تفاجأ جماهير سباق الحمير في منطقة بر سار بطائر الكرسوع البحري يحوم قرب الجماهير ويصدر أصواتاً مزعجة، وبين الحين والحين ينزل بصورة مباشرة عليهم بغرض الهجوم وإخافتهم لإبعادهم عن المنطقة.

وقال مهدي أبوإدريس؛ أحد الجماهير الحاضرة، لـ «الوسط» إنهم عرفوا من تصرفات الطائر الغريبة أنه يريد إبعادهم عن المكان وأنه ربما يملك عشاً قريباً منهم. وأضاف «استمر هذا الوضع قرابة الساعة وكان الأمر مزعجاً بسبب الأصوات التي يصدرها، فبدأت بالبحث عن موقع العش لأسكت الطائر وكلما اقتربت من موقع معين كان يجن جنونه ويحاول الهجوم عليّ حتى استطعت الوصول لمكان وجود صغاره».

وأشار إلى أن الصغار كانت ثلاثة في حفرة مغمورة بالماء وأن أحدها كان ميتاً. موضحاً «حملتهما فأتت أمهما قربي وهي تصرخ بصوت مزعج. لم أعرف ماذا أفعل لأعطيها صغيريها. مددت يدي لها في البداية وبها الصغيران فكانت تقترب وتبتعد خوفاً من المتجمهرين، فجاءتني فكرة أن أرسل لها صغيريها في موقع بعيد عن الجمهور».

وواصل أبوإدريس «أخذت الصغيرين لمكان بعيد عن الجمهور وكانت أمهما تلحق ورائي، وأنزلتهما لها وابتعدت وبقيت أراقبها عن بعد. كانت تتعمد ألا تذهب لهما كي لا يتبعها أحد ويجد صغيريها. وبقت تراقب المكان وكلما اقترب أحد كانت تطير حوله وهي تصرخ لتشتت انتباهه عن الصغيرين. وظلت هكذا حتى انتهى السباق وانصرفنا».

من جهته، قال الراصد وخبير الطيور العماني، هيثم الشنفري، الذي يتواجد في البحرين للمشاركة في معرض «الوسط» للحياة الفطرية، إن طائر الكرسوع يتواجد في المناطق التي يتواجد فيها الماء ويتعمد بناء عشه قرب الماء ولأن الحفرة التي وجد بها صغار هذا الطائر كانت مغمورة بالماء فإنها تعتبر بيئة طبيعية لها. مضيفاً أن إبعاد الصغار عن البيئة الطبيعية لها من قبل المتجمهرين هو بدافع حمايتها بحسب اعتقادهم لكن ما فعلوه هو أمر خاطئ وقد يعرض الصغار للموت ولو تركوها في موقعها وتحملوا إزعاج أمها لكان أفضل.