رأى مثقفون بحرينيون يعشقون القراءة، أن الكتب الورقية لم تندثر، حتى وإن تطورت التكنولوجيا الحديثة، وأصبحت تزاحم الكتاب الورقي، مؤكدين أن متعة قراءة الكتاب ورقيّاً مفقودة في التكنولوجيا، إذ إن رائحة الورق والحبر تدخل القارئ عالماً آخر، وتجعله يعيش ما يقرأه.
«الوسط» التقت من يسمّون أنفسهم عشاقاً للقراءة والمولعين بالكتب، وذلك على هامش معرض الكتب المستخدمة، الذي تقيمه «الوسط» في مجمع «كاونتري مول»، وتنتهي أعماله مساء اليوم السبت (23 إبريل/ نيسان 2016)، وذلك للحديث عن الكتاب، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف (23 إبريل) من كل عام.
الحاج محمد جواد الحمد، يتحدث وهو يتكئ على عكازه وقد بلغ من العمر (64 عاماً)، وهو يؤكد أن «الكتاب يثقف الإنسان، وكل إنسان يقرأ ما هواه ويميل إليه».
الحمد، الذي دأب على حضور المعرض في الأعوام الماضية، اعتبر أن من يعرف معنوية الكتاب لا يعتمد على التكنولوجيا، فالكتاب «له معنوية خاصة» ويمكن الاعتماد عليه في صحة المعلومات والمعارف التي ينقلها الكاتب.
وبسؤاله عن مشواره في قراءة الكتب، قال إنه بدأ القراءة في أواخر الستينات، وتستهويه كتب الحديث والرواية والفقه. ويحرص الحمد على زيارة معرض الكتب المستخدمة طوال أيام انعقاده.
أما صالح المهدي، الذي بدا لافتاً عشقه للكتاب من خلال تواجده طوال اليومين الماضيين في المعرض، وتفحصه للكتب بمختلف تخصصاتها، فيسرد قصة عشقه للكتاب، والتي بدأت عندما كان في سن الـ 15، ويؤكد أن الكتاب لن يندثر، ولن يأتي زمن يقال فيه لا يوجد كتاب ورقي.
وأكد أهمية الكتاب، على رغم انتشار التكنولوجيا والوسائل الحديثة، قائلاً: «قد نهلك ونموت قبل أن يأتي زمان انتهاء الكتب».
وأضاف «الكتاب له رائحة خاصة، وشخصيّاً أعشق الكتاب، وكانوا يسموننا مجانين الكتب، نسبة لعشقنا للقراءة والكتابة».
المهدي الذي بدأ الكتابة والنشر في العام 1968، قال إنه نظراً إلى قربه من الكتاب فتح 3 مكتبات في مناطق مختلفة، إلا أنه اضطر إلى إغلاقها في العام 2006، وذلك بعد تراجع الاهتمام بالقراءة والكتاب.
وأشار إلى أنه مازال مولعاً بشراء الكتاب وقراءتها، وخصوصاً القديم منها، فهو يهتم كثيراً بجمع الأعداد الأولى من أي إصدار، مؤكداً امتلاكه نحو 600 إصدار أول لعدد من المجلات والصحف.
وبدوره، قال الكاتب البحريني يوسف مكي، إن هناك عدم اهتمام بالكتاب، على رغم أنه يستحق الاهتمام لما له من قيمة ودور في تنمية العقل البشري.
مكي، الذي حرص على الحضور في معرض الكتب المستخدمة، رأى أن تزامن إقامة المعرض مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، يؤكد أهمية وقيمة الكتاب بالنسبة إلى المجتمع والثقافة بوجه عام، مشيراً إلى أنه على رغم وجود البدائل التكنولوجية المنتشرة، فإن ذلك لا يقلل من أهمية الكتاب أو قيمة معارض الكتب.
واعتبر أن «الاحتفال بالكتاب يمثل مدى اهتمام العالم بالكتاب، وعلى رغم ذلك لم يأخذ الكتاب قيمته في المجتمعات العربية، فالمواطن العربي يقرأ 6 دقائق في كل عام، بينما يقرأ غير العربي نحو 40 دقيقة كل عام».
وذكر أن المؤلفات والنشر في الدول العربية تعتبر قليلة مقارنة بالدول الأجنبية، ما يعكس عدم اهتمام بالكتاب، لافتاً إلى أن معرض الكتب المستخدمة الذي تقيمه «الوسط» يأتي ليسد فراغاً ملحوظاً في فضاء الكتاب.
وفي حين نفى وجود خوف من هيمنة التكنولوجيا على الكتاب الورقي، لم يستبعد أن تُخلق تقنية جديدة لقراءة الكتب، فالعقل البشري يتطور وتتطور الحياة.
وتحدث عن المعرض بشكل عام، معتبراً أنه مبادرة ممتازة من قبل «الوسط»، إذ استطاعت خلق وتثبيت عادة ثقافية سنوية، تعزز من مكانة الكتاب، وينتظرها الجميع بفارغ الصبر.
وقال إن المعرض وبعد 4 أعوام من تنظيمه، يحتاج إلى وقفة على السلبيات والإيجابيات، من أجل الارتقاء به وبالفعاليات المصاحبة التي أخذت تكتسب بعداً وطنيّاً، وبالتالي يمكن اعتبار المعرض فعالية وطنية.
وخلص إلى أن المعرض «إنجاز كبير وبحاجة إلى مزيد من التطوير، وإضافة بعض الفعاليات المصاحبة»، منوّهاً بإقامة معرض للحياة الفطرية والرسم مصاحب للمعرض الرئيسي، وهو ما يعد نقلة نوعية، داعياً إلى تدشين جوائز تحمل عنوان «أجمل كتاب» أو «شخصية المعرض»، وهي إضافات سيكون لها أثر إيجابي في المعرض.
العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