واصلوا الليل بالنهار عملاً بلا ملل ولا كلل، وقضوا ساعات طويلة بين الكتب والأوراق، التي وصل عددها إلى نحو 30 ألف كتاب، واستنشقوا الغبار المتراكم على الكتب القديمة، وعملوا كخلية نحل متعاونة ومترابطة، في سبيل خلق صورة جميلة لمعرض الكتب المستخدمة الرابع، الذي تقيمه صحيفة «الوسط».

أولئك هم فريق العمل بمعرض الكتب المستخدمة الرابع، الذين بدأ عملهم فعلياً في شهر (فبراير/ شباط 2016)، عندما بدأت الاستعدادات الفعلية للمعرض، من خلال تشكيل اللجان المتخصصة في جمع الكتب وفرزها وتسعيرها، ويصل عددهم إلى 15 شخصاً، يعتبرون جنوداً مجهولين.

رئيس لجنة الفرز والتسعير، فاضل فولاذ، نوّه بالجهود التي بذلها فريق العمل، والتي أسهمت بصورة كبيرة في إبراز المعرض بتطور ملحوظ عمّا كان عليه في الأعوام الماضية، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يواجهون تحدياً كبيراً، يتمثل في استمرار استقبال الكتب المتبرع بها، وفرزها وتسعيرها.

وقال فولاذ، من موقع إقامة المعرض في مجمع «كاونتري» والذي تختتم فعالياته مساء اليوم السبت (23 إبريل/ نيسان 2016)، إن جمع الكتب كان مرحلة أولى سبقت عملية الفرز والتسعير، وهي التي بدأت في منتصف شهر (مارس/ آذار الماضي)، ومازالت مستمرة حتى الآن، إذ إنهم يستقبلون كتباً يتبرع بها أشخاص من أجل بيعها في المعرض، من بينهم طالبة في إحدى المدارس، تبرعت بنحو 300 كتاب، وهو ضمن مشروع لها حول جمع الكتب، إلى جانب آسيوي تبرع بمجموعة من الكتب قبل أن يشتري آخر من المعرض.

ولفت فولاذ إلى أنهم تسلموا الكثير من الكتب القديمة والنادرة، وهو ما شكّل تحدياً آخر في الحرص على عدم تمزق أوراقها.

وأشار إلى أن فريق العمل يواصل في تقديم صورة جميلة للمعرض، من خلال الحرص على مساعدة الزوار وإرشادهم، فضلاً عن تزويد المعرض بالكتب مرتين يوميّاً، في الفترتين الصباحية والمسائية، وهو ما يعتبر جهداً آخر يستحقون الشكر والثناء عليه.

وبسؤاله عن المعرض ومستوى الحضور، ذكر أن زوار المعرض توافدوا قبل فترة ليست بالقصيرة من موعد الافتتاح، مشيراً إلى أن حضور الجاليات الأجنبية كان لافتاً في المعرض، إلى جانب الأسر التي حرصت على اصطحاب أطفالها، وخصوصاً مع وجود فعاليات خاصة بالأطفال كالرسم على الوجوه، وورشة إعادة التدوير التي أقامتها مجموعة نلتقي لنرتقي.