العدد 4975 - الأربعاء 20 أبريل 2016م الموافق 13 رجب 1437هـ

دمية «شارع السمسم» الجديدة تتحدَّى «طالبان» والمتصيِّدين

بعض الردود كانت عنصرية ونمطية عن المسلم...

منصورة شيرزاد تسجل قسماً من حلقة المسلسل مع زاري
منصورة شيرزاد تسجل قسماً من حلقة المسلسل مع زاري

تناقلت وكالات الأنباء وخصوصاً تلك التي تُعنى بالشأن الفني، خبر إدخال النسخة الأفغانية من البرنامج الأميركي الشهير «شارع سمسم»، دمية جديدة تحمل الملامح الأفغانية. تم إطلاق اسم «زاري» على الدمية من قبل منتجي البرنامج، و «زاري» تعني «وميض»، باللغتين الرئيسيتين في أفغانستان: الداري والباشتو.

اختار المنتجون للشخصية الجديدة أن تكون قوية، في محاولة لتسليط الضوء على ما تعانيه النساء من اضطهاد، علاوة على تشجيع الفتيات على الدخول في التعليم، الذي من شأنه أن يخرج المرأة من واقعها البائس والمظلم.

ردود الفعل على إدخال الدمية الأفغانية «زاري» لم تخْلُ من عنصرية وازدراء وتهكُّم ضمن الصورة النمطية عن المسلمين عموماً، التي قرَّت في مساحة كبيرة من العقل الجمعي الغربي، اتضحت في بعض التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ستتم الإشارة إليها في ثنايا التقرير الذي نشرته صحيفة «الغارديان» يوم الاثنين (11 أبريل/ نيسان 2016)، مع إضاءة على البرنامج الشهير، ولمحة عن النسخة العربية منه.

الاسم: زاري. العمر: 6 سنوات. السمة التي تعرف بها: فم مفتوح بشكل دائم، لا يرف جفنها باستمرار، جلد مرقش بلون أرجواني.

لا أعرف كيف أصيغ ما أريد قوله، في اعتقادي قد تكون «زاري» جثة. توقف عن ذلك. واقعاً، أرى أنك ستجدها دمية.

هل هي مثل دمية «شارع السمسم»؟ هي كذلك تماماً. إنها النجمة الجديدة للبرنامج التلفزيوني المُموَّل من وزارة الخارجية الأميركية، والمنبثق عن البرنامج الأصل ويحمل اسم باغش، ويعد البرنامج التلفزيوني الأكثر مشاهدة في أفغانستان، من تلك الموجَّهة إلى الأطفال.

ما هو الأمر الاستثنائي جداً حول زاري؟ تم استحداث الشخصية بشكل واضح لتعزيز تمكين المرأة، وسيتم إبرازها في قطاعات مُنتجة محلياً تُعنى بحقوق الفتيات والهوية الوطنية والرفاه الاجتماعي. واحدة من الحلقات التي يتم الاشتغال عليها يمكن رؤية «زاري» وهي تجري لقاء مع طبيب، لأنها تريد التوصل إلى الكيفية التي تجعل منها واحدة ممن يمارسون تلك المهنة.

أعرف أن ذلك تفكيراً مُبهجاً وفيه الكثير من التطلُّع والأمل. والأفضل من ذلك، أن البرنامج سبَّب الكثير من الانزعاج لدى أشخاص على شبكة الانترنت.

هل سبَّب مثل ذلك الانزعاج فعلاً؟ ذلك هو ما حدث. علينا أن نعرف أن العالم مليء بالمضطربين... بضيِّقي الأفق من الذين يخوضون حروباً من خلال لوحة المفاتيح، وممن لا يحتملون مشاهدة العرْض المذكور، وكل واحد من أولئك أصيب بنوع من الهيجان بسبب إضافة شخصية «زاري».

