العدد 4976 - الخميس 21 أبريل 2016م الموافق 14 رجب 1437هـ

الشيخ ناصر العصفور: واقع المسلمين ينبئ بكوارث مستقبلية

رواد مجلس جناحي أجمعوا على مخاطر الصراع المذهبي...

الشيخ ناصر العصفور متحدثًا حول الاختلاف والائتلاف
الشيخ ناصر العصفور متحدثًا حول الاختلاف والائتلاف

حذر رئيس محكمة الاستئناف الجعفرية وقاضي التمييز وعضو مجلس القضاء الأعلى وإمام وخطيب جامع عالي الشيخ ناصر الشيخ أحمد خلف العصفور من (الكوارث المستقبلية التي ستلحق بالأمة) جراء اشتداد الخلافات والتناحر، فيما تفاعل رواد مجلس أحمد جناحي بتأكيد موقف مبدئي قائم على مواجهة مخاطر الصراع المذهبي.

وتحدث الشيخ ناصر مساء أمس الأول الأربعاء (20 إبريل/ نيسان 2016) في مجلس جناحي بعراد تحت عنوان: «واقع الأمة بين الاختلاف والائتلاف» في لقاء أداره أحمد عبدالملك بحضور العديد من الشخصيات البحرينية من أهالي المحرق وخارجها، منوهًا إلى أن المسلمين جربوا في السابق الصراعات التي خلفت كوارث وخيمة على مر التاريخ، وآن الأوان أن يجربوا وحدة الكلمة والأهداف المشتركة.

جربوا الصراعات والتناحر

وتطرق الشيخ العصفور في موضوعه إلى (مشكلة كبيرة) منتشرة أساسها ما نراه من تشدد وتصلب في المواقف هو لدى البعض دليل على التمسك بالدين، ويرون أن الإنسان كلما كان متصلبًا ومتشددًا في مواقفه كان أكثر التزامًا وحرصًا على الدين والمذهب، مؤكدًا أن هذا التصور خاطئ وتنتجت عنه كوارث، وقال: «المسلمون جميعًا على اختلاف مذاهبهم جربوا الصراعات والاختلاف والتناحر على مر التاريخ، ورأوا النتاج الوخيمة التي أصابت الأمة، فليجربوا في هذه الأجواء المعتمة الوحدة والائتلاف، فهناك بصيص ضوء، ويجب على العقلاء وعلى أهل الفكر والعلم من المخلصين أن يسعوا إلى العمل المشترك».

نموذجان معاصران: سنة وشيعة

واستشهد بعبارتين بارزتين بالقول: «شيخ الأزهر أحمد الطيب له مقولة... الشيعة والسنة جناحا الإسلام، ومن الضروري التقريب بينهما فهما إخوان وإن الخلافات بينهما فرعية في غالبها»، والمرجع الديني السيد السيستاني يخاطب المسلمين بالقول: «كنت ولاأزال أقول... لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا أهل السنة»، فهذان نموذجان معاصران يمثلان حلقة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية في تعددها، ولذلك علينا كمسلمين أن نسير في هذا النموذج، وخصوصًا أتباع الطائفتين الكريمتين السنة والشيعة الذين يعيشون في مجتمعات ورقعة واحدة يجمعهم الوطن والعيش المشترك، لكن مع الأسف هناك الكثير من الحوادث المصطنعة، وهي حواجز وهمية أكثر من كونها حقيقية، وخصوصًا ونحن نتكلم عن طائفتين تتمتعان بالتنوع والعيش المشترك في تاريخهم العريق، وحينما تنعزل كل طائفة أو مجموعة عن الآخرين، ويركزون على الأمور الهامشية أو الشكلية، فإنهم ينسون المخاطر الكبيرة أو الهموم المشتركة التي تجمع المسلمين أو تجمع الأمة.

وأعاد التأكيد على مخاطر الاصطفاف الطائفي بالإشارة إلى أن المسلمين حين ينشغلون بالأمور الصغيرة والهامشية والشكلية على حساب قضاياهم الكبرى والمصيرية، فهذا معناه أنهم يغيرون البوصلة، فعلى السنة والشيعة أن تكون لهم رؤيتهم المستقبلية البعيدة عوضًا عن النظرة الوقتية الضيقة والمحدودة، وألا يكونوا ضمن الاصطفافات الوقتية التي تفصم روابطهم وتشغلهم عن اهتمامتهم الكبرى.

المشكلة ليست في المذاهب

وفي شأن وجود المذاهب الإسلامية وتنوعها، ذهب الشيخ العصفور إلى أنه ذلك ليس هو (أس المشكلة)، وإنما المشكلة تكمن في عدم تقبل الآخر وضيق الأفق والنظرة الضيقة، وعدم استيعاب المخاطر الكبيرة، فحينما نتحدث عن أهمية الوحدة والائتلاف والاجتماع والتعاون على البر والتقوى ونبذ الفرقة، فلا شك أن هناك إيجابيات عظيمة، وخلاف ذلك، هناك سلبيات كبيرة على الأمة وعلى مستقبل المسلمين، فالمشكلة ليست في وجود هذه المذاهب والتنوع في المدارس الفكرية أو الفقهية وإنما هو ضيق الأفق والتعصب وعدم احترام الآخر.

وزاد في شرحه متطرقًا إلى أن الأمة العربية بصفة عامة والإسلامية بصفة خاصة أخذت أبعادًا غير إسلامية تخالف مبادئ الإسلام في صور التفرقة وشق الصف، كما أن الاختلافات تحولت إلى خلافات وصلت إلى تكفير الآخر حتى في المذهب نفسه، مع أن الاختلاف في الأصل رحمة للعباد، لكنه تناول محور الندوة «الاختلاف والائتلاف» واصفًا إياه بأنه كلام طويل وعناوينه كبيرة ومطروح من قبل علماء ومفكرين وكتاب من زوايا مختلفة وأطروحات متعددة، وربما أشبع هذا الموضوع منذ القدم، إلا أن التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية تحتم تكثيف الحديث والمعالجة؛ ذلك أن المجتمعات العربية والإسلامية تمر بمنعطف خطير، ومرحلة في غاية الصعوبة والخطورة، وربما لم يدرك الكثيرون أن أبعاد هذا الواقع وخطورته وتداعياته ونتائجه السلبية على أوطاننا ربما تكون كارثية لا سمح الله.

الإنصاف يرفع الخلاف

وأوضح أن الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تفيض بعناوين التعاون والتأزر والصلاح والإصلاح والعمل والخير والبر، والتحذير من الاختلاف والافتراق، لكن فيما يتصل بجنبة من جوانب هذا الموضوع، هنا كلمة للإمام علي بن أبي طالب (ع)، معبرة تختصر المعنى، وفي ذات الوقت تطرح العلاج مع أنها لا تتعدى خمس كلمات :»الإنصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف»، ونحتاج إلى أن نتوقف ونتعرف على أبعاد هذه الكلمة ودلالاتها، فالإنصاف ركن مهم يمثل ثقافة إنسانية بغض النظر عن الدين أو المذهب، ففي ثقافة أية أمة أو أي مجتمع حينما يكون الإنصاف قائمًا فمعنى ذلك أن الكثير من الأمور والقضايا مورد الخلاف والتصارع ستزول من حياة الناس، سواء كان ذلك في دائرة الأمة أو المجتمع الخاص أو حتى في دائرة العائلة الواحدة في المنزل.

وتميزت المداخلات والآراء بالتوافق مع طرح المحاضر انطلاقًا من أسس وطنية واجتماعية وكذلك دينية في صيانة المجتمع العربي والإسلامي، وتحصين المجتمع البحريني من الأفكار ذات البعد المثير للفتن والتناحر والخلافات، والعمل على تقويض كل ممارسة تهدد السلم الاجتماعي.

حضور مجلس جناحي عبروا عن رفض الصراع والتناحر - تصوير عقيل الفردان
حضور مجلس جناحي عبروا عن رفض الصراع والتناحر - تصوير عقيل الفردان

العدد 4976 - الخميس 21 أبريل 2016م الموافق 14 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 5:03 ص

      حسبي الله

    • زائر 21 | 2:46 م

      مسعى مبارك

      كثر الله من أمثالك يا شيخ فنحن ما احوجنا الى الدعوه للمحبة والألفة ونبد الفرقه والكراهية.
      هناك فئات متعصبه من الجميع وهم بأفعالهم يهدمون الدنيا والدين ونحن في غفلة من امرنا منساقون وراء كل مطبل.
      نسأل الله ان يصلح حال المسلمين جميعا سيما بلدنا الحبيب ويجمعنا كلنا على الخير وكلمه الحق انه قادر على كل شئ.
      وشكر الله سعيكم شيخنا ونتمنى الاستمرار في هذا النهج من الجميع .

    • زائر 13 | 6:11 ص

      البعض يدعي

      البعض يدعي محبة الله بالقول لكن أفعاله تنافي ذلك و ذلك ينطبق على الكثير من المسلمين و ربما أنا واحد منهم فأحاول قدر الامكان إثبات إني محب له بالفعل قبل القول

    • زائر 12 | 5:39 ص

      اللي مسمي روحك بوعلي ودي اصدق بس قوية هههههههاي

    • زائر 14 زائر 12 | 8:32 ص

      مو قويه صدق بس بالاسم نقتدي بهم لكن في ارض الواقع افعالنه مافيه احد من اهل البيت يقبلهه

    • زائر 2 | 12:17 ص

      بوعلي

      لو احنا الشيعة اتبعنا اهل البيت في اخلاقهم جان ماشفنا سنة وشيعة كلنا اخوان بس للاسف ندعي حب اهل البيت ولانقتدي بهم كانو مثال للحب بينهم وبين جميع الصحابة والامهات المؤمنين وكان بينهم نسب وصحبة جميلة ولكن للاسف خرج من.... يحرف ويضيف وفلان سوى وفعل كذب في كذب

    • زائر 4 زائر 2 | 1:24 ص

      ابواحمد

      زائر رقم 2 إذ كان الكلام من فضه فسكوت من ذهب أكرمنا بسكوتك رحمه الله والديك

    • زائر 15 زائر 4 | 8:33 ص

      للاسف تطالبون بالحق و ماتعترفون به على انفسكم انته لو ساكت ابرك لك

    • زائر 5 زائر 2 | 1:35 ص

      لا وانت الصادق تحدث بإسمك ك... ولا تنطق بلساننا فنحن من عانى الأمّرين طوال 14 قرنا فلا تحاول ان ترمي اللوم على .....

    • زائر 6 زائر 2 | 1:50 ص

      حسين

      كلامك ذهب يابوعلي صحيح احنا نبغي من ينقي كتبنا من بعض الرويات التي لاتتفق مع التاريخ وسيرة الصحابة ولاتتفق مع العقل والمنطق اتباع اهل البيت هم امثال شيخ الشعراوي وفضل الله

    • زائر 7 زائر 2 | 1:55 ص

      ...

      ..

      نحن لازم نقول عليهم السلام

      اذا ذكرنا احدا من اهل البيت عليهم افضل الصلاة وازكى السلام

    • زائر 8 زائر 2 | 2:36 ص

      ......

      صح السانك بوعلي

    • زائر 9 زائر 2 | 2:50 ص

      ...
      عموما الثواب ورضا رب العالمين ..

    • زائر 11 زائر 2 | 4:56 ص

      ولهذا نحن نقلد مراجع حفظو الاسلام والمفهوم الصحيح في الإسلام وعليكم بمراجعة مايقولون في عدة امور وبالذات قضية الصحابة يحرم النيل منهم ومن زوجات النبي ،، حفظ الله مراجعنا العظام ا

    • زائر 19 زائر 11 | 12:50 م

      الوحدة والمحبة بين السنة والشيعة ماتعني انك تلغي الاختلافات العقائدية ،، والاختلافات مايفترض ان تثير حساسية بينا

    • زائر 1 | 11:47 م

      فاضل

      التنبئ و التوقع في الشأن المذهبي مرفوض

      بدل هذه التنبئات ارجعوا للقران الكريم

      وقرأوا ما بهِ من احكام وسيروا عليها

      سنه او شيعة

      تفائلوا بالخير نحن مسلمون ويحكمنا القرآن

      ..

    • زائر 20 زائر 1 | 1:17 م

      ملاحظة

      الحضور كله من كبار السن ولا يوجد من فئة الشباب احد في المجلس مع انهم هم المعنيين بالموضوع في وقتنا الحاضر .. عموما هي بادرة جيدة يشكر القائمون عليها .. بورك مسعاكم

اقرأ ايضاً