أصدر وزير الصناعة والتجارة والسياحة راشد الزياني، 17 قراراً تنوعت بين وقف العمل بالترخيص، رفض تجديد الترخيص، وإلغاء الترخيص عن 17 مرفقاً سياحيّاً تابعاً لـ 11 فندقاً جميعها في المنامة وضواحيها.

وأرجع الوزير هذه القرارات إلى إخلال إدارات الفنادق بالالتزامات وأحكام التشريعات السياحيّة على نحو يمسُّ بمصلحة السياحة الوطنية، وشملت قرارات وقف العمل في التراخيص مُدداً زمنية من شهر حتى 3 أشهر. وزير الصناعة والتجارة شكراً لك على هذه الجهود الطيّبة.

وقد جاء قرار وزير التجارة بعد ما نشرته «الوسط» بشأن موضوع الدعارة والشقق المفروشة والفنادق التي لا تلتزم بالشروط والأحكام، وهذا الموضوع له أهمّيته الكبيرة لدى المجتمع البحريني كلّه.

كم فتاة يا تُرى تمّ التغرير بها باسم السياحة؟! كم فتاة دخلت في هذه الأوكار وتحطّم مستقبلها؟! وجود أماكن معيّنة للمرح والترفيه لا يعني الإخلال بالأحكام والتشريعات، ولا يعني عدم الالتزام بها، فهناك فنادق تلتزم بالأحكام والشروط ولا يتم مسّها.

هناك شروط لابد من الإخوة القائمين على إدارة الفنادق والمراقص والبارات الالتزام بها، ومنها عدم دخول من هم أقل من 18 عاماً، ونتمنى أن يرتفع السقف إلى 21 عاماً، فالصغار أكثر جرأة ويقومون بأعمال لا يحسبون عقباها، وبعد أن يقع الفأس في الرأس لا يستطيعون تغيير ما يحدث في حياتهم.

قد يسأل سائل: لماذا نركّز على الفتيات في حين أنّ هناك نسبة من أبنائنا الذكور ممّن يرتادون بعض هذه الأماكن، والتي تقبل دخوله، وهو دون سن الـ 18، ونجيب بأنّ الاثنين في بوتقة واحدة، إلاّ أنّ الفتاة عندما ترجع عن بعض الأعمال المنافية للآداب لا يغفر لها المجتمع، بينما يغفر للذكر زلّاته وأخطائه، وعندما يحين وقت الزواج هو أخطأ وتاب، أمّا هي فلقد أخطأت ولن تتوب مهما حاولت إقناع المجتمع بذلك؟!

للأسف مجتمعنا ذكوري بامتياز، يغفر للذكر ولا يغفر للأنثى، فالذكر يستطيع الذهاب إلى المسجد ليشهد الجميع على توبته، ويستطيع أيضاً أن يربّي اللحية وانتهى، تُمحى جميع ذنوبه وزلّاته وآثامه، أما الفتاة فليس لها إلاّ مواصلة المشوار الذي بدأته بخطأ أو البقاء في سجن منزلها؛ لأنّها وإن تابت فإنّ المجتمع لا يرى هذه التوبة، ولا يُصدّقها مهما أعلنت وتكلّمت.

هي ثقافة مجتمع لابدَّ لها من التغيير، لكن من أجل التغيير في مجتمعاتنا بالذّات نحتاج الى وقت طويل جدّاً جدّاً، وقت قد لا نصل اليه نحن، لكن أحفادنا قد يصلون إليه، وهذا بالطّبع مأساة هذا العصر في المجتمع الذي نعيشه، وهنا نتكلم عن المجتمع العربي بالذّات!

وزير الصناعة والتجارة، شكراً مرّة أخرى، ونقدّر لك هذا الموقف، ونحثّك على زيادة المفتّشين، فرُقيُّ البحرين يتم برقي فنادقها، وسمعتها لها أكبر الأثر في جلب المستثمر، ومصلحة وطننا فوق أية مصلحة شخصية.