خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن نوعًا جديدًا من العقاقير، والذي يمكنه حفز الجهاز المناعي للمريض لمكافحة الأورام، ربما يكون فعالا للغاية في مواجهة سرطان الرأس والعنق، وذلك وفق ما نقل موقع " بي بي سي".
وتشير نتائج التجربة، التي أعلنت في مؤتمر أميركي لمكافحة السرطان، إلى أن العقار يعمل على نحو أفضل من العلاج الكيماوي التقليدي.
وأدى تناول عقار "نيفولوماب" إلى تحسن كبير في احتمالات البقاء على قيد الحياة بين المرضى الذين يعانون من هذه الأورام التي يصعب علاجها.
وبات العقار متاحا بالفعل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "NHS" للأشخاص الذين يعانون من سرطان الجلد المتقدم.
لكن الخبراء يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل ان يستخدمه المرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من السرطان.
أمل جديد
ويعتبر العلاج بالخلايا الجذعية أحد أكثر التطورات إثارة في علاج السرطان منذ سنوات.
وعلى رغم أن العلاج بالخلايا الجذعية لا يمكنه علاج جميع أنواع السرطان، فإن أدلة متزايدة تشير إلى أنه يمكنه مساعدة بعض المرضى على البقاء على الحياة لفترات أطول.
وتشير تجربة نيفولوماب، والتي أجريت على ثلاث مراحل وقدمت في الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، إلى أن العقار يمكنه زيادة مدة البقاء على قيد الحياة لأشهر إضافية، حتى عندما يكون السرطان شرسا وفي مراحل متقدمة.
وخلال التجربة، حصل 240 مريضاً يعانون من سرطان الرأس والعنق على عقار نيفولوماب، بينما خضع 121 مريضاً آخر للعلاج الكيماوي التقليدي.
وبعد عام، كان 36 في المئة من المرضى الذين عولجوا بحقن نيفولوماب لا يزالون على قيد الحياة، مقارنة بـ 17 في المئة من المرضى الذين خضعوا للعلاج الكيماوي التقليدي.
وقال رئيس الفريق الطبي من معهد أبحاث السرطان ومؤسسة رويال مارسدن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية كيفن هارينغتون، إن النتائج "قد تغير قواعد اللعبة" فيما يتعلق بسرطان الرأس والعنق، وهو ما "يقدم علاجا بعقاقير جديدة يكون في النهاية أفضل من العلاج الكيماوي التقليدي".
وأضاف "بمجرد أن ينتشر سرطان الرأس والعنق يكون من الصعب للغاية علاجه، وتكون الجراحة والعلاج الإشعاعي مستحيلين في كثير من الأحيان".
وأردف "لذلك، إنه لخبر جيد للغاية للمرضى أن تشير هذه النتائج المؤقتة إلى أنه بات لدينا الآن علاج جديد يمكنه أن يطيل بقاء المريض على قيد الحياة بشكل كبير".
ويتم تشخيص نحو 10 آلاف مريض سنويا في المملكة المتحدة بسرطان الرأس أو العنق الذي يشمل سرطانات الفم والشفتين والحنجرة والحلق والأنف والجيوب الأنفية والغدد اللعابية.
وقالت إيما كينغ، من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "هذه النتائج قد تكون لها أهمية كبيرة لمرضى سرطان الرأس والعنق الذين لا يستجيبون للعلاج".
وأضافت "تؤكد النتائج أيضاً التحول الهام الذي نشهده نحو استخدام العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج السرطان".
وأردفت "لا يمكن استخدام نيفولوماب بشكل روتيني لعلاج سرطان الرأس والعنق في المملكة المتحدة قبل الحصول على موافقة المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية".