أعرب مجلس الامن الدولي في ختام اجتماع طارئ الثلثاء (19 ابريل/ نيسان 2016) عن "قلقه العميق" ازاء الوضع في دولة جنوب السودان حيث ارجئت مجددا عودة زعيم التمرد رياك مشار الى العاصمة جوبا تنفيذا لاتفاق سلام.
والتأم المجلس في جلسة مغلقة بدعوة من الولايات المتحدة للاستماع الى تقرير بشأن الارجاء الجديد الذي حصل الثلاثاء لعودة مشار الى جوبا كي يتسلم مجددا منصب نائب الرئيس بعد عامين من الحرب بين انصاره وأنصار الرئيس سلفا كير.
وقال وو هيتاو نائب السفير الصيني الذي تترأس بلاده مجلس الامن لشهر ابريل/ نيسان ان اعضاء المجلس "يحضون كل الاطراف على ان يشكلوا بسرعة الحكومة الانتقالية وان يطبقوا بالكامل اتفاق السلام".
وخلال الجلسة ابلغ رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو مجلس الامن عن وجود خلافات بشأن الترتيبات الامنية المتعلقة بالسماح للمسلحين المتمردين بالتمركز في جوبا لضمان سلامة زعيمهم تمهيدا لوصوله الى العاصمة.
وبحسب دبلوماسيين فان لادسو اعرب عن امله في ان يعود مشار الى جوبا الاربعاء.
وكانت عودة مشار من باغاك في شرق البلاد على الحدود مع اثيوبيا الى جوبا مرتقبة في الاصل الاثنين، لكنها ارجئت الى الثلاثاء "لأسباب لوجستية".
والثلثاء قال المتحدث باسم مشار ان الارجاء الجديد يعود للأسباب نفسها من دون ان يحدد مدة هذا الارجاء. واضاف "انه آت لكن متى؟ سنبلغكم بالأمر".
وبموجب اتفاق السلام الموقع في 26 اب/اغسطس 2015، عاد 1370 جنديا وشرطيا متمردا الى جوبا لضمان سلامة مشار الذي يعود لتشكيل حكومة انتقالية مع منافسه كير.
ويتهم المتمردون القوات الحكومية بتعزيز وجودها في العاصمة التي يفترض رسميا ان تكون منزوعة السلاح ضمن نطاق 25 كيلومترا، باستثناء وجود وحدات عسكرية بموجب اتفاق السلام. لكن الجيش ينفي هذه التهم.
وكان الرئيس سلفا كير اعاد مشار الى منصبه هذا في شباط/فبراير ما اتاح المضي في تطبيق اتفاق السلام الذي ينص على وقف إطلاق نار وآلية لتقاسم السلطة.
وكان مشار تولى منصب نائب الرئيس بين يوليو/ تموز 2011 ويوليو/ تموز 2013 عندما اقاله كير.
وتعتبر عودة مشار في إطار اتفاق السلام أفضل فرصة لإنهاء أكثر من سنتين من الحرب الاهلية التي اغرقت أحدث امة في العالم في الفوضى ودفعتها الى حافة المجاعة.
وقتل عشرات الاف الاشخاص في حرب شهدت فظاعات عديدة اضطرت أكثر من مليون شخص الى النزوح فيما بات نحو ستة ملايين بحاجة لمساعدات غذائية ملحة.
واندلع النزاع في ديسمبر/ كانون الاول 2013 حين اتهم الرئيس سلفا كير نائبه مشار بتدبير انقلاب.