قالت مصادر بالشرطة والمخابرات المصرية إن الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني الذي عذب وقتل في مصر احتجزته الشرطة ثم نقلته إلى مجمع يديره جهاز الأمن الوطني في اليوم الذي اختفى فيه.
وتتناقض هذه التصريحات مع الرواية الرسمية المصرية التي تؤكد أن أجهزة الأمن لم تعتقله.
ونفى مسئولون مصريون بشدة أي تورط في مقتل ريجيني.
لكن ثلاثة مسئولين بالمخابرات المصرية وثلاثة مصادر بالشرطة قالوا لـ «رويترز» إن الشرطة احتجزت ريجيني في مرحلة ما قبل وفاته.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان ريجيني اقتيد إلى قسم شرطة الأزبكية بوسط القاهرة- كما أكدت بعض المصادر- قال مسئول في وزارة الداخلية «لم نصدر بياناً حول هذا الأمر».
وقال مسئول كبير بالطب الشرعي لـ «رويترز» إن سبعة من أضلع ريجيني كسرت وبدت على عضوه الذكري آثار صعق بالكهرباء وبدت عليه إصابات في جميع أنحاء جسده وأصيب بنزيف في المخ. وتوفي ريجيني بسبب ضربة بآلة حادة على الرأس.
وقالت المصادر الستة بالمخابرات والشرطة لـ «رويترز» إن رجال شرطة في زي مدني ألقوا القبض على ريجيني قرب محطة مترو جمال عبد الناصر في القاهرة مساء يوم 25 يناير. وكانت الإجراءات الأمنية مشددة في ذلك اليوم الذي وافق ذكرى بدء انتفاضة 2011 الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وألقي القبض على مواطن مصري في نفس الوقت. وذكرت ثلاثة مصادر اسم الرجل لكن لم يتسن لـ «رويترز» التحقق من هويته. ولم تتضح صلة هذا الرجل بريجيني إن كانت هناك صلة أصلاً.
ولم يتضح أيضاً لماذا اعتقل الرجلان برغم أن كل المصادر قالت إن الرجلين لم يكونا مستهدفين بشكل محدد لكنهما احتجزا في إطار حملة أمنية واسعة.
وقال أحد مسئولي المخابرات إن الرجلين اقتيدا إلى قسم شرطة الأزبكية بوسط القاهرة.
وأضاف «نقلا في حافلة صغيرة بيضاء تحمل لوحات شرطة».
وذكرت المصادر الثلاثة بالشرطة أن ضباطاً كانوا في الخدمة بالمنطقة تلك الليلة أكدوا لهم أن ريجيني اقتيد إلى قسم شرطة الأزبكية.
وقال أحد ضباط الشرطة والذي أكد أن المحتجز كان ريجيني «تم إبلاغنا أنه تم إلقاء القبض على إيطالي ونقل إلى قسم شرطة الأزبكية».
وقال ضابط كبير في قسم الشرطة لـ «رويترز» إنه يتذكر اقتياد إيطالي للقسم وأضاف أنه سيبحث في السجلات لتأكيد الاسم. لكنه رفض التعليق بعد ذلك.
وقال «لا أعرف شيئاً عن هذا... بحثت في السجلات. اسم ريجيني لم يكن موجوداً بها».
وقال مصدر من المخابرات إن ريجيني احتجز في قسم الأزبكية لمدة 30 دقيقة قبل نقله إلى مقر جهاز الأمن الوطني في شارع لاظوغلي بالقاهرة.
ولم تذكر المصادر ماذا حدث للباحث الإيطالي بعد ذلك. ولم تستطع «رويترز» الحصول على معلومات بشأن مكان الرجل المصري الذي اعتقل مع ريجيني.
ودعت الولايات المتحدة أمس (الخميس) إلى إجراء تحقيق شامل ومحايد في وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر وقالت إنها أثارت القضية في محادثات مع السلطات المصرية.
العدد 4976 - الخميس 21 أبريل 2016م الموافق 14 رجب 1437هـ