلك لن يكون لمعاني الوحدة والتكامل أي تأثير أو وجود في الواقع العربي، كما أن ذلك هو المعيار الحقيقي لتفاعل الشعوب العربية مع هذه المشاريع التكاملية.
وأوضح عبدالرحمن "لهذا، نتطلع إلى أن تكون نتائج زيارة جلالة الملك لمصر الشقيقة تصب في هذا الاتجاه العروبي البناء، فضلاً عن تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين الشعبين الشقيقين والتي تمتد جذورها إلى سنوات وعقود طويلة، حيث جسدت هذه العلاقات دوماً نموذجاً للتلاحم الأخوي العربي".
وعلى الصعيد ذاته أكد رئيس تحرير صحيفة "الأيام" عيسى الشايجي أن "العلاقات البحرينية المصرية بقيادة عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هي علاقات تزداد يوما بعد آخر رسوخا ومتانة، وتسير بثقة نحو المستقبل، وأن هذه العلاقات بين البلدين هي علاقات أخوة عريقة، وتميزت على الدوام بالهدوء والتفاهم نتيجة السياسات المتوازنة والحكيمة التي انتهجتها القيادتان وتوطدت بين الشعبين الشقيقين.
وأشار الشايجي إلى أن "زيارة صاحب الجلالة (حفظه الله ورعاه) لمصر تأتي لتضيف زخماً جديداً في مسار العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، فيما تمتد هذه الزيارة إلى أبعاد تتجاوز اطار العلاقات بين البلدين الشقيقين الى الأطر العربية والدولية"، موضحًا أن "السياسات البحرينية المصرية تتجانس كثيرا في الشأن العربي والدولي، وخاصة ما يتعلق منها بمواجهة الارهاب والتطرف، والرؤى بين البلدين تتوحد إزاء مجمل القضايا العربية والدولية؛ وذلك تعزيزاً للأمن والاستقرار والسلام في عالم يموج بالتحديات والمتغيرات".
وأضاف رئيس تحرير صحيفة "الأيام" لاشك أن لقاء جلالة الملك وأخيه الرئيس المصري سيكون لقاء أخويّاً حميماً وذلك لما يميز العلاقات البحرينية المصرية من تفاهم مشترك في شتى المواضيع التي سيتم التطرق اليها سواء على الصعيد الثنائي او المسائل العربية والدولية، وتكتسب زيارة جلالة الملك المفدى اهمية مضاعفة نظرا الىالتطورات الخطيرة وغير المسبوقة التي تشهدها ساحتنا العربية والتي تدعونا الى مزيد من تعزيز التلاحم والتكاتف، إن مصر هي مركز ثقل رئيسي في نصرة قضايانا العربية والاسلامية، ولذلك فإننا على ثقة كبيرة بالنتائج الايجابية التي سيخرج بها هذا اللقاء التاريخي، وهو لقاء خير وبركة دائمًا ولقاء المحبة والأخوة الصادقة.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "الوسط" منصور الجمري ان "العلاقات المصرية البحرينية علاقات تاريخية وعريقة وتقف على أرض صلبة ثابتة، لم تغيرها المتغيرات التي تعصف بالمنطقة بين الحين والآخر"، مضيفا "ان زيارة ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة (حفظه الله ورعاه) للشقيقة جمهورية مصر العربية، في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة تكتسب أهمية خاصة، وتؤكد أهمية المشورة العربية العربية التي يمكن من خلالها التغلب على الكثير من التحديات التي تكبح جماح الطموح العربي في تغيير هذا الواقع السياسي المعقد، الذي يستنزف مقدرات وثروات الوطن العربي، ويعطل جهوده في التنمية".
