شهد المقهى الثقافي، الذي يقام على هامش فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الثامنة، أمس، عقد ندوتين، الأولى بعنوان "كتاب الأطفال وعصر العولمة"، قدمتها الكاتبة الجزائرية جميلة يحياوي، والثانية بعنوان "موسوعات الأطفال .. ضرورتها وواقعها" قدمتها القاصة السورية نبيلة علي، حيث ناقشت كلا الندوتين قدرة الكتاب على مواجهة ما أحدثته العولمة التي أذابت الحدود بين البشر، فيما سلطت الثانية الضوء على أهمية الموسوعات في توفير المعرفة للطفل.
الكاتبة الجزائرية جميلة يحياوي، قالت خلال مداخلتها في ندوة "كتاب الأطفال وعصر العولمة: "الطفل هو أهم شريحة في المجتمع، وهي تعد الأكثر دقة وهشاشة في الوقت نفسه، وبالتالي فعلينا أن نهتم بها كثيراَ، وأن نقدم لها كل ما تحتاجه، وأن نكفل لها حقوقها. وأكدت أن كثير من الأمور تتداخل لتكون شخصية الطفل بدءا من الوالدين وانتهاء بالمجتمع، وأضافت: "علينا أن ندرك بأن الطفل يبدأ بالتعلم منذ ولادته، لذا فعلينا أن نقدم له ما يحتاجه من معلومات التي تتناسب مع مرحلته العمرية، ولذلك فأدب الطفل مقسم بحسب الفئات العمرية، لأن لكل فئة احتياجاتها، وكل ما يقدم لها تخزنه في ذاكرتها، وبناءً على ذلك يتم تحديد شخصية الطفل المستقبلية".
وأكدت جميلة أن الطفل لا يكترث بأي شيء لا يثري معرفته. وقالت: "بناءً على ذلك علينا أن نعمل على منح الطفل كل ما يحتاجه من معلومات، وعلى الوالدين أن يخصصا له وقتاً طويلاً لمنحه المعرفة، لأنه في حالة تجاوزه لهذه المرحلة من دون حصوله على جرعته من المعرفة، فسنكون قد ظلمناه، وربما ينشأ ببعض النقائص التي لا يمكن تعويضها مستقبلاً". ونوهت جميلة إلى أن العولمة لعبت دوراً في فتح أفاق المعرفة أمام الطفل، وقدمتها له بوسائل غير تقليديه تختلف عن الكتاب، مشيرة إلى أن الفضائيات والانترنت أصبحت مصدراً مهماً يستقي منها الأطفال معرفتهم، ودعت إلى ضرورة أن يقوم الوالدين بمراقبة كل ما يأتي من هذه المعرفة، لضمان حصول الطفل على المعرفة الإيجابي، قائلة أن "الطفولة هي مرحلة بناء الإنسان ثقافياً، والاهتمام بنموه المعرفي لا يقل أهمية عن الاهتمام بنموه الجسدي". وأضافت: "العولمة بكل وسائلها لم تلغ الكتاب، فهو لا يزال من أهم الوسائل التي يتم الاعتماد عليها، وليبقى كذلك يجب أن يتم تطوير الكتاب بطريقة تجاري متطلبات الطفل الحالية التي تتوائم مع إفرازات العصر".
أما في ندوة "موسوعات الأطفال .. ضرورتها وواقعها"، فقد سلطت فيها القاصة نبيله علي الضوء على ما تمثله الموسوعات الشاملة والمتخصصة من كنوز بالنسبة للطفل، كما ألقت الضوء على طبيعة هذه الموسوعات في العالم العربي، حيث قالت: "الموسوعة هي توثيق وجمع للثقافة الإنسانية، وتكمن أهميتها في أنها تشكل مصدراً لتوفير المعلومات الأولية، ومع ظهور الانترنت فقد كثر ظهور الموسوعات ومن أبرزها "انترميديا" و"ويكيبيديا". وذكرت نبيلة أن للموسوعات ايجابيات عدة تقابلها مجموعة من السلبيات، فمن ايجابياتها أنها توفر للباحث مراجع غالية الثمن، بشكل مجاني، كما يمكن الاحتفاظ بها وبما توفره من معلومات وبالتالي تبادلها مع الآخرين.
أما السلبيات التي تتوفر في الموسوعات الإلكترونية تكمن في إمكانية الدخول في مواضيع فرعية قد لا تكون لها علاقة بالموضوع الرئيسي وبالتالي إضاعة الوقت، إلى جانب ذلك عدم وجود مراجع واضحة فيها للتأكد من صحة المعلومات، فضلاً عن كونها مفتوحة أمام الجميع للمشاركة في وضع المعلومة، الأمر الذي أصبحت تحتاج فيه إلى إعادة صياغة وترتيب.
كما أشارت نبيلة إلى افتقار العالم العربي إلى موسوعة قانونية، تعلم الطفل القوانين وتعرفه على حقوقه وتعلمه المواطنه الصحيحه وتكسبه الأخلاق. وقالت: "نحن بحاجة لوجود موسوعة تعلم الطفل ثقافة التعامل مع الأشياء واحترامها، والتعامل مع الآخر، بحيث نضمن من خلال ذلك بناء أطفال المستقبل". داعية إلى ضرورة ايجاد هيئة تتابع ما ينشر في الموسوعات الالكترونية، لضمان خلوها من المعلومات الخاطئة.