اعتمدت «اليونيسكو» منذ العام 1995، يوم 23 أبريل للاحتفال سنوياً باليوم العالمي للقراءة، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وهي المناسبة التي اعتمدتها «الوسط» لتنظيم معرضٍ للكتاب المستخدم، ليكون متاحاً للجميع، ويكون ريعه للمؤسسات الخيرية.
المعرض ليس مألوفاً في دولنا الخليجية، ولكنه معتادٌٌ في الدول الأخرى، العربية والأجنبية، وتجربة الأعوام الأربعة الأخيرة تدل على مدى تقبل المجتمع للأفكار غير المألوفة محلياً، من حيث الإقبال، الذي لم يقتصر على المواطنين، بل شمل المقيمين أيضاً وبعض الزوار الخليجيين.
من المؤشرات المهمة، أن جزءًا مهماً من الزوار هم من الجامعيين، القدامى والجدد. فالقدامى ممن أدمنوا القراءة، خصوصاً من درسوا في جامعات الدول العربية، اعتادوا على مثل هذه المعارض وشكّلت أجواؤها جزءًا من ذكريات شبابهم. أما الجامعيون الجدد، شباباً وشاباتٍ، فمنهم من يبحث عن كتب دراسية، أو أدبية وسواها، ويجدونها في متناولهم، ما يعطي مؤشراً على أن القراءة لا تزال بخير. وقد شاهدنا الإقبال الكبير أيضاً على معرض البحرين الدولي الـ17 للكتاب قبل ثلاثة أسابيع، والذي استمر حتى الليلة الأخيرة.
في مثل هذه المعارض تلتقي زملاء دراسة وعمل واهتمامات، وتلتقي قراءً من أعمار وشرائح مختلفة. أحد الرسّامين الشباب كان يحمل مجموعة كتبٍ اختارها، من بينها كتاب «الولد الشقي» لمحمود السعدني، الكاتب المصري الساخر، الذي كان يقول إنه سُجن في حياته ثلاث مرات، مرةً لأنه ضد الحكومة، ومرةً لأنه مع الحكومة، ومرةً لأنه لم يكن معها ولا ضدها! الشاب اقتناه لأنه ورد في مقالٍ سابقٍ، فما يكتبه الكاتب من قضايا هادفة، جادةً أو ساخرةً، لا تذهب سدى أو تتبخر في الهواء.
يؤكد ذلك، إنه في مساء اليوم نفسه، وفي ختام حفل افتتاح أسبوع الأصم العربي الـ41، الذي تنظمه سنوياً «جمعية الصم البحرينية»، التقيت شاباً يعمل في مجال الترجمة، وبعد دردشةٍ سريعةٍ، ذكر إشارةً لغويةً أوردتُها في مقالٍ سابق، عن ترجمة عنوان رواية «البؤساء» لفيكتور هوغو، والأصح «البائسون» كما يقول اللغويون. فكل قارئ يلتقط من الكتابات ما يتماشى مع اهتماماته ويمس أوتاراً خاصةً لديه، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو فنية أو رياضية. وكان لديه أيضاً بعض الانتقادات والملاحظات اللغوية على الأداء الصحافي على «الأونلاين».
رغم هذه الاحتفاليات والظواهر التفاعلية المشجّعة، إلا أنه يجب الاعتراف بأن الكتاب لم يعد في عصره الذهبي، فنحن ما نزال الأمة الأقل اهتماماً بالقراءة، بمعدلٍ لا يزيد عن ربع صفحةٍ سنوياً، وبمقياس الوقت: بضع دقائق في العام للفرد، بينما تقاس الشعوب الأخرى بالساعات والأيام، وبعشرات الكتب كل عام. فهناك كتابٌ واحدٌ لكل 12 ألف مواطن عربي، مقابل كتابٍ لكل 500 مواطن انجليزي، ولكل 900 ألماني. والمحزن أن كثيرين من العاملين في وسائل الإعلام، الإذاعة والتلفزيون والصحف، لا يقرأون، فماذا يمكن أن تنتج مثل هذه الوسائل من معرفةٍ أو ثقافةٍ للجمهور؟ بل وهل يحق لي أن أكتب إذا لم أكن أقرأ كل يوم؟
لقد أطاحت الأجهزة الحديثة بالكتاب من عرشه، ولكن هذه الوسائل الجديدة لا تقدّم بديلاً يسدّ مقام الكتاب، خصوصاً أن 46 في المئة من متصفّحي الانترنت العرب كان دافعهم الترفيه، حسب إحصاء قديم يعود للعام 2007، والمؤكد أنه لو أعيد الإحصاء اليوم لاكتشفنا أن ضعف ذلك الرقم من مستخدمي الانترنت يكون دافعهم الخلافات السياسية والتناحرات الطائفية والخلافات المذهبية التي تعيدنا إلى الوراء ألف عام.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ
هذا هو الواقع آلاف وآلاف، ادخل النت وشوف تويتر ضعف ذلك الرقم من مستخدمي الانترنت يكون دافعهم الخلافات السياسية والتناحرات الطائفية والخلافات المذهبية التي تعيدنا إلى الوراء ألف عام.
لله ذرك يا ابى ذر قال أن مشكلة الناس في قلوبها ولسانها. فلسن حال شخص ما لا يقاس بأقواله وإنما بفعاله. قول مع فعل . أن يقول الناس ما لا يفعلون لا تبين ولا توضح إلّا ما لا يرى أي أنهم لا يفعلون ما يقولون. اما العبادة اليوم أي الذهاب للمسجد والسفر غلى الحج والعمرة فلا يصح القول على انها عبادة في اقرب إلى العادة منه إلى العبادة. فالعرب اليوم لا يمكن أن يقال عليهم إلّا أعراب. وهنا المعنى يختلف تماما. فالشعوب ومنها من يقطن أي يسكن ويأكل ويشرب ونتج ما يفيدغيره ويعود عليه بالفائده.فما الفائدة؟
بين أمية القراءة وأمية الفهم وألإدراك والوعي لدى بعض الناس.
فيقال النبي الأمي البشير النذير كان مدينة العلم إلّا أن علي إبن أبي طالب كان باب مدينة علم النبي الأمي. فهل النبي محمد عليه وعلى آله المصطفين الخيار وعلى ذريته المنتجبين الأبرار كان لا يجيد لا القراءة ولا الكتابة؟؟؟
هذه كارثة
ما نزال الأمة الأقل اهتماماً بالقراءة، بمعدلٍ لا يزيد عن ربع صفحةٍ سنوياً، وبمقياس الوقت: بضع دقائق في العام للفرد، بينما تقاس الشعوب الأخرى بالساعات والأيام، وبعشرات الكتب كل عام