وعن العلاقات بين البلدين أوضح الجمري "الروابط بين البحرين والشقيقة مصر، ليست منحصرة في العلاقات السياسية بل تمتد، وتنطلق نحو فضاء أرحب اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وكل تلك العلاقات متوجة بعلاقات سياسية متينة، ثابتة، على الصعيد التعليمي فإننا عندما نتحدث في البحرين عن مصر، فأول ما نطرق هو الدور الذي لعبته مصر في تشييد التعليم في البحرين، فلا يكاد بحريني لم يتلق تعليمه على أيدي الأشقاء المصريين، الذي كانوا جنبا إلى جنب مع الكوادر الوطنية في صوغ مرحلة جديدة في البحرين مع بداية القرن العشرين".
وأشار رئيس تحرير صحيفة "الوسط" إلى أن المصاعب السياسية والاقتصادية، ولاسيما بعد انهيار أسعار النفط، تجعل مثل هذه الزيارات المتبادلة بين القيادات السياسية للبلدين، مهمة من أجل تحديد الخطوات الاستراتيجية وتفحص الخيارات في شتى المجالات.
أما رئيس تحرير صحيفة "البلاد" رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي فقد أكد أن "زيارات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة (حفظه الله ورعاه) تحمل في طياتها دائمًا وأبدًا بشائر الخير الوفير وتنطلق من حرص جلالته على المسارعة إلى كل ما من شأنه الرقي بمسيرة التنمية والبناء في المملكة على مختلف الأصعدة، كما تعبر عن إرادة ملكية راسخة بأهمية التطوير والارتقاء الدائمين بعلاقات المملكة الخارجية مع كافة الاشقاء والاصدقاء".
وأضاف "لا شك في أن زيارة عاهل البلاد المفدى الحالية لجمهورية مصر العربية لها قيمة خاصة وتحمل دلالات استراتيجية كبيرة وخاصة بالنظر إلى الزمان والسياق الذي تتم فيه هذه الزيارة المباركة، حيث تأتي بعد ان أكملت مصر خارطة الطريق بانتخاب مجلس النواب الذي يمارس مهامه حاليًا كسلطة تشريعية فاعلة في البلاد، وفي ظل دعم ملموس من عاهل البلاد المفدى الذي يعد من أكثر القادة دعماً لمصر، وهو الأمر الذي يعبر عن نفسه في العديد من المواقف، والتصريحات، وفي مشاركة جلالته في مناسبات كثيرة تمثل محطات مهمة خلال تلك المرحلة، ومن بينها الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، وفي مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وفي مؤتمر القمة العربية".
وقال المردي "إن زيارة عاهل البلاد لمصر تعكس المكانة الرفيعة التي يحظى بها جلالته على الصعيدين الشعبي والرسمي بجمهورية مصر العربية وتؤكد أن العلاقات الأخوية والتاريخية الوثيقة بين البلدين تسير إلى الأمام بخطوات متسارعة وعلى الأصعدة كافة وأن هناك إيماناً مشتركاً بالمنافع والمكاسب المتحققة للبلدين وتوافر إرادة أكيدة لتعزيز هذه المكاسب عبر تمتين كافة أطر التنسيق بينهما".
فالعلاقات بين البحرين و مصر تظل نموذجاً للعلاقات المتطورة باستمرار؛لأنها تقوم على مقومات ثابتة تدفعها قدماً إلى الأمام، ومن أهمها: الإدراك المتبادل بأهمية وقيمة هذه العلاقات، والمصالح المشتركة بينهما، والتوافق في الرؤى والمواقف إزاء مختلف القضايا.
وبيّن المردي "أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تتزامن مع تعرض المنطقة لتحديات كبيرة بسبب ما تمر به عدد من الدول العربية من اضطرابات وما تواجهه من أزمات، وهو ما يفرض أعلى مستويات التعاون والتنسيق بينها من أجل معالجة مختلف المشكلات المعقدة التي تغرق فيها بعض الدول وتحتاج إلى تضامن عربي قوي ينتشلها من الغرق ويعيدها إلى ركب التقدم والتنمية والاستقرار ضمن منظومة عربية موحدة وآمنة".
فيما قال رئيس تحرير صحيفة "الوطن" يوسف البنخليل إن "زيارة جلالة الملك المفدى (حفظه الله) إلى جمهورية مصر العربية زيارة استثنائية في وقت استثنائي مع تحديات استثنائية لعقد قمة مهمة لقائدين عربيين استثنائيين، إذ تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة فوضى مستقرة، وصراعات إقليمية معقدة، وتدخلات دولية واسعة تتطلب عملاً عربيّاً عربيّاً غير تقليدي، لذلك نشهد حراكاً دبلوماسيّاً غير مسبوق من القادة العرب مؤخراً من أجل الحد من تداعيات ظروف المنطقة وصراعاتها".
وأضاف البنخليل "هناك إدراك تام وواضح من جلالة الملك والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمتغيرات المنطقة، والقمة المقبلة تأكيد للدور القومي المسئول للبحرين ومصر، وهي مسئولية تضطلع بها قيادة البلدين بكل حكمة واقتدار".
ولفت إلى أن العلاقات البحرينية المصرية من الصعب اختزالها في كلمات وأرقام؛ لأنها علاقات تاريخية تؤطرها الهوية العربية والإسلامية المشتركة التي تربط البلدين. وأثبتت وقائع التاريخ حاجة البحرين لمصر، وحاجة مصر للبحرين فهما عمقٌ واحد مصيره مشترك في إقليم يمتد من الخليج إلى المحيط".
وأوضح أن "زيارة جلالة الملك المفدى تجديد لالتزام البلدين تجاه بعضهما بعضاً سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً. وهي تقدير كبير من العاهل المفدى للرئيس المصري وشعب مصر العزيز، وتعكس مكانة القاهرة لدى العاهل وجميع البحرينيين، نتوقع فعلاً أن تكون الزيارة الملكية للقاهرة زيارة استراتيجية تستكمل عدداً من الملفات المشتركة في مختلف المجالات، وهي بلاشك امتداد لقمة دعم مصر التي استضافتها مدينة شرم الشيخ الربيع الماضي".
من جانبه أشاد القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين (بنا) مهند سليمان النعيمي بالزيارة الملكية السامية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك المفدى لجمهورية مصر العربية على رأس وفد عالي المستوى، استمرارا لتوطيد العلاقات الأزلية بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أن الزيارة تأتي في ظل تحديات كبيرة ومتغيرات جيوسياسية دخلت بالمنطقة مرحلة جديدة في تاريخها الطويل وخاصة بعد عاصفة الحسم لإعادة الشرعية في اليمن، والبروز القوي للتحالف الإسلامي العسكري الذي فرض نفسه بقوة على التحالفات الاستراتيجية في هذه المنطقة من العالم، وان كلاًّ من مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية شريكان في هذا التحالف، الأمر الذي يستدعي التواصل والمزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهما.
وقال القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين "إن زيارة جلالة الملك المفدى تأتي بعد الزيارة التاريخية لجمهورية مصر العربية التي أكد من خلالها الدور المحوري لمصر وثقلها الاقليمي في تشكيل قوة المنطقة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ودورها الكبير في ترسيخ مفهوم الأمن والاستقرار باعتبار موقعها الاستراتيجي.
ولفت في ذلك مهند النعيمي إلى أن مشروع جسر الملك سلمان الذي تم الاعلان عنه في زيارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة مؤخرا يعزز من مكانة البحرين الاقتصادية باعتبارها بوابة اقتصادية وتجارية من الناحية الشرقية لدول مجلس التعاون الخليجي الرابط كحلقة وصل بين المنطقة العربية والقارة الافريقية والمحيط الآسيوي والعالمي.
وأوضح أن من المتوقع أن تشهد زيارة جلالة الملك المفدى لجمهورية مصر العربية الشقيقة الكثير من النتائج الايجابية وفي المجالات كافة وبشكل خاص المجال الاقتصادي والتجاري الذي سيزيد من حجم التبادلات التجارية بين البلدين، ولا ننسى ان هناك علاقات متجذرة بين البلدين في مجالات التعاون الثقافي والفني والاكاديمي والقانوني والتي ستشملها الزيارة بالاهتمام.