حذّر الرئيس الأميركي، باراك أوباما بريطانيا أمس الجمعة (22 أبريل/ نيسان 2016) من أنها ستجد نفسها «في نهاية طابور» اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة إذا صوتت بالموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يجرى في يونيو/ حزيران.
وقال أوباما للناخبين البريطانيين إن نفوذ بلادهم على المسرح العالمي «زاد» بعضوية بلادهم في الاتحاد الذي يضم 28 دولة وإن الولايات المتحدة تولي أهمية بالغة للقضية نظراً لأن بريطانيا صديقة وحليفة وثيقة.
وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أثناء زيارة إلى بريطانيا قال أوباما إن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عززت «علاقة خاصة» بين واشنطن ولندن.
وأضاف الرئيس الأميركي «أعتقد أن ذلك يجعلكم تلعبون دوراً أكبر».
وفيما يتعلق بالتجارة قال أوباما إن الولايات المتحدة ستنظر إلى الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي كأولوية قصوى أكثر من اتفاق منفصل مع سوق أصغر كثيراً مثل بريطانيا بمفردها.
وقال أوباما «من الإنصاف أن نقول أنه ربما عند نقطة معينة قد يكون هناك اتفاق تجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة لكن هذا لن يحدث في أي وقت قريب لأن تركيزنا هو التفاوض مع تكتل كبير -الاتحاد الأوروبي- من أجل إبرام اتفاق تجارة».
وأضاف أنه في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فإن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة وبريطانيا قد يتم لكنه لن يكون في وقت قريب.
وستلقى حجج أوباما القوية ترحيباً من كاميرون ومعسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي لكن حملة الانسحاب من الاتحاد اتهمت الرئيس الأميركي بالتدخل فيما لا يعنيه.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تأييد البقاء متقدم على الانسحاب لكن السباق متقارب ولا يزال عدد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم كبيراً للغاية. ويجرى الاستفتاء في 23 يونيو.
جاءت تعليقات أوباما في المؤتمر الصحافي بعد مقال رأي في صحيفة بريطانية استدعى فيه تاريخ البلدين المتشابك وعشرات الآلاف من الأميركيين المدفونين في مقابر الحرب الأوروبية.
وجاء عنوان مقال أوباما «كصديقكم أقول لكم الاتحاد الأوروبي يجعل بريطانيا أعظم».
وتصريحات أوباما التي تصدرت الأخبار التلفزيونية في بريطانيا تضعف أحد أقوى الحجج لمعارضي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وهي أن بريطانيا يمكنها أن تنجح وحدها بنفس الدرجة التي تتمتع بها القوى العالمية مثل الولايات المتحدة.
وأثارت تصريحات أوباما سخرية معسكر تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسخر رئيس بلدية لندن بوريس جونسون المولود في نيويورك والذي يقود حملة «الانسحاب» وينظر إليه على أنه قد يخلف كاميرون من نصيحة أوباما قائلاً إنها «نفاق صريح غير متسق وغير متماسك».
وأضاف أن أوباما يحث بريطانيا على أن تجمع سيادتها مع الدول الأخرى بطريقة لا يمكن أن تقبلها الولايات المتحدة لنفسها.
وأشار أيضاً إلى «الكراهية المتأصلة في الأصل الكيني للرئيس للإمبراطورية البريطانية» وهو تعليق تعرض لانتقاد واسع.
وقال أوباما إن عضوية الاتحاد الأوروبي ساعدت بريطانيا على نشر قيمها في أوروبا وخارجها وإن واشنطن تريدها أن تبقى في الاتحاد الذي انضمت إليه في العام 1973.
وأضاف أن ذلك سيعزز التجارة ويقوي التكتل الذي يضم 28 دولة والذي تراه واشنطن كأساس للاستقرار في عهد ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وتخشى كثير من البنوك والشركات الأميركية من أن خروج بريطانيا من الاتحاد سيتسبب في اضطرابات في الأسواق ويقلل من نفوذ أقرب حليف أوروبي لواشنطن ويضر بموقف لندن كمركز مالي عالمي ويعيق الاتحاد الأوروبي ويضعف الأمن في الغرب.
وقال أوباما «الآن وقت للأصدقاء والحلفاء للبقاء معاً... معاً حولت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قروناً من الحرب في أوروبا لعقود من السلام وعملوا ككيان واحد ليصبح هذا العالم مكاناً أفضل وأكثر أمناً».
وقبل المحادثات مع كاميرون في داونينج ستريت هنأ أوباما وزوجته ميشيل الملكة إليزابيث التي احتفلت بيوم ميلادها التسعين الخميس.
العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