العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ

مقتل 27 شخصاً في قصف للجيش السوري... والهدنة تترنح

سكان وأفراد الدفاع المدني يعاينون أحد الأماكن بعد تعرضه لغارة جوية في حلب - REUTERS
سكان وأفراد الدفاع المدني يعاينون أحد الأماكن بعد تعرضه لغارة جوية في حلب - REUTERS

قتل 27 مدنياً أمس السبت (23 أبريل/ نيسان 2016) في قصف لقوات النظام على مناطق عدة واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في سورية ما يجعل اتفاق الهدنة المعمول به منذ نحو شهرين يترنح على وقع هذا التدهور الميداني الجديد.

واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن أن الانتهاكات من جانب قوات النظام والفصائل المقاتلة على حد سواء تعني أن الهدنة المعمول بها منذ 27 فبراير/ شباط «انتهت».

وفي مدينة حلب وفي اليوم الثاني من غارات مكثفة للجيش، قتل «12 مدنياً» في قصف جوي طال حي طريق الباب في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر في الدفاع المدني وكالة «فرانس برس».

وأظهرت صور فيديو التقطها مراسل «فرانس برس» حجم الدمار الذي لحق بحي طريق الباب حيث بدت واجهات أبنية مدمرة بالكامل، وحيث عملت فرق الدفاع المدني على إجلاء السكان والجرحى وبينهم أطفال.

وقال محمد مشهدي (42 عاماً)، أحد أفراد الدفاع المدني في حلب، «أعتقد أن الهدنة انتهت مع أول قذيفة سقطت على المدينة».

وأضاف «النظام يكثف من غاراته الجوية التي أصبحت يومية وبمعدل 20 غارة تقريباً». واعتبر أن «النظام لا يفهم لغة المفاوضات السياسية، إنما كل ما يتقنه هو القصف والقتل والتدمير فقط».

واستهدفت الفصائل المقاتلة بدورها بالقذائف الجزء الغربي من المدينة.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «ثلاثة شهداء ارتقوا وأصيب 17 شخصاً بجروح متفاوتة جراء استهداف إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات المسلحة المنضوية تحت زعامتها الأحياء السكنية في مدينة حلب».

وعلى جبهة أخرى، قتل، بحسب المرصد السوري، «13 شخصاً بينهم طفلان وأصيب 22 آخرون جراء قصف مدفعي لقوات النظام» في حصيلة هي الأكبر منذ بدء الهدنة في مدينة دوما، معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية لدمشق والمحاصرة منذ العام 2013.

وتحدث المرصد عن اشتباكات بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام في محيط بلدة بالا في الغوطة الشرقية.

وبحسب «سانا»، «استشهد طفل وأصيبت امرأة بجروح جراء اعتداء إرهابي بقذيفة هاون على مخيم الوافدين السكني في ريف دمشق».

كذلك، قتل شخصان في قصف جوي استهدف مدينة تلبيسة، أحد معقلي الفصائل المقاتلة، في ريف حمص (وسط) الشمالي، بحسب المرصد. وتدور منذ منتصف ليل الجمعة اشتباكات بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام السوري في محيط المدينة.

وقال عبد الرحمن «الهدنة انتهت، فهناك غارات واشتباكات على جبهات عدة من حلب إلى دمشق».

وأوضح «منذ بدء الهدنة كنت أجهز يومياً قائمة بالانتهاكات، أما اليوم فقد توقفت بسبب تزايد عدد الخروقات».

وأضاف «هذا ليس خرقاً، هذه حرب».

وتأتي تلك التطورات غداة إعراب الرئيس الأميركي، باراك أوباما الذي تضغط بلاده من أجل إنجاح الهدنة والمفاوضات السياسية على حد سواء، عن «قلقه الشديد» إزاء احتمال انهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية.

وفي جنيف، حيث تواجه المفاوضات غير المباشرة رغم استمرارها مأزقاً، اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا الجمعة أن «خطراً شديداً» يحيط باتفاق الهدنة.

وتستمر هذه المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة حتى الأربعاء رغم تعليق وفد المعارضة الأساسي مشاركته فيها.

ولم يبق في جنيف سوى وفد الحكومة السوري ووفد من المعارضة المقربة من موسكو وشخصيات ممثلة لمؤتمر القاهرة ووفد آخر من معارضة الداخل، ووفد تقني تابعة للهيئة العليا للمفاوضات.

وفي ظل وضع ميداني وسياسي معقد، تشهد مدينة القامشلي في شمال شرق سورية توتراً أمنياً حيث تسري هدنة تم الاتفاق عليها الجمعة بعد اشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام السوري ومقاتلين أكراد.

وعقد مسئولون في الحكومة السورية وأكراد أمس اجتماعاً ثانياً لمواصلة محادثات بشأن الهدنة تركزت، وفق مصدر أمني، على «تبادل المقاتلين الأسرى من الجانبين وإعادة النقاط التابعة للحكومة التي تقدمت فيها القوات الكردية».

العدد 4978 - السبت 23 أبريل 2016م الموافق 16 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:12 ص

      كل شيء وارد

      الهدنة ليست إلا لعبة اخترعها من يتبجح بالديمقراطية، أما الميدان فإن له رأي آخر

اقرأ ايضاً