فيما أكد ممثل الأمم المتحدة في عملية السلام اليمنية إسماعيل ولد شيخ احمد أن جلسة المفاوضات التي عقدت أمس الخميس (21 أبريل/ نيسان 2016) في الكويت «شابتها أجواء تقدم وبتنا اقرب إلى السلام من أي وقت مضى»، علمت صحيفة «الراي» من مصادر يمنية مشاركة في المحادثات، ان اللقاء الأول بين الطرفين (وفد الشرعية والحوثي – المؤتمر) أول من أمس لم يخل من التشنج «إذ مع بداية كل مفاوضات غالباً ما يلقي كل طرف بأوراقه الثقيلة»، مشيرة إلى أن «المرونة» عادت إلى المحادثات أمس مع بدء مناقشة جدول الأعمال المرتكز على خمس نقاط هي: تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وجدولة الانسحابات من المدن، ووضع خطوط رئيسية لشكل السلطة التوافقية التي ستستعيد مؤسسات الدولة، وتبادل المعتقلين وتحديد آلية دائمة لمتابعة الحوار.
وتوقعت المصادر أن تستمر المفاوضات لفترة ما بين 4 إلى 6 أسابيع تتخللها فترات استراحة تمتد لأيام، موضحة أن وفد الشرعية كان متمسكاً بالنقاط الخمس بالتسلسل، فيما طلب وفد الحوثيين تغييراً في ترتيبها على أن تبدأ بشكل السلطة أو الحكومة التوافقية «لان وجهة نظره تكمن في انه لا يمكن أن يسلم السلاح الثقيل والمتوسط وينسحب من المدن قبل ان يعرف حصته الفعلية في السلطة المقبلة، خصوصاً انه رفض مبدأ الـ10 في المئة الذي كان معروضاً عليه أو الـ15، مؤكداً أن مستويات تمثيله الفعلي على الأرض تتجاوز العشرين في المئة».
وذكرت المصادر أن ولد الشيخ لم ينزعج من شروط الحوثيين حتى ولو لم يتفق معها «كون الحوار بدأ ينتقل من الحرب الى الحصص وهو أمر له مسوغاته السياسية خصوصاً اذا اقترن بهدنة حقيقية ووقف طويل للنار يسمح بدخول مساعدات انسانية ضخمة».
وحسم ولد الشيخ في مؤتمره الصحافي أمس هذه النقطة بالقول ان الامم المتحدة لن تفرض مناقشة النقاط الخمس بالتسلسل «وانما بالتوازي، مع تشكيل فرق عمل لمناقشة البنود ولتحويل الخلاف الى اختلاف يغني التركيبة السياسية»، وقال انه متفائل موجها 3 رسائل: الى اليمنيين كشعب مشيرا الى ان السلام قريب، والى المفاوضين في الكويت بأن «يحكموا ضمائرهم»، وإلى الاعلاميين بأن يجنحوا الى التهدئة. مشيرا الى ان وقف النار محترم حتى الآن بنسبة 70 الى 80 في المئة وانه ناقش مع قيادة التحالف العربي ومع القوى المحلية اليمنية تشكيل لجان رقابة محلية مع وقف الضربات الجوية.
وأكد ولد الشيخ رداً على سؤال أنه ليس مطروحاً في الوقت الراهن نقل المفاوضات من الكويت إلى أي مكان آخر، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها الكويت لتسهيل هذه المفاوضات.
وأشار المبعوث الدولي إلى أجواء ارتياح كبير تسود المفاوضات من قبل كافة الأطراف، مؤكداً أن هناك إجماعاً على تثبيت وقف إطلاق النار.