«زاري» والحزام الناسف

التغريدات غاضبة؟ نعم يمكنك المراهنة على ذلك. سأل شخص ما إذا كانت زاري سترتدي حزاماً ناسفاً! شخص آخر قال: «هل من شخصية مسيحية؟ إذا لم توجد مثل تلك الشخصية، فذلك سيشعرني بالإهانة». أحد مستخدمي موقع تويتر ويسمى «MSM» لم يخْل من نبرة متهتِّكة فيما كتب: «بأي حال من الأحوال، ليكن مثوايَ الجحيم إذا سمحت لطفلي بمشاهدة هذا القرَف. اطردوا جميع الليبراليين من التلفزيون فهم مُسمّمون للأطفال».

هل هذا كل شيء؟ حسناً، هنالك شخص آخر كتب «أنا مندهش لعدم وجود زوجين مثليّيْن من الدُّمى المتحركة»، ولست رابط الجأش لأخبر مخرج العمل عن بيرت وايرني أيضاً (في إشارة إلى الشخصيتين المحبّبتين في البرنامج: بيرت وإيرني، وتردُّد شائعات تم تناقلها منذ سنوات تشير إلى أنهما مثليّان كونهما ينامان في غرفة واحدة، فيما هما صديقان في الواقع)... واقعاً، أنا مستاء جداً بسبب زاري.

يتلقى الأطفال الأفغان اليوم معلومات مفيدة وحيوية من «شارع السمسم» حول دور المرأة في المجتمع المتحضِّر.

النسخة العربية

كثيرون في العالم العربي تأثروا وتعلَّموا من النسخة العربية من البرنامج الأميركي الشهير، بعد تحويل إنتاجه في النسخة العربية من قبل مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية، في العام 1977، مع تغيير بعض الشخصيات لتنسجم أكثر مع نمط التفكير العربي وكان يحمل اسم «افتح يا سمسم»، واستمر لثلاثة عقود، قدَّم عبْره عدداً من المواهب العربية التي أبرزت القيم والمفاهيم التي تتناسب والإنسان العربي والمسلم. المؤسسة نفسها عملت قبل عام أو يزيد على إنتاج البرنامج نفسه في صورة جديدة، بشخصياته الرئيسة «نعمان» و «ملسون»، واللذين لم يكونا موجودين في النسخة الأميركية؛ علاوة على الشخصيات الأخرى: عبلة والضفدع كامل وقرقور وكعكي وأنيس وبدر.

ضوء على البرنامج

يشار إلى أن شارع السمسم، سلسلة تلفزيونية أميركية تعليمية للأطفال، تهدف إلى الارتقاء بالمستوى التعليمي للطفل، وتجمع بين الترفيه والتعليم على حد سواء، وهي من بطولة دمى متحركة من ابتكار جيم هنسون. تم عرض السلسلة للمرة الأولى في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1969، ويعدُّ أطول برنامج أطفال تم عرضه على التلفزيون الأميركي، وتم إنتاجه من قبل شركة غير ربحية تسمى ورشة عمل سمسم (Sesame Workshop)، وكانت تعرف من قبل ورشة عمل تلفزيون الأطفال Children›s Television Workshop)) التي أسَّسها الثنائي جوان غانز كوني ورالف روجرز.

بقي التنويه إلى أن محرِّك الدمى، جيري نيلسون، الذي لعب دوراً كبيراً في البرنامج توفي في العام 2012، عن عمر يناهز 78 عاماً.

ولعب نيلسون دوراً كبيراً في إنجاح البرنامج من خلال إحياء عدد من الشخصيات الرئيسية مثل الوحش كثيف الشعر وبلو الضخم وشارلوك هيملوك بالإضافة إلى ممفلوك، ومصاص الدماء المحب للأرقام، حيث كان لهذه الشخصيات أكبر الأثر على الأطفال في العالم عموماً.

ويوم وفاته أصدرت المنظمة التعليمية المسئولة عن البرنامج بياناً قالت فيه: «سنتذكر نيلسون طيلة الحياة لإبداعه وفنه بالإضافة إلى الضحكات التي ساقها لنا ولأولادنا بمهارته الرائعة».

من جانبها، كتبت سونيا مانزانو التي لعبت دور ماريا في النسخة الأميركية من البرنامج، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقتها «نشعر بالحزن لفقدان جيري نيلسون، فقدنا شخصية أخرى رائعة وكبيرة في برنامج شارع السمسم».

زاري أثناء التحضير للحلقة
زاري أثناء التحضير للحلقة




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً