ضمن سلسلة الفعاليات والأنشطة المصاحبة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل بنسخته الثامنة، استضاف المقهى الثقافي جلسة حوارية تحت عنوان "ترجمة كتب الأطفال في العالم العربي .. الواقع والمأمول"، والتي تحدث فيها شاكر حسن أستاذ جامعي متخصص في الشعر الإنجليزي الحديث ومترجم، وأداراها زكريا أحمد، واللذان ناقشا مستقبل ترجمة كتب الأطفال في عصر العولمة، في ظل ما يشهده العالم من تطورات تقنية وتكنولوجية حديثة.
تحدث شاكر حسن عن أثر ترجمة كتب الأطفال العربية والأجنبية حالياً والتي تعد مهمة في العالم العربي، ويجب دمجها في الأعمال الأدبية ونقلها إلى لغات أخرى، لافتاً إلى القوة السحرية لقصص الأطفال المترجمة التي تعمل على توسيع نطاق مخيلتهم. وقال "مثلما تكون ترجمة الأعمال الأدبية والثقافية والفلسفية الخالدة والمعاصرة مهمة للكبار، فأنها مهمة وحساسة أيضاً عند الصغار، ولذلك لا بد من الربط بين عالم الطفولة والفتوة والنضج، بغرض تقديم نص مقنع ومفيد يتناغم مع المرحلة العمرية ومستوى الإدراك والذوق، وبناء مخيلة واسعة عند الأطفال من خلال سحر الكلمة واللون والحركة، وحتى باستعمال الأجهزة الإلكترونية الحديثة ما دام الجيل الجديد يتناغم ويتألق في عالم الإلكترونيات والهواتف الذكية".
وأضاف: "قصص الأطفال تلعب دور مهم في صقل شخصية الصغار، وعلى الأهالي تشجيع أبنائهم على متابعة القصص التي تستهدفهم على قنوات التلفاز وتقوي معارفهم من خلال متابعة الأفلام الكرتونية المترجمة للعربية التي تفيدهم في حياتهم الحالية والمستقبلية".
وتطرق شاكر حسن إلى أهمية دار "كلمات" للنشر التي تستهدف الأطفال من خلال كتبها الشيقة والممتعة، وما لها من دور كبير في التأثير على نفوسهم، مؤكداً أن الكتب التي تختارها "كلمات" تتمتع بصياغة جيدة وتصلح لأن تترجم وتكون أفلام عالمية.
وأوضح أن لقصص الأطفال الجيدة ديمومة مستمرة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وعلى الناشرين تحديد الكتب المميزة التي يجب أن تترجم إلى الأجنبية، لتكون تجربة ناجحة في المستقبل، وعلى الكتاب والأدباء تقديم حكايات وقصص للأطفال بطرق جديدة وصياغة حديثة، وبلغة قريبة منهم تتماشى مع تطورات العصر الحالي.
وبين حسن أن الكتب والأعمال الموجهة للأطفال يجب أن تحيي الخيال في عقولهم، من خلال استخدام طريقة سرد حديثة، تحاكي الواقع بأسلوب مبتكر ومبسط يسهل على الأطفال استيعابه، بحيث يكون للقصة قوة سحرية تدفعهم إلى قراءتها ومتابعتها، مثل قصتي "أليس في أرض العجائب" و"توم وجيري".
وأشار إلى أنه يجب ترجمة الأبحاث الهادفة التي تنمي قدرات الطفل والقيم الأخلاقية لديه وتثري خياله، لمساعدته على التميز بين الأعمال الجيدة والسيئة، وتطوير تفكيره النقدي وتشجيعه على الكتابة الحرة، كما يجب إطلاع الطفل على ثقافات وأنماط فكرية جديدة ذات جمالية مختلفة من خلال مراعاة ومشاهدة الأعمال الأخرى، فصلاً عن تعزيز تجربته اللغوية وتمكينه من التخاطب بشكل سليم. وأكد أنه لا بد من وجود دار ثقافة تختص بالأطفال وأعمالهم في الدول العربية وتنتج كتبهم والقصص التي يكتبونها، يكون الهدف منها تقوية شخصية الأطفال الفكرية والثقافية في المستقبل.