العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

استئناف مباحثات السلام السورية الأسبوع المقبل في «غياب المعارضة»

ستيفان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة - AFP
ستيفان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة - AFP

تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا باستئناف مباحثات السلام الهشة الأسبوع المقبل رغم انسحاب أهم فصائل المعارضة المسلحة وانهيار الهدنة ومؤشرات على تأهب الطرفين لتصعيد الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات.

وانتقد دي ميستورا رحيل المعارضة باعتباره «استعراضاً دبلوماسياً» وتوقع عودة وفدها إلى مائدة التفاوض. وأعلنت المعارضة «تعليق» المباحثات في وقت سابق هذا الأسبوع بسبب تصعيد القتال وانعدام التقدم من جانب الحكومة على صعيد إطلاق سراح المعتقلين أو السماح بدخول المساعدات.

لكن دي ميستورا قال إنه لا يعتزم إعلان إنهاء المفاوضات وهي الأولى في سنوات الصراع الخمس التي تشهد مشاركة بعض فصائل المعارضة المسلحة. وقال إن هناك حاجة ملحة لعقد اجتماع وزاري للقوة العالمية والإقليمية المعنية بالصراع السوري لإعادة المفاوضات إلى مسارها.

وقال دي ميستورا «في الحد الأدنى أعتزم مواصلة المفاوضات غير المباشرة لكن على المستوى الرسمي والمستوى التقني حتى الأسبوع المقبل... ربما ليوم الأربعاء مثلما كان مخططاً في البداية».

وأضاف دي ميستورا إن وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ تنفيذه في فبراير/ شباط الماضي مازال سارياً لأن أياً من أطراف الصراع لم يعلن انتهاءه رسمياً لكنه «في خطر حقيقي إذا لم نتحرك بسرعة».

وقال دي ميستورا في مقابلة مع التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية إن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات في تقديرات أعلى بكثير من التقديرات السابقة للأمم المتحدة التي تراوحت بين 250 ألفاً و300 ألف. ومالت كفة الصراع لصالح الرئيس السوري بشار الأسد في أواخر العام الماضي منذ بدأ التدخل العسكري الروسي .

عبر البيت الأبيض عن قلقه من إعادة تمركز المدفعية الروسية قرب مدينة حلب التي تشهد قتالاً ضارياً.

وعمقت التحركات العسكرية الروسية الشقاق في واشنطن وسط تساؤلات عن حقيقة دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحرك الدبلوماسي الذي تقوده الأمم المتحدة لإنهاء الحرب أو استغلال المفاوضات للتغطية على مساندة عسكرية جديدة للأسد.

وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما خلال زيارة يقوم بها إلى لندن إن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل دون مفاوضات سياسية وإنها تتطلب التعامل مع أشخاص هو شخصياً على خلاف معهم.

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون «لن نحل المشكلة بشكل كلي إلا إذا تمكنا من دفع هذا المسار السياسي قدماً».

وتابع أوباما إنه لطالما تشكك في تصرفات بوتين وتحركاته في سورية وإن روسيا ستعترف بأن الأزمة السورية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية.

من جانبه، قال مبعوث بريطانيا لمباحثات السلام السورية، جاريث بايلي أمس «النظام يعتمد بشدة على الدعم الخارجي لدرجة تجعل من غير المتصور أن حلفاءه لا يملكون سطوة تغيير هذا المنهج».

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أمس (الجمعة) إن قرار الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل التيار الرئيسي للمعارضة السورية مغادرة جنيف لا خاسر من ورائه سوى الهيئة نفسها.

وأضاف لافروف «إذا أرادوا تأكيد مشاركتهم (في مباحثات السلام) من خلال التهديد بمواعيد نهائية يريدون من الآخرين الالتزام بها... فهذه مشكلتهم هم».

وأضاف «لا ينبغي أن نركض خلفهم... بل يجب أن نعمل مع من لا يفكرون في شئونهم الخاصة ولا في كيفية إسعاد داعميهم في الخارج... بل يبدون الاستعداد للتفكير في مصير بلدهم». وتوصلت موسكو وواشنطن لاتفاق هش لوقف الأعمال القتالية دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير/ شباط الماضي لكنه الآن يواجه خطر الانهيار في ظل تصاعد القتال خلال الأسبوع المنقضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية تحطمت جنوب مطار في دمشق أمس وليس واضحاً ما إذا كانت نيران مقاتلي المعارضة هي التي أسقطتها أم أنها سقطت بسبب عطل فني.

وفي حلب أفاد المرصد السوري بأن غارات جوية للقوات الحكومية على أجزاء مختلفة من المدينة قتلت 19 شخصاً على الأقل وأصابت العشرات أمس (الجمعة) مع توقعات بارتفاع عدد القتلى بسبب خطورة الإصابات. وفي محافظة حماة في الجنوب الغربي من البلاد استهدفت طائرات حربية مناطق تسيطر عليها المعارضة في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية المتاخمة لمحافظة اللاذقية معقل الأسد.

وقال المرصد إن المعارضة المسلحة أعلنت اندلاع معركة جديدة في اللاذقية في وقت سابق هذا الأسبوع تقول إنها رد على انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب القوات الحكومية. وشنت المعارضة هجمات ضارية هناك وذكر المرصد أن القتال استعر في المنطقة أمس.

وأضاف المرصد أن اشتباكات نادرة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية وقوات موالية للحكومة السورية استمرت لليوم الثالث على التوالي. وقال مسئول كردي سوري إن المعارك أودت بحياة 26 مقاتلاً. ولطالما تجنب الأكراد والقوات الحكومية الاشتباك في الماضي.

العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً