العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

قصة قصيرة... "جشع"

قصة قصيرة - لطيفة راشد حمد موسى الميل 

تحديث: 12 مايو 2017

أنا لست إنساناً مثلكم!... نعم... بلا دهشة... فأنا منعدم الضمير... شخص ظالم مستبد انتصرت عليه نشوته في حب المال واستحوذت عليه... أنا بائس... ضحيت بأعز ما أملك في سبيل أنانيتي!

أثناء خوضي في صراع مع كياني باغتتني ورقة طائرة  وجثمت على صدري... رمقتها فغرقت في نوبة بكاء..انهارت السيول على خدي... أصبحت مقلتي ملاذاً للون الأحمر... فقد حملت الورقة صورة لي مع أخي بسام... هذه الصورة ذكرتني  بفاحشتي التي ارتكبتها في حقه.

في ذلك اليوم كنا مجتمعين على مائدة العشاء أنا وأمي وأبي وأخي بسام... كنا عائلة متعاونة تسودها المحبة... وفي ذلك الوقت كنا نشاهد برنامجنا المفضل "تأملات في حقيقة الكون" الذي يحوي معلومات عن المخلوقات المتنوعة الموجودة في هذا الكون... فجأة أطلق أبي صرخة كادت تخرق آذاننا... هرولت أمي إليه وأخذت تتفحصه وإذا به يضع يده على قلبه.. قد أصابته سكتة قلبية! .. آخر ما قاله هو : الله الله في أمكما... كونا أخوين متحابين على قلب واحد... وصعدت روحه الطاهرة إلى السماء.

كانت عيناه جاحظتين... فمه جاف... على عينيه نتوءات كثيرة.. بعد أسبوع من التفجّع والنحيب على المرحوم طفقنا أنا وبسام نخوض في مناقشة جادة على الإرث انتهت بمشاجرة أردت باسم مقهوراً... فقد أعطيته ربع الإرث واستحوذت على الباقي! حاول بسام ردعي بقوله إنه سيرفع عليَّ قضية لكن لا جدوى! تابعت مكابرتي ويا ليتني لم أفعل!

بعد أيام اخترق القهر قلب بسام وتغلغلت رصاصات ظلمي فيه... لم أكترث لأمره... ولكن بعدها مات بسام قهراً ومن ذلك الوقت أصبحت المشاكل تأتيني من كل حدب وصوب... بدأت بطردي من عملي وانتهت بخسارتي كل ما أملك من بيوت وعمارات وشقق.. يا لي من ظالم عاهر... لن أسامح نفسي ما حييت!





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 7:19 ص

      روووعة

    • زائر 15 | 1:32 ص

      أسلوب راقي في الطرح. و قصة جميلة و معبرة بما تحتويه من معنى، أكثر شئ أعجبني هو أن عمرك عمر الزهور و كتاباتك و أفكارك أفكار ناضجة ما شاء الله . الله يوفقج في القصص و المنشورات القادمة.

    • زائر 14 | 6:48 ص

      وفقك الله واتمنى لك مستقبل باهر ????

    • زائر 13 | 8:24 ص

      أسلوب جميل.. وراقي|> بالتوفيق حبيبتي لطوف

    • زائر 12 | 12:57 ص

      اسلوب راقي
      نتمنى المزيد من القصص والمواصله
      والله ولي التوفيق

    • زائر 10 | 7:32 ص

      أسلوب قصصي جميل

      بغض النظر عن أحداث القصة المؤلمة والتي قد تحوي بين ثناياها شي من الواقع، فأنا كقراءة للقصة: أصدر حكمي على طريقة السر جميلة، كاتبة القصة فتاة صغيرة وطالبة في الثانوية ، والمغزى من القصة الجشع يمثل الواقع

    • زائر 9 | 7:22 ص

      قصة واقعية تسلم ايدك في عندنا في منطقتنا سيهات توفت جارتنا الف رحمة على روحها من كم سنة في عز الشباب ورثت من ابيها اربع مية الف (4000) استولى عليها اخيها غير الشقيق هي مريضة يمكن لهذا السبب الله اعلم

    • زائر 8 | 3:22 ص

      بالتوفيق حبيبتي لطوف ..اسلوبش وايد حلو

    • زائر 6 | 1:20 ص

      يمبي ليها اشوية حبكة

      وبتصير خوش قصة

    • زائر 4 | 1:02 ص

      ..

      ...
      إلى مزيد من التقدم وبالتوفيق

    • زائر 1 | 11:18 م

      ليس من شيم أتباع آل البيت عليهم السلام أن يقتلوا بعضهم بعضا ويقتلوا أمهاتهم وآبائهم أو يقتل الزوج زوجته أو أن تقتل الزوجة زوجها وأبنائها أو يقتلون أهلهم أو أن يقتل المؤمن مؤمنا آخرا ويستغيبوا بعضهم بعضا ويأكلوا لحم بعضهم بعضا حسدا وضغينة من أجل حفنة مال الدنيا. هذه الشيم لا ننتمي لها نحن بل هي شيم الظالمين الذين يجرمون الجريمة وبعدها يعيشوا تبعاتها ويبكون عليها ندما وحسرة في الدنيا والآخرة. نحن قوم ندفع السيئة بالحسنة و نصلح ونعفوا عن من ظلمنا وآذانا ونصل رحمنا بالمال والإحسان.

    • زائر 2 زائر 1 | 12:42 ص

      معذرة

      أدخل المحاكم وباﻷخص الجعفرية لترى ماذا يفعل بني آدم من أجل اﻷموال .. اترك عنك المثالية بجانب

    • زائر 5 زائر 1 | 1:20 ص

      أتفق مع زائر رقم 2

      الإسلام كامل والمذهب سامي
      ولكن بعض الأتباع لهم فلسفتهم الأنانية

    • زائر 7 زائر 1 | 2:15 ص

      صاحب تعليق "معذرة" كل ديرة فيها مقبرة لكن بحجم اهلها

      نعم لكن كلمة اتباع تسقط اذا خالف خطهم والمعنى هنا ان التابع يتيع المتبوع وتسقط الصفة لمن خالف

اقرأ ايضاً