العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

زوجها... منحرف...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

قد يستنكر الكثيرون وجود بعض الانحرافات الجنسية لدى بعض الأزواج ويعتقدون في كثير من الأحيان أنها من ضروب الخيال أو من المستحيل حدوثها في مجتمعنا ولهذا كانت صدمتها كبيرة لدى أحد حالاتي، ففي رأيها أن محاولتها لإثارة غيرة زوجها قد باءت بالفشل وأنه غير محب لها ولكن الحقيقة قد تكون غير ذلك. فمن الممكن أن يكون زوجها يعاني من أحد أنواع الانحرافات الجنسية.

يقول دوجلاس توم «إن كثيراً من أنواع الصراع العقلي والشذوذ النفسي التي نشاهدها اليوم في الكبار والصغار على حد سواء ترجع بصورة مباشرة إلى المواقف والخبرات السيئة في الأمور الجنسية».

تعتبر الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز والدوافع لدى الإنسان حيث تحمل تأثيراً كبيراً على الصحة النفسية والفكرية والجسدية. وتتجلى هذه الغريزة في مظاهر مختلفة ابتداءً من مرحلة الطفولة وانتهاءً بانقضاء العمر، ويتوقف نشاطها على مجموعة من العوامل العضوية كالهرمونات والعوامل النفسية كالحاجة الماسة لإشباع هذه الرغبة.

ويعرف الانحراف الجنسي بأنه سلوك جنسي يستهجنه المجتمع أو يعاقب عليه كالاستمناء أو اللواط أو الاستعراء أو الاعتداءات والجرائم الجنسية وما إلى ذلك.

يتضمن هذا التعريف بطبيعة الحال جميع الانحرافات السلوكية التي تبدو لدى الأسوياء من الناس مع أن بعضها قد لا يعود بالضرر المباشر على المجتمع كالتلذذ من فستان أو صورة أو ما شابه ذلك. كما أن الانحراف الجنسي عبارة عن اضطراب نسبي يختلف من مجتمع لآخر.

وما قد يعاني منه الزوج قد يصل به الى أحد الاضطرابات الجنسية والتي تسمى علمياً (السيكوبوفيليا) الحصول على اللذة عن طريق مشاهدة عملية الجماع الجنسي بصورة مباشرة أو بالتخفي. ففي الحالة السابقة فرغم معرفة الزوج بخيانة زوجته فإنه لم يبدِ أية ردة فعل طبيعية بل حتى أنه يحاول دفعها للخيانة ويتلذذ بمعرفته أنها قد تكون مارست العلاقة الحميمية مع أحد آخر.

ويميل المختصون لعلاج حالات الانحراف الجنسي التي تسبب معاناة لدى المنحرف، او التي قد تضر بالطرف الآخر، او التي تؤثر على النشاط الاجتماعي والمهني للشخص فقط. مع انه بالامكان تشخيص الانحراف، حتى في الحالات التي لا يسبب الانحراف فيها المعاناة للشخص.

وبالنسبة لمعدل الانتشار، فبالتأكيد توجد قلة في تقدير مدى شيوع الانحرافات، وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية لاعتبارات عديدة .

وقد وجد من خلال الابحاث، انه بالمقارنة مع الاشخاص العاديين، فان المنحرفين جنسيا يعانون، بنسب مرتفعة اكثر، من تقلبات في المزاج؛ كما ان نسبة الذين يتعاطون المخدرات اعلى بينهم، والعديد منهم يعانون من اضطرابات السيطرة على الانفعالات (Impulse control disorders)، وايضا من الاضطرابات الشخصية (Personality Disorders).

ان اسباب الانحراف الجنسي غير واضحة حتى الان. هناك فرضيات كثيرة تحاول اعطاء تفسير للاضطراب. يرى كثير من الباحثين، ان الانحرافات الجنسية هي نوع من حدوث خلل في عملية التعلم، والذي يتم فيه الربط بين تجربة جنسية جيدة مع فعالية منحرفة، الامر الذي من شانه ان يسبب حاجة داخلية للقيام بتجربة مماثلة.

المشكلات العاطفية الجنسية هي نوعان اشباع اساسي واشباع لدوافع والاستشارة الفردية لا تنفع في هذه الحالات، حيث يتم التشخيص والعلاج بوجود الزوج والزوجه معاً.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:07 ص

      من الأوضاع إلى ما ضاع بين الناس "ذات بينهم"
      من الحالات حالة النفاق "المجاملة" وحالة الكذب "قد يكون على النفس او على الغير" وحالة الفسق. الحالة الخيرة كاذب ويكذب على نفسه وعلى غيره كما أنه يعيش ضرب من الخيال المكذوب لعدم التنشئة السليمة منذ نعومة اضافره كما يقال. فكثير من الحالات النفسيه لدى الجنسين تكون مشابه بالقرين. فالقرين اي قرين الناس لا يظهر إلا في ظل الناس ولا يمكن الفاحص الحصيف معرفة ماهية الشخصية إلّا بعد فواتن الأوان أو الوقت.

    • زائر 2 | 8:54 ص

      يقال مزاجه متقلب أو متقلبة المزاج للأنثى. المرارة والغدة الدرقيه وهي من الغدد الصماء لهمما هعلاقه. أما الإنحراف المتارف عليه في بعض المجتمعات فقد يكون اسبابه بيئية أو مناخية.فالإضرابات ليست نابعه من التقلب في المزاج وإنما أقرب إلى تعكر صفو الناس بين الفينة والفينه. الخذ هنا بعين الإعتبار المحيط والبيئة والشخص المتأمل والشخص المتفائل والشخص المحبط ونوعيات أخرى من الشخوص. إلى هنا ويمكن أن نسال سؤال لا بد منه.ما سبب حدوث الإطرابات؟ وما السبب في حدوث التقلبات المزاجيه لدى الصغار والكبار إناثا وذكور؟

اقرأ ايضاً