نتفق جميعاً بأن أدوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام الاجتماعي قد لعبت دوراً رئيسياً في التأثير على حياة الناس عن طريق الإمكانيات الهائلة التي تقدمها والتي ساهمت بإمكانية التواصل وبشكل اجتماعي بغض النظر عن محددات البعد الجغرافي والزمني وتجميع المستخدمين ذوي الاهتمامات المشتركة، مما أدى إلى وفرة المعلومات بكمية هائلة والاستفادة منها في تنفيذ الأعمال والتسويق، والتعليم، والصحة إلى آخره.
لكن السؤال الذي سأحاول أن أناقشه في هذا المقال: هل للمستخدمين تأثير على أدوات ومنصات الإعلام الاجتماعي؟
الجواب: نعم، فقد اثبت الواقع العملي ان المستخدمين وبواسطة المحتوى الذي ينشرونه في هذه المنصات وكذلك طريقة استخدامهم لهذا المحتوى إضافة إلى تطويع الأدوات التي تقدمها هذه المنصات واستخدامها بالشكل الذي يرغبونه، كل ذلك مكنهم من استخدام منصات الإعلام الإجتماعي وأدوات التواصل الاجتماعي بالشكل الذي يرغبون به وبطرق لم تكن ضمن خطط واهداف مصممي ومالكي هذه المنصات والأدوات انفسهم! وسيتم التطرق إلى بعض الأمثلة على ذلك.
«الفيسبوك» شبكة اجتماعية هدفها بالاساس ربط وتواصل الأصدقاء والأهل والمعارف مع بعضهم البعض، لكن سرعان ما توسعت استخداماتها لتتحول إلى منصة اجتماعية تستخدم لتنفيذ الأعمال والتسويق، والتعليم، إضافة إلى الكثير من الاستخدامات الأخرى. ومن اكثر الاستخدامات تأثيراً هو استخدام الفيسبوك للأغراض السياسية بواسطة التعبير عن الآراء وتنظيم الاعتصامات والتظاهرات وحتى اسقاط النظم السياسية، وما حدث في الربيع العربي هو أوضح مثال على ذلك.
المثال الآخر هو «تويتر»، عندما تم تكوين تويتر كانت الغاية هي تقديم منصة تستخدم النصوص المايكروية التي لا تتجاوز 140 حرفاً لغرض التعبير عن الآراء وتقديم المعلومات الاخبارية بشكل مبسط. لكن بمرور الزمن اصبح مستخدمو تويتر يستخدمونه بالشكل الذي يرغبون به ولاهداف مختلفة تلبي احتياجاتهم ومن أكثر الامثلة وضوحاً استخدام تويتر في حالات الكوارث والاضطرابات الأمنية وكذلك في تنفيذ الحملات الخيرية والتطوعية.
يقدم «الإنستغرام» مثالاً عن تأثير المستخدمين على منصات الإعلام الاجتماعي، حيث تأسس الانستغرام كمنصة لعرض الصور فقط تستخدم من قبل الافراد، وكانت اتفاقية الخدمة له تمنع استخدامه للاغراض التجارية. لكن سرعان ما تغير ذلك بسبب كثرة استخدامه من قبل الافراد وحتى من قبل الاعمال وبشكل مبطن للاغراض التجارية، مما ادى إلى ان تغير المنصة اتفاقية الخدمة العائدة لها ليس بالموافقة على استخدامها للاغراض التجارية فقط، وإنما حتى تشارك في هذه الاعمال عن طريق تقديم الإعلانات التجارية. أضافة الى ان المنصة قد طورت من امكانياتها لتشمل ايضاً عرض الملفات الفيديوية والتي يمتد طولها حتى 60 ثانية.
بالنسبة إلى «سناب شات»، كان الكثيرون ينظرون اليه على انه منصة للتواصل مع افراد محددين وبمحتوى ذي صلاحية ذات سقف زمني قصير ولا يصلح ان يستخدم للتسويق بسبب هذه المواصفات، لكن على العكس اصبح سناب شات من انجح المنصات التي تستخدم للتسويق من قبل المؤسسات والشركات مما جعل القائمين على المنصة ان يستمروا بتطويرها واضافة امكانيات جديدة لكي تستجيب الى احتياجات مستخدميها.
من الامثلة على ادوات التواصل الاجتماعي البلاك بيري ماسنجر، البي البي أم «BBM» لاجهزة البلاك بيري. كانت أجهزة البلاك بيري وتطبيق التواصل الخاص بها مصمماً لكي يتم استخدامه من قبل رجال الاعمال والمحترفين لانجاز اعمالهم المختلفة. لكن بسبب استخدامه من قبل المستخدمين الاعتياديين والذين هم من شرائح مختلفة لاغراض التواصل وارسال الرسائل النصية والانواع الاخرى من الوسائط، كل ذلك ادى الى ازدياد شعبية اجهزة البلاك بيري وتطبيق البي بي ام ليكون استخدامه بشكل واسع من قبل اغلب شرائح المجتمع ولاغراض مختلفة ليس للاعمال فقط وخصوصا في دول الخليج العربي. اضافة الى انه بسبب شعبية التطبيق فإن الشركة المؤسسة اصدرت نسخاً تعمل مع الهواتف التي تستخدم نظم تشغيل تختلف عن هواتف البلاك بيري مثل هواتف انظمة الاندرويد وهواتف «الاي فون» من شركة «أبل». وان نجاح التطبيق قد ادى الى ظهور تطبيقات مشابهة اصبحت اكثر نجاحا لاحقا مثل «الواتس آب» و «التلغرام».
مما تم طرحه سابقا يمكن الاستنتاج بأن مستخدمي منصات الاعلام الاجتماعي وادوات التواصل الاجتماعي لهم امكانية التأثيرعلى هذه المنصات والادوات وحتى تغيير اشكالها واهدافها وطبيعة استخدامها بالشكل الذي يرونه مناسبا وبما يحقق اهدافهم وغايتهم، واذا ارادت المنصة او التطبيق ان يستمر يجب ان يقوم القائمون عليه بالاستجابة الى رغبة مستخدميه.
إقرأ أيضا لـ "محمد الحمامي"العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ
انا اتفق شكلهامع االأستاذمحمد وواشكركعلى هذا المقال النوعي ولكن اأحب ان اشير الى ان الغرض االأساسي لهذه المنصات هو الربح المادي أساسا. كما أحب أن أضيف
استخدام آخرلشبكات التواصل الاجتماعي وهو الاطلاع على توجهات الشخص واهتماماته من قبل الشركة لتي يعمل بها او التي سيعمل بها ها لغرض تعيينه او ترقيته او عزله من الوظيفه .